أنامل ذهبية.. أبناء أسوان يبدعون فى المشغولات اليدوية.. عم "فضل" 70 سنة خبرة وتعلمها من أسرته النوبية.. و"صفاء" فازت بالجائزة الأولى لإنتاج حصيرة من الخوص.. ومنسق "أيادى مصر": لدينا 2000 عارض متنوع..

"أنامل ذهبية" هكذا يمكن وصفهم فى إتقان صنعالمشغولات اليدويةمن الطبيعة ومخلفات الأشجار والنخيل، فى واحدة من أبرز المهن التى اشتهرت بها محافظة أسوان وبرع فيها كثيرون أبرزهم السيدات اللاتى توارثنها من الجدات فى الماضى وفى بلاد النوبة قديماً. ومن بين هؤلاء الذين اشتهروا بصناعة المشغولات اليدوية فى محافظة أسوان، هو فضل المولى على عبد الله، من أبناء النوبة ويقيم فى قرية أدندان بمركز نصر النوبة بأسوان، يبلغ من العمر 74 سنة، والذى برع فى صناعة المشغولات اليدوية من النخيل والتى تعكس الطبيعة النوبية التى عاش فيها قديماً قبل بناء السد العالى. وبدأ مشواره الحرفى فى صناعة المشغولات اليدوية البيئية، مبكراً بعد أن توارثها من والده ووالدته معا، باعتبار أن المنزل كان يصنع هذه المنتجات من وحى البيئة التى يعيشون فيها، ثم طور "العم فضل" هذه الحرفة وأجاد فيها بمقاييس وحسابات دقيقة لإخراج المنتج بشكل احترافى، ومن أبرز منتجاته: " المراكب الشراعية والساقية والنخلة وبراد الشاى والموقد والسيوف والخنجر، بالإضافة إلى التراث العربى، مثل صناعة مجسم للكعبة الشريفة على متن مركب فى إشارة رحلات الحج التى كانت عبر البحر"، وكل هذه المنتجات من مخلفات النخيل وتحديداً من كرناف النخيل فقط "الجرباح"، وينتج منها العديد من الأشكال والمنتجات دون تدخل لصناعات خارجية. صفاء محمد أحمد، من الطويسة بأسوان، ونجحت فى إنتاج "حصيرة" مصنوعة من الخوص، فازت بالجائزة الأولى وقدرها 20 ألف جنيه فى مهرجان التمور العربى الأخير الذى استضافته مدينة أسوان خلال العام الحالى 2023. وسيدة الطويسة، تنتج الحرف البيئية اليدوية من النخيل تتمثل فى "العرجونة" أو جريدة النخلة وتصنع منها اللوح الفنية للنول والتى يمكن استخدامها فى العديد من الصناعات مثل الشنط المدعمة بالجلد والعرجون والأثاث وغيرها من المنتجات الأخرى كإكسسوار لهذه المنتجات بألوان طبيعية مختلفة، والخوص الذى يصنع منه الخطاف والثبت وحقائب الخضار والفاكهة، والطبق والغطاء النوبى ومعلبات تغليف التمور وغير ذلك. رشا جمال، واحدة من سيدات محافظة أسوان، والتى تخصصت فى مجال الحرف اليدوية، وتعمل فى نحو 24 حرفة يدوية مختلفة منها: مخلفات النخيل والخرز والكروشيه والكرناف والخوص والعرجون وغيرها، وسعت لتأسيس كيان لتدريب السيدات وتحقيق تمكين اقتصادى وتكافل مجتمعى للمعيلات خاصة من الأرامل والمطلقات، وهى الآن تتعامل مع 350 سيدة حرفية بالقرى المختلفة بأسوان، وتنمى مهاراتهم فى الحرف اليدوية وإتقان المنتج والتسويق له مع كيفية تسعير هذا المنتج، ولا تزال تسعى لتطوير منتجات الحرف اليدوية حتى تواكب الجديد منها. أحمد سعيد عوض مدير عام المعارض بمحافظة أسوان، والمنسق العام لوحدة أيادى مصر، أوضح لـ"انفراد"، أن أسوان لديها أكثر من 2000 عارض من بينهم رجال ولكن أغلبهم سيدات، ويشاكون فى معارض ديارنا وتراثنا وغيرها من معارض الحرف البيئية بمصر. وأشار إلى أن وحدة أيادى مصر هى وحدة جديدة أنشأتها وزارة التنمية المحلية فى كل المحافظات، والوحدة أطلقها الوزير منذ عامين خاصة بالتسويق الإلكترونى للمشغولات اليدوية، وذلك بعدما تلاحظ إنتاج كمية من المشغولات ولكن لا يتم بيعها نظراً لعدم وجود تسويق جيد لها، وهو العقبة والتحدى الذى كان يواجه صانعى هذه المنتجات، وتم تأسيس هذه المنصة للتسويق الجيد لهذه الحرف محلياً ودولياً، وذلك بالشراكة بين وزارة التنمية المحلية والاتصالات ومنظمة الأغذية العالمية وإحدى الشركات الكبرى. وتابع، أن المشغولات اليدوية متنوعة ما بين منتجات من النخيل والعرجون مع الجلد والخرز والجلود وهاند ميد وطبيعى وتطريز وملابس وحالياً، مشيراً إلى أن محافظة أسوان تستهدف زيادة المنتج من السجاد اليدوى وذلك من خلال تكثيف الدورات التدريبية فى هذا المجال. وأضاف، أن أسوان تحت بتوجيهات المحافظ شاركت فى العديد من المعارض، والتى من أبرزها معرض القاهرة الدولى ونجحت المحافظة فى تخصيص جزء لوحدات أيادى مصر بشكل مجانى داخل المعرض، على أن تتحمل المحافظة الإقامة والسفر للعارضات وهم سيدتان من كل محافظة، ووقع الاختيار على أبرز الجمعيات التى تعمل فى هذا المجال، أحدهما مخصصة فى إنتاج الخوص والأخرى فى الجلود والعرجون.