يسري نصر الله: التحضير للعمل استمر 21 سنة والفخراني اعتذر عن دور" الطباخ "
باسم سمرة: لم أجد صعوبة في تجسيد رفعت الطباخ لأنه يحكي عن عائلتي في بلقاس بالدقهلية
فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" فيلم مختلف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث استطاع أن يعيد للسينما المصرية هيبتها من جديد بعد مشاركته في مهرجان "لوكارنو" الدولي ليعيد السينما المصرية مجددا إلى هذا المهرجان الهام بعد غياب 17 عاما. والمصادفة أن فيلم" المدينة " ليسرى نصر الله ايضا كان أخر مشاركة لمصر.
ولم تكمن أهمية "الماء والخضرة والوجه الحسن" فقط في كونه جاء بتوقيع مخرج كبير وهام مثل يسري نصر الله الذي اعتاد دائما أن يقدم لنا كل ما هو ذا قيمة في السينما، ولا لفريق العمل الذي ضم نجوم الصف الأول ليلى علوي ومنة شلبي باسم سمرة ولكن أيضا لأن الفيلم له مذاق مختلف فهو بأخذنا في عالم بعيد علينا دون فذلكة أو تعالي على المشاهد، بل جعل المشاهد يشعر كأنه وسط عائلته، إضافة إلى شعوره بالبراح والحب والطبيعة فهو فيلم مريح للأعصاب يأخذك بعيدا عن المدينة لتقضي قليل من الوقت بحب سلام.
كشف صناع فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" النجمة ليلى علوي وباسم سمرة والمخرج الكبير يسري نصر الله في ندوة "انفراد" العديد من أسرار العمل، وكيفية استقبال الجمهور والنقاد لهم في مهرجان "لوكارنو"، وإحساسهم لكونهم أول فيلم مصري يشارك في هذا المهرجان الهام بعد غياب 17 للفيلم المصري هناك.
وأيضا تحدثوا عن عدم حصول الفيلم على جائزة هناك وهل أحزنهم هذا أم لا، كما تحدثوا أيضا عن كواليس العمل ولماذا استغرق تنفيذه 21 عاما، وكشفت النجمة ليلى علوي أسرار خلافها مع منة شلبي، والكثير من الأسرار كشفوها خلال الندوة.
كيف وقع اختيارك على سيناريو "الماء والخضرة والوجه الحسن؟
- يسرى نصر الله: بعد فيلم "صبيان وبنات" كنت مع باسم في "بلقاس" وقابلت عائلته هناك وهم طباخين مشهورين معروفين هناك فانبهرت بشخصياتهم لأن لديهم اعتزاز شديد بالنفس وباسم عرض علي الفكرة وبدأنا العمل عليها، ومرت بمراحل كثيرة جدا حتى استطعنا الوصول للصيغة التي أرضتني والتي كنت أبحث عنها، حيث أنني رفضت إقحام السياسة في هذا العمل، وأردت ان يكون الفيلم عن البهجة فقط، فالأكل والحب والطبيعة هي الأشياء التي تبعث البهجة في النفوس وهي الحياة الأساسية التي يتمنى الإنسان أن يعيشها.
كيف جاء التعاون بينك وبين المنتج أحمد السبكي ومن الذي سعى للتعاون مع الأخر، وألم تقلق من التعاون معه
- يسري نصر الله: كان هناك رغبة متبادلة بيني وبين السبكى وقررنا العمل سويا، وبالنسبة للفيلم عرض على أكثر من شركة إنتاج قبل أن يصل للسبكي، والحقيقة أنا ضد تلبيس السبكي مصائب المجتمع لأن أفلامه هي انعكاس للواقع الذي نعيشه وليس العكس فالمجتمع ممتلئ فتنة طائفية وبطالة وفساد وانهيار تعليم وانهيار أخلاق، كل هذا موجود بالفعل في المجتمع لم يصنعه السبكي، كما أن السينما ليست قائد للمجتمع وهذا ليس دورها بل دور وزارة الإعلام ومؤسسات الدولة فالسينما تنعكس على الواقع ولكن بأذواق مختلفة، وليس من مسئولية السينما حل المشكلات والقضايا بل تعرضها فقط.
وإذا تحدثت عن السينما التي أقدمها فأنا أقدم للمتفرج صورة يحب نفسه فيها، وألا يشعر طوال الوقت أنه ضحية ومظلوم وأنه مفعول به بل أقول له "لا انت حلو وحب نفسك"، والسينما التي تقدم المشاهد على أنه "جعلونى مجرما" لا تعتبر سينما.
ودائما في السينما التي أقدمها لا أحكم على شخصيات بل أجعل المشاهد هو الذي يقرر ويضع الحكم المناسب له، وبالنسبة لي أشعر أن هناك شيء ضاع من السينما منذ أن أصبحت الشخصيات النسائية تابعة للرجل واختفى العصر الذهبي لدور المرأة الحقيقي المؤثر في المجتمع.
ما الذي جذبك للمشاركة في هذا العمل؟
- ليلى علوي: الهدف الرئيسي لموافقتي على الدور هو المخرج الكبير يسرى نصر الله بالطبع، وأيضا الورق جذبني جدا وشعرت أنه مختلف، إضافة على فريق العمل الذي شجعني بالفعل على الموافقة فأنا أحب منة شلبي جدا تعاونا سويا من قبل في "بحب السيما"، كما أحب باسم سمرة أيضا وباقي فريق العمل، إضافة إلى حبي ليسرى من زمان، حيث تقابلنا كثيرا في السفر لكن لم نتعاون مع بعض.
ولماذا لم يتم التعاون بينكما من قبل هل الظروف لم تسمح بذلك؟
- ليلى علوي: ليست الظروف لكن أكيد لم يكن لديه دورا يناسبني، فدائما الورق هو المتحكم الأول في العمل، فإذا كان هناك ورق مناسب ودور مناسب لي كان سيتعاون معي.
وكيف كان تعاونك مع المنتج أحمد السبكي؟
- ليلى علوي: ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع السبكى، حيث تعاونت معه من قبل في "الرجل الثالث" و"حلق حوش" ولا نستطيع أن نتهم سينما السبكي بأنها هابطة أو أفسدت الذوق العام، حيث أنهم قدموا العديد من الأفلام الهامة والجادة حتى في الفترة الأخيرة مثل "كباريه" و"الفرح" و"ساعة ونصف" وغيرها، ولا يوجد أي شركة إنتاج في العالم ستقدم أفلام يرضى عنها الجميع.
ودعونا نكون أكثر وضوحا، الجمهور الذي يذهب إلى السينما يرغب في مشاهدة تلك الأفلام والسينما في الأخر صناعة إذا لم تحقق مكاسب ستنتهي، ولم أقول أن هذا هو الصح لكنه هو واقع مجود ولا أستطيع ان أحمل هذا الأمر لصناع السينما لأن هناك الكثير من الأفلام الجادة والهامة التي تم تقديمها في السينما ولم يذهب لها الجمهور أو يهتم بها، أنا أريد أيضا تحميل المجتمع المسئولية لأن الذوق العام اختلف.
هذا خامس تعاون يجمع بينك وبين المخرج الكبير يسري نصر الله هل لا ترى نفسك إلا معه؟
باسم سمرة: أرى نفسي مع كل المخرجين وطبعا يسرى هو الذي قدمني في بداية مشواري الفني، كما أن ليلى علوي قدمتني أيضا كبطل في الدراما من خلال مسلسل "هالة والمستخبي" والاثنين أحبهم بشدة وإذا اشتغلت مع أشخاص تحبهم يظهر هذا على الشاشة بوضوح، المهم أن أرتاح أولا وأفهم ثانيا حتى أستطيع العمل وتقديم أفضل ما عندي، لكن إذا لم أفهم لا أستطيع العمل، أنا اشتغلت مع مخرجين كبار جدا وكنت محظوظا بالعمل معهم مثل محمد خان الله يرحمه وشريف عرفة وعمرو عرفة وسامح عبد العزيز، إضافة إلى الشباب مروان حامد احمد حسونه شريف البندراى لان كل واحد شافني من وجهه نظره، منهم من رأى في الطيبة ومنهم من رأني شرير أو بلطجي أو صعيدي أو رومانسي، أنا برج الجوزاء فبالطبع بداخلي كل تلك الشخصيات وأكثر.
كيف استعديت لشخصية "رفعت" الطباخ؟
- باسم سمرة: دور الطباخ اشتغلت عليه منذ أكثر من 20 عاما وكل ما نستعد للتنفيذ يسرى نصر الله يدخل فيلم جديد ويكون مشغول، كما أن السيناريو لم يضبط في البداية عندما كتبه الملف ناصر عبد الرحمن لأن يسري لم يكن يريد إقحام السياسة في هذا العمل، ولم يريد كتابته بهذا الشكل، وبعد ذلك جاءت الثورة فعطلتنا أيضا، حتى استعنا بالمؤلف أحمد عبد الله لتخرج النتيجة بالصورة التي ترضي يسري.
واستعديت للدور كما قال أستاذ يسرى نصر الله أن هناك جزء كبير من عائلتي معروفين بعائلة أبو سمرة ويعملون بالطبخ في بلقاس بالمنصورة وفخر وشرف كبير لي طبعا تجسيد دورهم، فهم معروفين جدا هناك، ودمهم خفيف وعندهم عزة نفس وكرامة، وعندهم جو الطبيخ في حد ذاته فرح وكنت وأنا صغير أفرح جدا بجو الأفراح والطبخ والبنات الحلوة لأن المنصورة مليئة بالبنات الحلوة ومصر كلها بالطبع.
هل ذكرك فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" بفيلم "خرج ولم يعد" الذي قدمتيه في بداية حياتك الفنية، حيث أن العملين قدما في الأرياف.
ليلى علوي: لوكيشن فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" هو الذي فكرني بفيلم "خرج ولم يعد" فأجواء الأرياف بالطبيعة والخضرة وأكل البيض والفطير هي أشياء رائعة، لدرجة انه كل ما أشاهد فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" لازم أعمل بيض وأتمنى أي شخص يحضر لي فطير، لكن موضوعين الفيلم مختلفين تماما عن بعض ولكنني عدت بذكرياتي لصورة "خرج ولم يعد"، حيث كانت المرة الأولى لي التي أرى فيها الريف المصري، فأنا أعشق الطبيعة الخضرة، فكنت عندما أرى خضرة لازم أنزل التقط بها صور مع باسم ومنة.
كيف كان استقبال الجمهور لكم في مهرجان "لوكارنو"؟
- ليلى علوي: استقبال جمهور لوكارنو كان مشرف جدا، وندوة الصحفيين في اليوم التالي كانت دسمة والقاعة ممتلئة لأخرها ومزدحمة للغاية، كما تم طلب الفيلم للمشاركة في مهرجان تورنتو بكندا، وأيضا طلب في كوريا الجنوبية السوق الأسيوي سوق مهم جدا، كما سيعرض فى الكريسماس في فرنسا.
باسم سمرة: أول ما نزلنا من الأتوبيس في لوكارنو الجمهور ركض ليسلم علي وسألوني على ليلى، وكانوا نقاد أيضا وحيوني على دوري بالفيلم، حيث وصلنا بعد العرض الأول للفيلم لكن الحقيقة الاستقبال كان أكثر من رائع، وعرفتهم على ليلى وأستاذ يسري نصر الله.
هل أصبح طموحنا المشاركة في مهرجانات كبيرة فقط لكن دون المنافسة على جوائز، وهل أزعجك عدم حصول الفيلم على جائزة من "لوكارنو"؟
- يسرى نصر الله: الحقيقة هناك مفهوم خاطئ للغاية في فهم البعض لاهتمامي بمشاركة أعمالي في مهرجانات، فاهتمامي بالمشاركة في المهرجانات ليس الهدف الوحيد أو الأساسي منه هو الفوز بجوائز، ولكن الهدف فتح أسواق جديدة غير عربية للسينما المصرية لأن اسواق السينما المصرية أصبحت صغيرة جدا، فلدينا 90 شاشة جدا، وهذا ما فعله فيلم "اشتباك" وأي فيلم مختلف عن السائد يحاول فتح أسواق جديدة للفيلم المصري في الخارج، ومثلا بعد العرض الجماهيري في "لوكارنو" معظم الجمهور كان بيسأل على فستان شاكيرا في الفيلم، وأضاف يسري بسخرية: لدرجة إنني قلت إذا صنع السبكي هذا الفستان سيكسب كثيرا جدا.
وجهت بعض الانتقادات للفيلم بأنه لم يكن به رسالة واضحة، وأن السيناريو كان به خلل ولم يستطيع الوصول للجمهور
- يسري نصر الله: هناك كثيرون لم يستطيعوا فهم الفيلم وجهلهم ان الفيلم يتحدث عن البهجة وحب الحياة وهذا في حد ذاته موقف سياسي في رأيي، فأنا قدمت الكثير من السياسة في أفلامي السابقة، لكن "الماء والخضرة والوجه الحسن" كان فيلم حسي وأردت التحدث فيها عن الأشياء الحقيقية التي تحرك البني أدم مثل الحب والكرامة والحرية، أردت فى الفيلم أن أركز على الأشياء الفطرية التي تجعلنا نقول نفسنا نعيش، ولا أحد يسرق مننا لحظة البهجة، وهذا الشيء الوحيد الذي ركزت معه في الفيلم، وإلا سنفقد أدميتنا.
هل أغضبك الأفيش الذي وضعت به صورة منة شلبي قبل صورتك؟
- ليلى علوي: أنا أعرف منة منذ وقت طويل من أيام "بحب السيما" وأنا شخصية بتعامل بشكل فطرى جدا وطبيعي وأحب أن يكون كل من حولي مبسوطين فتعاملي سواء مع صابرين أو لاما وكل فريق العمل كان أكثر من رائع، ومنة تتحب وسافرنا كثيرا سويا في مهرجانات خارج مصر، والسفر يظهر البنى ادم على حقيقته ومنة جدعة جدا واتعلمت جيدا والذي تحبه لنفسها تحبه لغيرها وأنا شخصية أمي ربتني على ذلك وعندي تصالح مع الناس بشكل طبيعي بدون مجهود، وأنا وباسم ويسرى ومنة كانت تجمعنا علاقة صداقة قوية أثناء التصوير وكنا نطمئن على بعض يوميا.
يسري نصر الله مقاطعا: منة شلبي اتصلت بي فور رؤيتها للأفيش وقالت أنه فضيحة وأننا ولاد ناس ونعرف في الأصول "يعني ايه صورتي تكون قبل صورة أستاذة ليلى دي مهزلة"، وأرادت أن تصنع أفيش جديد على حسابها الشخصي.
كيف تم اختيار أبطال "الماء والخضرة والوجه الحسن" وهل كان هناك اعتذارات أو تبديل أدوار؟
- اختيار الأبطال تم مثل كل فيلم فأنا ارى الفنان في دور معين أعرضه عليه أما أن قبل أو يرفض حسب ظروفه، فمثلا النجم يحيى الفخرانى كان مرشحا لدور الأب الذي جسده الفنان علاء زينهم، لكنه اعتذر بسبب أنه ابتعد سنوات طويلة عن السينما فكان يريد العودة بشكل جيد يليق به، فأبحث بعدها عن فنان أخر يليق عليه الدور ولا أقول بديل بل أقول فنان مناسب للدور ومتحمس له أيضا، لن هناك ممثلين لا يتحمسوا للدور وهذا حدث كثيرا من قبل.
قدمتي من قبل العديد من البطولات الجماعية مثل "حب البنات"، "ليلة البيبي دول"، "يا دنيا يا غرامي" لماذا تحب ليلى علوي البطولات الجماعية رغم أن كثيرا من النجمات يصررن على البطولة المطلقة؟
- ليلى علوي: أنا بحب الورق والمخرج والشخصية المكتوبة بالورق ولا يفرق معي البطولة جماعية أم مطلقة المهم الدور الذي سيترك بصمة، والحقيقة أرى أن إصرار الكثير من النجمات على البطولة اتهام قاسى بعض الشيء للنجم أو النجمة فبداية من عادل إمام حتى نادية الجندي جميعهم قدموا بطولات جماعية مثل فيلم "عمارة يعقوبيان" و"الباطنية" فالموضوع هو الذي يحدد إذا كان العمل سيكون بطولة جماعية أم فردية والفنان الحقيقي لا ينظر لتلك الأشياء، ولا نستطيع نقيم أو نحكم على القلة الموجودة في سواء في السينما المصرية أو العالمية من هذا النوع.
هل تعمدت استخدام توليفة السبكي المطرب محمود الليثي والراقصة لكن بطعم يسري نصر الله؟
- ليلى علوي مقاطعة: هل هناك فرح بدون راقصة، جميعنا شاهدنا أفراح شعبية ونعلم أن الراقصة والمطرب الشعبي من أساسيات تلك الأفراح، وحتى لو أنتج يسري نصر الله الفيلم وهذا ما يميز الشعب المصري أن أفراحنا دائما مبهجة، والليثي لم يتواجد لأن السبكي موجود بل لأن السيناريو عايز كدة، وشخصية كيكى الرقاصة كانت موجودة في الورق من البداية مع مطرب شعبي يغني لها.
يسري نصر الله: السبكى طلب منى أننا نستعين بالليثى في الفيلم وكان قلقان منى جدا وقال لي ليس مهما أن يتواجد في الفيلم لكنني أريده من أجل البرومو فقط، وبعد ما خلصنا وأثناء المونتاج المونتيرة منى ربيع الرائعة التي أتعامل معها منذ سنوات قلت لها سنأخذ من الأغنية والرقصة دقيقة فقط، لكنها قالت لي "دقيقة ازاي أنا هاخدها كلها" قولت لها متأكدة يا منى قالت لي طبعا الأغنية رائعة، وكانت كذلك بالفعل.
باسم سمرة: على فكرة الأفراح الشعبية لا تستعين براقصة ومطرب فقط بل تستعين ب3 راقصات وما ظهر في الفيلم أقل من الواقع كثيرا، وجميعنا حضرنا أفراح شعبية ونرى ما يحدث بها.