"إحنا مش مصدقين إننا رجعنا بيوتنا تانى وإننا وسط أهلنا وأولادنا إحنا كنا فقدنا الأمل فى الرجوع، وقلنا إننا وقعنا فى يد ناس مش بتعرف ربنا بس الجيش الليبى اعتنى بنا بعد إلقائنا فى الصحراء بعد دفع الفدية، وسلمنا للسلطات المصرية".
هكذا عبر المواطنون العائدون من دولة ليبيا بعد تعرضهم للاختطاف على يد عصابات ليبية وتحريرهم بعد دفع فدية للمختطفين الذين تركوهم وسط الصحراء لولا عثر عليهم الجيش الليبى وقام بتسليمهم للسطات المصرية، عبر منفذ السلوم ووصلوا اليوم إلى قراهم بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، حيث امتلأت قرى السعدة البحرية والعزابوة وقصر الباسل بالزغاريد والتهانى لعودة أبنائهم المختطفين ووصولهم إلى منازلهم سالمين.
يروى سعيد على أحد المختطفين الذين تم تحريرهم قصة اختطافه فى دولة ليبيا، مؤكدا أنه اضطر للسفر إلى ليبيا رغم الظروف الأمنية وعلمه أن حياته قد تتعرض للخطر، قائلا "لأننى لدى أسرة مكون من زوجتى و5 أبناء، ولابد أن أوفر مصدرا جيدا للدخل يمكننى من الإنفاق عليهم، خاصة من ظروف غلاء المعيشة والظروف الصعبة التى نراها حولنا فسافرت للعمل كعامل يومية، ونعمل حسب ما ربنا كتبلنا لقمة عيشنا، وفى يوم قررنا العودة إلى مصر وخرجنا من مدينة مصراتة وبوصولنا بعد مدينة سرت بعدة كيلو مترات فوجئنا بأشخاص مسلحون خرجوا علينا واختطفونا وتعرضنا للتعذيب خلال فترة اختطافنا حتى تمكنا من الاتصال بأهلنا ليقوموا بتحويل مبالغ مالية لنا عن طريق الحوالات البريدية لدفعها للعصابة وإخلاء سبيلنا، مؤكدا أنهم كانوا ينوون بيعهم لعصابة أخرى، وكان سيتم طلب مبالغ كبرى من أهلنا ومن السلطات المصرية، إلا أننا تمكنا من دفع المبالغ المطلوبة والتى تقدر بنحو 20 ألف جنيه مصرى عن كل فرد منا، وتم تحريرنا وإلقاؤنا فى منطقة صحراوية حتى عثر علينا الجيش الليبى وتم تسليمنا للسطات المصرية.
أما خالد جمال عبد المنجى 20 سنة أحد العائدين من ليبيا من أبناء عزبة السعدة البحرية بمركزإطسا قال "إحنا شوفنا أصعب أيام حياتنا مش مصدق إننا خلصنا من الكابوس اللى كنا عايشين فيه إحنا اتبهدلنا أوى والغربة داست علينا والناس اللى بتقول بيسافروا ليه فى الظروف دى مايعرفوش حاجة، ومش حاسين بينا وبالحوجة للقمة العيش إحنا بنعمل كده غصب عننا، ورغم كل اللى شوفناه أنا بشكر الجيش الليبى اللى اهتم بينا والسلطات المصرية اللى استلمتنا على الحدود وحسسونا بكرامتنا بعد ما كنا حسينا إننا مش بنى آدمين مع العصابة اللى معندهمش ضمير".
أما هنية إبراهيم زوجة جمعة جعفر أحد العائدين من ليبيا فقد أكدت أن زوجها منذ وصوله لمنزله وهو غارقا فى نومه من شدة الإجهاد والإعياء الذى أصيب به خلال رحلة اختطافهم، مؤكدة أنه روى لها بعض تفاصيل المأساة التى تعرضوا لها، وأنهم تم تعذيبهم والضغط عليهم للاتصال بأهاليهم ودفع الفدية مؤكدة أنه دفع 20 ألف جنيه مثل باقى زملائه المختطفين، حتى تتركه العصابة، وأكد أن العصابة كانت فى طريقها لبيعهم لآخرين لولا أن هاجمهم قوة من الجيش الليبى فى منطقة صحراوية وتمكنوا من تحريرهم وتسلمهم للسلطة الليبية.
ويؤكد خالد جمعة أحد المختطفين العائدين من ليبيا أنه اضطر للسفر بعدما أغلقت فى وجهه الأبواب فى مصر وسافر بطرق غير شرعية منذ سنة و8 أشهر مع مجموعة كبيرة من أبناء قريته والقرى المجاورة وجميعهم يعملون باليومية فى محافظة مصراتة الليبية، مؤكدا أنه كان فى طريق عودته لمصر مع مجموعة من المصريين من بينهم 9 من محافظة الفيوم لبداية حياة جديدة وبناء منزل والزواج فيه، إلا أنه تعرض مع زملائه للاختطاف والتعذين ودفع فدية تقدر بـ15 ألف جنيه مصرى، حتى يتمكن من العودة واستولوا على كل المبالغ المالية التى جمعوها طوال فترة سفره، وطالب جميع الشباب بعدم المغامرة والسفر خاصة إلى ليبيا، مؤكدا أن الظروف الأمنية هناك صعبة، وهناك مختطفون لم يعودوا ولا يعلم أحد مصيرهم.
وعن وصف الخاطفين وطريقة الاختطاف قال عبد الرحمن جودة صالح أحد المختطفين العائدين من ليبيا إن المختطفين كانوا يستقلون 3 سيارات وفجأة قطعوا الطريق أثناء مغادرتنا ليبيا بعد عدة كيلو مترات من مدينة سرت، وكانت كل سيارة تحمل فوقها مدفع نصف آلى، وقاموا بتكبيلنا بالقيود وأدخلونا إلى سياراتهم بالقوة وعطلوا السيارات التى كنا نستقلها ثم قاموا بوضع أشرطة سوداء على أعيننا، واستولوا على كل الأموال التى بحوزتنا، ومن بيننا من كان معه أكثر من 60 ألف دينار وعودته نهائية إلى مصر وبطاقات هويتنا، وهواتفنا المحمولة، ثم طلبوا منا جميعا الاتصال أهالينا، لطلب فدية قدرها 8 آلاف دينار ليبى، من كل مصرى، لإطلاق سراحنا.
وقال ثابت محمد عبد الغنى "أحد العمال العائدين من ليبيا" نحن تعرضها للتعذيب والضرب المبرح ولم نجد من الخاطفين أى شفقة أو رحمة، وكان كل يوم يتأخر أهالينا علينا فى دفع الفدية، تتم زيادة تعذيبنا حتى نضغط عليهم، مؤكدا أنهم اتفقوا معهم على عمل حوالات بريدية باسم أحد الأفراد بمكتب بريد ديروط بمحافظة أسيوط، وهو يبلغ الميليشيات بوصول الفدية، وبلغت فترة اختطافهم 9 أيام لم يتم خلالها تقديم أى أطعمة لهم سوى بقايا الطعام وكميات قليلة جدا من المياه لا تكفى لفرد واحد، وأشار إلى أن العصابة التى قات باختطافهم بعدما حصلت على مبالغ الفدية كاملة قاموا بتسليمهم لمجموعة ملثمة أخرى، أوصلونا إلى منطقة تسمى مساعد وهناك عثر علينا الجيش الليبى واعتنى بأمرنا حتى تم تسليمنا للسلطات المصرية منطقة.
جدير بالذكر أن مركز إطسا بمحافظة الفيوم عاد إليه 9 من أبنائه المختطفين فى ليبيا ضمن 23 مصريا عادوا بالأمس.
أحد العائدين من ليبيا وشقيقه
أحد العائدين عقب وصوله لمنزله
منزل أحد العائدين من ليبيا
الأهالى يستقبلون العائدين
الأهالى يحتضنون العائدين
استقبال العائدين بالزغاريد