أسرع عداءة داون فى مصر.. فاطمة الزهراء تتوج بذهبيتين فى "بارالمبية فرنسا".. حطمت الأرقام القياسية بالعدو لمسافات طويلة.. سجل اسمها دوليا فى سباق 1500 و800 متر.. وحصدت 35 ذهبية وفضيتين على مستوى الجمهو

بطلة صغيرة بحلم كبير، خطت خطوات ثابتة منذ طفولتها لحصد البطولات، اتخذت طريقها فى عالم الرياضة من خلال ألعاب القوى بآمال تشدو نجاحا وتفوقا، وبموهبة متفردة وعزيمة لا تعرف المستحيل استطاعت أن تحفر اسمها بحروف من نور فى سجلات التاريخ وتتوج بالمراكز الأولى فى البطولات المحلية والعالمية وتصبح أسرع عداءة "داون" فى مصر بعد تربعها على عرش البطولة البارالمبية بفرنسا. "الطفلة المعجزة".. هكذا لقبت البطلة العالمية فاطمة الزهراء فاروق الطالبة بالصف الأول الثانوى بمدرسة التربية الفكرية بالدقى، إذا استطاعت بعزيمتها وإرادتها أن تحترف ألعاب القوى منذ نعومة أظافرها وتتفوق فى جميع البطولات المحلية التى شاركت بها وتحصد المراكز الأولى على مستوى الجمهورية، بحصولها على 35 ميدالية ذهبية وميداليتين فضيتين على مستوى الجمهورية، وميداليتين ذهبتين على مستوى العالم. "أنا بطلة وأسرع عداءة".. هكذا عرّفت فاطمة الزهراء محمد، صاحبة الـ17 عاما نفسها، بملامحها البريئة وابتسامتها الجميلة، فخرا وفرحا بتتويجها مؤخرا بميداليتين ذهبيتين فى العدو لمسافات طويلة ورفع علم مصر عاليا على الأراضى الفرنسية، وتكريمها من قبل الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى. تروى نجلاء أحمد والدة فاطمة الزهراء قصة نجاح ابنتها وبداياتها مع ألعاب القوى: "ابنتى طفلة معجزة نجحت فى تحقيق إنجاز كبير لم يستطع أحد تحقيقه فى مصر، فهي أول بنت مصرية يسجل باسمها أرقام رياضية دولية فى موسوعة جينيس لكسرها الأرقام الدولية بجدارة، وذلك بعد حصولها على ميداليتين ذهبيتين فى بطولة العدو 1500 متر و800 متر، متخطية 79 دولة مشاركة على مستوى العالم فى البطولة البارالمبية التى أقيمت بفرنسا مؤخرا، قائلة: "مفيش حد على مستوى العالم قدر يحقق الأرقام دى غير فاطمة". وتابعت فى حديثها لـ"انفراد": "أدركت منذ طفولة "فاطمة" أنها تملك مواهب وقدرات كامنة وليس علينا سوى دعمها وتحفيزها ومنحها الفرصة لاكتشافها، بدأ اهتمامنا بها منذ أن كانت فى الثامنة من عمرها وأجرينا لها العديد من الاختبارات بالعديد من الرياضات كالسباحة وكرة السلة وألعاب القوى وغيرها، لاكتشاف مواهبها وهواياتها الرياضية وتنميتها، إلا أن مدربها الدكتور كريم المصرى اكتشف منذ اللحظة الأولى لخوضها الاختبارات امتلاكها لموهبة مميزة وفريدة فى ألعاب القوى وتحديدا العدو لمسافات طويلة، مؤكدا لها أنها فى يوما ما ستصبح بطلة. وأضافت أنه مع مرور الوقت تطورت مهارات "فاطمة" وزادت سرعتها فى الجرى وبدأت تشارك فى البطولات، مشيرة أن أول بطولة جمهورية تشارك فيها كانت فى أول موسم تبدأ فيه ممارسة ألعاب القوى، وحصدت خلالها على ميدالية فضية وأخرى ذهبية، ومن بعدها توالت نجاحاتها الرياضية موسم تلو الآخر، بحفاظها على المركز الأول وحصدها للميداليات الذهبية، متوجة اسمها بطلة على مسوى الجمهورية فى جميع المسابقات التى شاركت فيها، مشيرة أنها حصدت طوال مسيرتها الرياضية على 35 ميدالية ذهبية وميداليتين فضيتين على مستوى الجمهورية، وميداليتين ذهبتين على مستوى العالم. وتابعت حديثها قائلة: "فى الـ12 من عمرها لاحظ مدربها تطور مهاراتها بالسباق والجرى لمسافات طويلة، فبدأت فاطمة مسيرتها بالجرى لمسافة 200م ثم 300م ومن بعدها 800م حتى تطورت قدراتها ونجحت فى الجرى لمسافة 1500م"، مضيفة: "فاطمة طفلة طموحة ودوما ما تطمح فى التميز، فمنذ أن بدأت ممارسة ألعاب القوى وهى تواظب على التدريب لتطور من مهاراتها، وتتحمل الصعاب بعزيمة وإرادة وقوة لتثبت ذاتها وتؤكد للجميع أنها بطلة، وبالفعل كانت الطفلة المميزة التى تجرى لمسافة 1500م، وأطلق عليها من حينها لقب "أسرع عداءة داون فى مصر"، و"عداءة السباقات الطويلة". وأضافت: "الحمد لله حصدت أول كأس وأول جمهورية ونجحت فى كسر الرقم المطلوب دوليا وانضمت لمنتخب مصر، وفى نفس العام الذى انضمت فيه للمنتخب شاركت فى البطولة البارالمبية التى أقيمت بفرنسا كأول بطولة دولية لها، وفاجئت الجميع بتميزها فى أول بطولة دولية تشارك فيها وفوزها بميداليتين ذهبيتين فى بطولة العدو 1500 متر و800 متر، وتسجيلها رقم قياسى جديد باسمها فى الاتحاد الدولى بعد كسرها الرقم الدولي"، مشيرة أنها جرت سباق الـ800 متر فى زمن قدره 3:45:35 ثانية، بينما جرت سباق الـ1500 متر فى زمن قدره 8:03:71 ثانية، وتم تسجيل الرقمان باسمها بموسوعة جينس، قائلة: "أول ميدالية تحصدها مصر خلال بطولة فرنسا كانت لفاطمة وأول سلام جمهورى يعزف بالبطولة كان لفاطمة.. كانت سعيدة باللى حققته، وبتردد النشيد فرحا بالفوز". واختتمت والدة فاطمة الزهراء حديثها قائلة: "ما يميز فاطمة هو ثقتها بنفسها، التزامها وانضباطها وإحساسها بالمسؤولية، حماسها وطموحها الدائم للتفوق وحصد المركز الأول، والأهم إيمانها الدائم أنها بطلة، فمع محاولاتي في كل بطولة على تشجيعها نفسيا ومعنويا على الفوز وتحقيق أرقام جديدة تفاجئني بثقتها وعدم احتياجها لأي شكل من أشكال الدعم والتشجيع وردها علي بجملة واحدة فقط هي: "أنا بطلة يا ماما، بنتك بطلة ومش بتاخد غير المركز الأول"، مشيرة أنها ستواصل جهودها للحفاظ على ما حققته من إنجازات رياضية محلية وعالمية وتحقيق المزيد من النجاحات، حيث ستبدأ موسما جديدا قريبا ببطولة الجمهورية وبطولة الأمم الأفريقية، بالإضافة إلى حلمها فى الالتحاق بكلية السياحة والفنادق وأن تصبح مدربة. ومن ناحيته، كرم الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى الطالبة فاطمة الزهراء، فى إطار خطوات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى لدعم ذوى الاحتياجات الخاصة، وتنفيذا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى "قادرون ـ مبدعون". وأعرب الوزير عن سعادته البالغة بلقاء الطالبة فاطمة الزهراء التى تربعت على عرش البطولة البارالمبية بفرنسا وفازت بالمركز الأول على مستوى العالم وحصلت على ميداليتين ذهبيتين فى بطولة العدو 1500 متر و800 متر. وأوضح الدكتور رضا حجازى أن أبنائه الطلاب ذوى القدرات الخاصة يمثلون فخرًا لمصر كلها فهم مثال للتحدى والإرادة، موضحًا أنهم أثبتوا للعالم كله أنه بالتحدى والعزيمة والإرادة لا وجود للمستحيل، مشيرًا إلى اهتمام وزارة التربية والتعليم بدعم ومساندة وتشجيع أبنائها من الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة، وإمدادهم بالتنمية المعرفية والمهنية وإعدادهم لمواجهة الحياة العملية، وإكسابهم المهارات التى تلائم قدراتهم، معربًا عن شكره وتقديره للقيادات التعليمية، وقيادات التربية الخاصة بالوزارة، وكل من ساهم فى دعمهم وتشجيعهم حتى وصولهم لهذا التألق والتميز.