مفاجأة.. دار نشر مملوكة لوزير الإعلام الإخوانى تعمل بمصر باسم شركة وهمية.. وتتلاعب برسائل ماجستير أزهرية.. كتاب يدلس كلام أكبر مشايخ الأزهر سنا ويوجهه لصالح الجماعة.. وبلاغ للنيابة يتهم الدار بالتزوير

- شركة وهمية للطباعة والنشر تعمل فى نفس مقر مركز الإعلام العربى المملوك لوزير الإعلام الهارب بعد عام من صدور قرار لجنة حصر أموال الإخوان بالتحفظ عليه -الكتاب الإخوانى يتحدث عن ذكريات الشيخ معوض ذو الـ106 أعوام مع حسن البنا ويحذف انتقاداته للجماعة وتاكيده: لم يبق فيهم إلا طالب جاه أو شهرة أو سلطان أو متعالم - المستشار الإخوانى عبد الله العقيل يكتب مقدمة الكتاب والدار تؤجر مخزنا فى شارع فيصل وتضع موقع وهمى على شبكة الإنترنت وأرقام هواتف معطلة حصل "انفراد" على وثائق تكشف استمرار عمل دار نشر مصنفة بأنها تابعة لجماعة الإخوان ومملوكة لصلاح عبد المقصود، وزير الإعلام الأسبق، فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى بعد التحايل على قرار سابق للجنة حصر أموال الإخوان بشأنها، بالإضافة إلى اتهام نفس دار النشر بالتلاعب برسائل علمية لصالح الجماعة.

المركز العربى للإعلام تبدأ القصة بمحضر تقدم به الباحث محمد حسنى عمران لدى قسم شرطة الطالبية حمل رقم 6615 اتهم خلاله شركة رسالة للطباعة والنشر الكائنة فى العقار رقم 200 شارع الهرم بتزوير رسالة الماجستير الخاصة به بعد نشرها فى كتاب وحذف أجزاء منها وتوجيهها لصالح جماعة الإخوان بالإضافة إلى التلاعب بها على نحو يخل بالمضمون.

زيارة قصيرة إلى العنوان المذكور فى المحضر والمدون فى العقد المبرم مع الباحث باعتباره مقرا لشركة "الرسالة للطباعة والنشر" كشفت أنه نفس مقر مركز "الإعلام العربى" المملوك لصلاح عبد المقصود وزير الإعلام فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث كانت أعلنت لجنة حصر أموال الإخوان التحفظ عليه فى سبتمبر 2015 ضمن 5 دور نشر إخوانية أخرى هى دار الفتح للإعلام العربى المملوك لمحمد السيد سابق ودار الفضيلة المملوك لطه أحمد عيسى عاشور ومؤسسة اقرأ للنشر المملوك لقاسم عبد الله إبراهيم وحروف للنشر ملك عبد الناصر سعد.

وفى الطابق الرابع من العقار المذكور لازال مقر الدار حتى اليوم يحمل لافتة "مركز الإعلام العربى"، ووفقا لحارس العقار فإن المركز المتواجد مغلق منذ عام أى تقريبا منذ صدور قرار لجنة حصر أموال الإخوان ولا توجد أى شركة أخرى تحمل مسمى "الرسالة" أو تعمل فى مجال النشر فى هذا العقار أو العقارات المجاورة له أما بالنسبة لأرقام الهواتف المدونة على الكتاب فأنها كلها تقود إلى لا شئ فرقم الموبايل مغلق طوال الوقت أما رقم الهاتف الأرضى فأنه غير موجود بالخدمة، وكذلك فأن الموقع الإلكترونى للدار على شبكة الإنترنت هو عبارة عن رابط معطل لا يعمل، وهو ما عزز اقتناع الباحث بأنها دار نشر وهمية تتخذ من مقرا لها فى هذا العنوان الذى هو نفس مقر مركز الإعلام العربى المتحفظ عليه من جانب لجنة حصر أموال الإخوان.

كيف صدر الكتاب ؟ لم يكن لدى الباحث محمد حسنى عمران، خطة محددة لنشر الرسالة التى نال عليها درجة الماجستير من كلية أصول الدين جامعة الأزهر، التى حملت عنوان "الشيخ معوض عوض إبراهيم.. حياته وجهوده فى الدعوة إلى الله" وكما يتضح من هذا العنوان فان الرسالة تتناول حياة الشيخ المعمر الذى يبلغ من العمر 106 أعوام وهو أكبر شيوخ الأزهر سنا، وكان يشغل منصب أمين الفتوى فى دار الافتاء ومن أبرز مشايخ الأزهر خلال الـ100 عام الأخيرة.

وبحسب الباحث فإن شخصا يدعى "م.ع" عرض عليه نشر الرسالة دون أن يتكلف مليما واحدا، وهو ما وافق عليه وبعدها وقع عقدا عن طريق هذا الوسيط مع شخص لم يراه ويشك الآن فى وجوده من الأساس اسمه وجيه محمد المنشاوى وما يدفعه للاعتقاد بأن هذا اسم حركى لشخصية وهمية أنه لم يشاهد توقيعا خطيا له وإنما مجرد توقيع مكتوب عبر الكومبيوتر كما يشير الباحث إلى أنه لم يذهب لمقر دار النشر على الإطلاق واستلم نسخ الكتاب من مخزن فى شارع فيصل.

التلاعب بالرسالة لصالح الإخوان أهم مظاهر التلاعب بالرسالة بعد نشرها كانت وضع تقديم للمستشار عبد الله العقيل، الأمين المساعد السابق لرابطة العالم الإسلامى، وأحد الرموز الفكرية المحسوبة على جماعة الإخوان، وهو مقيم فى الكويت ومؤلفاته تحتفى بها الجماعة ومنها "صفحات من بطولات الإخوان فى فلسطين" و"كلمات مرتجلات فى مئوية الإمام الشهيد حسن البنا"، واللافت أن هذه المؤلفات وغيرها كلها صادرة عن مركز الإعلام العربى كما سبق أن استضافه صلاح عبد المقصود على شاشة قناة مصر 25 الناطقة رسميا باسم الجماعة فى يناير 2012 كما سبق أن نظم له احتفالية تكريم فى سبتمبر 2011 عندما كان- أى عبد المقصود- عضوا بمجلس النقابة الصحفيين حضرها محمد بديع المرشد الحالى للجماعة، ومحمد مهدى عاكف المرشد السابق.

الباحث محمد حسنى يقول لـ"انفراد": "لم يتم إعلامى بأن المستشار عبد الله العقيل سيضع تقديما للكتاب، والصفحة الأولى من التقديم هى من كلامى ومن أراد التأكد فليرجع إلى مقدمة الرسالة الأصلية وص 10 من الكتاب المطبوع، وجريدة صوت الأزهر بتاريخ 22 يناير 2016، وكذلك عرضه الرسالة عبر موقع "يوتيوب" بتاريخ 4 يناير 2016، ألا يعد ذلك سرقة للأفكار".

خيانة للأمانة العلمية أما الطامة الكبرى فكانت الخيانة العلمية من أجل توجيه البحث لصالح جماعة الإخوان، حيث تم حذف عبارة فى صفحة 176 من كلام الشيخ معوض، وهو موضوع البحث عن موقفه من جماعة الإخوان وهى "ادعو الإخوان أن يرجعوا إلى ماضى الرجل" فى إشارة لحسن البنا الذى كان على علاقة طيبة به وهنا يقول الباحث محمد حسنى: "هذه الكلمة غاية فى الأهمية إذ هى نقد بين لجماعة الإخوان وحذفها يعنى تدليس وتزوير فى الإرادة وخيانة للأمانة العلمية التى تقتضى أمانة النقل".

حالة التلاعب بالبحث تضمنت حذف تعليقه فى صفحة 77 الذى كان يتضمن انتقادات لجماعة الإخوان وكان نصه: "هذا والناظر لما يقوم به الإخوان من الناحية التطبيقية يجد انهم خالفوا الإمام –أى البنا- فى كثير ولو وجد بينهم لا نكر عليهم ما يفعلون، الذى يؤخذ على جماعة الإخوان المسلمين أن المنهج المرسوم عندهم للوصول إلى غاياتهم تعتريه أخطاء كثيرة من ناحية الموالاة للجماعة، وسياسة الإقصاء والطاعة العمياء للقيادات فيها وما يكتنف هذه الجماعة من غموض واختصاص الكبار برؤى لا يطلعون عليها صغار المنتسبين إليهم وكأنها حكرا عليهم لا يشاركهم فيها غيرهم والصغار يعتقدون العصمة فى الكبار ويخلقون التبريرات لما يقع مخالفا لتوقعاتهم".

ويعلق الباحث على هذا التلاعب قائلا: "ألا يعد ذلك تدليسا وتزويرا وخيانة للأمانة العلمية وعدم حفظ للحقوق الأدبية لفكر الباحث وتوجيه الكتاب توجيها لمصلحة معينة وإخفاء للحقائق التى لا يواجهون بها أنفسهم".

وإمعانا فى توجيه البحث لصالح الإخوان فانه تم انتقاء صور فوتوغرافية للشيخ معوض مع عدد من الرموز الفكرية لجماعة الإخوان ومنهم المستشار عبد الله العقيل وعلى نويتو والدكتور حسن الشافعى رغم أن الشيخ له صور أخرى مع رموز أزهرية منهجها مخالف تماما للإخوان بل ومن اكثر الناقدين لهم مثل الدكتور على جمعة والدكتور عبد الله النجار والدكتور مجدى عاشور والدكتور نصر فريد واصل.

لذا لم يكن مستغربا أن يتقدم الشيخ معوض ببلاغ للنيابة حمل رقم 6615، اتهم فيه دار النشر بتزوير كلامه لإثبات أنه من الاخوان واستغلاله سياسيا لكبر سنه.

لماذا كان التلاعب؟ فى نهاية يونيو الماضى صدر للباحث الأزهرى حسين القاضى كتابا حمل عنوان "موقف الأزهر من الإخوان" ويعد تقريبا أول تجميع ورصد لآراء علماء الأزهر فى جماعة الإخوان منذ عام 1928 حتى اليوم، ويكشف عن رفض علماء الأزهر للفكر الإخوانى وهو عكس ما هو شائع بين الدارسين.

ومن بين من وردت آرائهم عن الإخوان فى هذا الكتاب هو الشيخ معوض عوض إبراهيم وكان رأيه يتضمن هجوما عنيفا على الجماعة حيث يقول: "الإخوان اليوم لا يمتون إلى الفضل أو العلم بأى صلة وأرادوا ألا يتركوا فى الشجرة شيئا مثمرا ولم يعد فيهم خير وما بقى من الإخوان إلا طالب جاه أو شهرة أو سلطان أو متعالم أو قائل فى دين الله مما لا يصح به دليل ولا يقوم عليه برهان".

وفى موضع آخر ينقل الكتاب عن الشيخ قوله: "إننى بعد عمرا طويلا استعرضت الحركة الإسلامية فى مصر والبلاد العربية وأخبرت دعاتها وعرفتهم وقابلت بعضهم وقرأت عن الدعوة الإسلامية عمرا، وعشت لها وألفت فيها واشتغلت بها محاضرا ومدرسا وأستاذا استطيع بعد كل ذلك أن أقرر، بوضوح لا لبس فيه وجزم لا شك يعتريه أننى أرفض كل التيارات من سلفية وإخوان وغيرهم منهجا وسلوكا ولا أرى إلا الأزهر الشريف منهجا وموجها".

ولذلك فأن البلاغ الذى قدمته أسرة الشيخ المعمر أكد فى سطوره الأولى أن ما حدث هو جريمة تزوير ارتكبها تنظيم الإخوان للرد على كتاب "موقف الأزهر من الإخوان"، ومحاولة إثبات أن أكبر شيوخ الأزهر من الداعمين للجماعة على غير الحقيقة.




























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;