الاتحاد الأوروبى وداء التفكك..بعد بريطانيا.. هولندا وأوروبا الشرقية تسعى للخروج ..وخروج بريطانيا فاقم من سوء العلاقات مع واشنطن..وترامب يمثل حجر العثرة فى العلاقات الأوروبية الأمريكية

اختتم قادة الاتحاد الأوروبى قمتهم التى عقدوها الجمعة فى العاصمة السلوفاكية براتيسلافا فى غياب بريطانيا للمرة الأولى منذ تأسيسه، وأكدوا التوصل الى "خارطة طريق" تتضمن إجراء إصلاحات داخل المنظومة الأوروبية، وذلك ردا على خروج بريطانيا من الاتحاد، ولكن على الرغم من حالة التفاؤل التى تنتاب الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلا ان الحقيقة غير ذلك فإن بريطانيا ليست الوحيدة التى كانت تسعى للخروج من الاتحاد الاوروبى، فتأتى بعدها هولندا والآن أوروبا الشرقية.

أوروبا الشرقية



فدول أوروبا الشرقية التى تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبي، سوف تجرى استفتاء عاما قبيل الموافقة على خروج أى دولة أخرى من الاتحاد، إذ ان بعض الدول الأوربية ومنها هولندا تهدد بالخروج من الاتحاد، على غرار ما قامت به بريطانيا فى يونيو الماضى.

وأشار رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو إلى أن هناك تفاهما مع كل من بولندا والجمهورية التشيكية، على أهمية توفير ضمانات واضحة للدول الأوروبية التى يعمل مواطنوها فى أى دولة أوروبية أخرى، وذلك فى حالة مغادرة هذه الدولة الاتحاد الأوروبى، مع ملاحظة أن المواثيق الأوروبية تمنح مواطنى الدول الأعضاء فى الاتحاد، حقوقا مقاربة للمزايا التى يتمتع بها مواطنو تلك الدول.

وأضاف رئيس الوزراء السلوفاكى إن كلا من بولندا والمجر والتشيك ترغب فى حصول مواطنيها على نفس المعاملة التى يحظى بها مواطنو أى دولة أوروبية حال خروجها تلك الدولة من الاتحاد، فى حين ترفض رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى منح مواطنى الدول الأوروبية أى معاملة مميزة ، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربى، وتصر ماى على أن يتلقى الأوروبيون نفس معاملة الرعايا الأجانب الوافدين إلى بريطانيا.

هولندا



وكان النائب الهولندى اليمينى المتطرف خيرت فيلدرز، تعهد بالعمل على تنظيم استفتاء يتيح للهولندين الاختيار بين البقاء فى الاتحاد الأوروبى أو الخروج منه، وبإغلاق الحدود فى وجه المهاجرين المسلمين، وأكد أن حملته الانتخابية المقبلة ستتمحور حول هذين الملفين.

رغم ما سببه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى من اضطرابات، تعهد النائب الهولندى اليمينى المتطرف خيرت فيلدرز بالسعى بكل السبل المتاحة لإقامة استفتاء فى هولندا حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبى، متعهدا فى الوقت نفسه بإغلاق الحدود أمام المهاجرين المسلمين.

قال بهذا الخصوص "إنه فوز كبير، واستعادت بريطانيا سيادتها وعادت بلدا حرا ومستقلا"، ويرى أن "على الأجل البعيد على المستويين السياسى والاقتصادى سيتبين أن خيار بريطانيا كان صائبا، وأنها تخلصت من كل الشخصيات السياسية فى بروكسل التى لم تنتخب، والتى اتخذت قرارات تتعلق بسياساتها فى مجالات النقد والموازنة والهجرة".

دعوات إيطالية



أما فى إيطاليا فإن زعيم حزب رابطة الشمال اليمينى المتطرف فى إيطاليا والمتشكك تجاه الاتحاد الأوروبى، بريطانيا لتصويتها لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى قائلا إن "إيطاليا ينبغى أن تكون التالية ".

وكتب ماتيو سالفينى على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك "أهلا بشجاعة المواطنين الأحرار، القلب والعقل والفخر يتغلبون على الأكاذيب والتهديدات والابتزاز، شكرا بريطانيا والدور علينا".

وصوتت بريطانيا لصالح الخـروج من الاتحاد الأوروبى بنسبــة 52% فى مقابل 48% لمعسكر البقاء فى استفتاء تاريخى خرجت فيه المملكة المتحدة من اتحاد استمر على مدى 43 عاما، وشارك فى الاستفتاء نحو 30 مليون شخص بنسبة تبلغ 71.8%، وهى نسبة المشاركة الأعلى فى بريطانيا منذ عام 1992.

خروج بريطانيا وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية



وأدى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ، فالعلاقات بين الطرفين ليست على ما يرام منذ سنوات وكانت بريطانيا تمثل الطرف الأكثر انحيازا لصالح الولايات المتحدة وبخروجها أصبحت المشاكل بين الطرفين أكثر وضوحا ، والهاجس الدفاعى كان الأكثر الحاحا بالنسبة للأوربيين الذين يخشون من المرحلة المقبلة مع إمكانية انتخاب المرشح الجمهورى المثير للجدل دونالد ترامب، وحتى لو انتخبت المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون يبقى هاجس الاستقلال الدفاعى عن الناتو قضية ملحة، لان حلف الناتو لم يعد مهما بعد تنصله عن الوقوف مع تركيا التى وجدت نفسها وحيدة فى مواجهة روسيا بعد حادثة اسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية.

ويمثل ترامب حجر العثرة فى أى علاقات اوربية أمريكية متينة فقد طالب فى احدى تصريحاته بضرورة دفع الاوربيين ودول الناتو للأموال مقابل الخدمة الدفاعية التى توفرها الولايات المتحدة لهم، كما ان تصريحاته المثير لم تعجب قادة الاتحاد الأوروبى بالمرة، وفى ضوء ذلك ذكر مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبى أن فوز المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب فى التصويت المقرر سيكون مشكلة للعالم أجمع، وقال شولتز إن "حدث هذا الأمر فإنه سيشجع على انتخاب شخصيات مماثلة فى أوروبا"، "ترامب ليس مشكلة للاتحاد الأوروبى فقط بل أيضا للعالم بأسره".




الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;