بالصور.. "أنيماليا" أصغر متحف عالمى بأسوان يروج للسياحة المصرية.. مرشد سياحى وزوجته يحولان منزلهما إلى مزار للأجانب.. عم محمد: زوجتى صاحبة الفكرة وهدفنا تخليد رحلة النوبيين

المتحف يضم "تمساح ومحنطات وتعويذة ورسومات و40 نوعا من الصخور" صاحب المتحف: نعتبر فترة الركود السياحى إجازة إجبارية ونستغلها فى تعلم لغات إضافية وهدفنا إبداعى وليس ربحى وعودة السياحة تحتاج إلى خبرة "تمساح ومحنطات وتعويذة ورسومات" أشياء تجسد أصغر متحف عالمى لترويج السياحة فى مصر، وهو متحف "أنيماليا" الذى يقع على جزيرة الفنتين غرب مدينة أسوان. عم "محمد صبحى عبد الشكور" والذى يبلغ من العمر 66 سنة، ويعمل مرشد سياحى، يروى لـ"انفراد" قصة حب وكفاح جمعت بينه وبين زوجته "أسماء" التى كانت سببا فى فكرة تحويل منزلهما إلى أصغر متحف فى العالم غير حكومى يروج للسياحة المصرية فى بلاد النوبة. يقول محمد صبحى، "تخرجت من كلية الزراعة وعملت مدرساً فى مادة العلوم للمرحلة الإعدادية، ولم تكن لدىّ رغبة فى مجال التدريس، فسافرت إلى ليبيا وقضيت هناك 6 سنوات، ثم عدت إلى مصر، وسافرت بعدها إلى المملكة العربية السعودية مرافقاً لزوجتى أسماء، والتى تعمل مدرسة رياضيات للمرحلة الإعدادية على سبيل الإعارة، وهناك تعلمت اللغة الإسبانية عن طريق مجموعة من الكتب وشرائط الفيديو، وبعد مرور 4 سنوات، عدنا مرة أخرى إلى مصر، ودخلت وقتها امتحان الإرشاد السياحى، ونجحت فى الحصول على رخصة الإرشاد باللغة الإسبانية بعد أن تعلمت اللغة الإنجليزية أيضاً". وأضاف صاحب متحف أنيماليا، "بدأت العمل فى الإرشاد السياحى وعمرى 40 عاماً، واشتغلت فى مجالات سياحية مختلفة ما بين الفنادق والمطاعم والبواخر وغيرها، وكنت أجد كثيرا من المرشدين السياحيين القادمين من القاهرة ومحافظات الوجه البحرى يتحدثون للأجانب عن النوبة بمفاهيم مغلوطة بعيدة عن الواقع الحقيقى للنوبيين، ومنها على سبيل المثال أن الرجل النوبى يعتاد الزواج من 4 نساء كدليل على القوة مثلاً، فكنت لا أستطيع أن أوضح لكل المرشدين تاريخ النوبة، فمن هنا جاءت الفكرة لدى فى عمل شىء للتعريف بعادات وتقاليد النوبة، حتى أشارت زوجتى لى بفكرة إنشاء متحف نوبى بسيط داخل منزلنا، يختلف عن فكرة البيوت النوبية المنتشرة فى مدينة أسوان، ويستضيف عددا من السائحين". وتابع محمد صبحى، إن زوجتى صاحبة الفضل الأولى بعد الله عز وجل فى إنشاء هذا المتحف، بعد أن أجرت المعاش المبكر لوظيفتها، وتفرغت للعمل على إنشاء وتطوير المتحف، فهى كانت ترى فى المتحف رسالة أكبر من هدف الوظيفة أو الربح، وكانت تعمل بيدها على تحنيط بعض الأسماك وصناعة الزخارف النوبية القديمة، وتردد "من السهل أن تكونى موظفة ولكن من الصعب أن تكونى صاحبة متحف"، مشيراً إلى أن زوجته استطاعت أن تصل بأبنائه إلى مرحلة علمية متميزة، جعلت ابنتهم الكبرى تحصل على درجة الماجستير فى الطب من جامعة عين شمس، والوسطى تعمل مرشدة سياحية، والصغرى أستاذة طب تخدير بجامعة أسوان. وأوضح، بأن سبب اختيار اسم "أنيماليا" للمتحف هو ما يحويه المتحف من مملكة حيوانية محنطة، تضم جميع الحيوانات والزواحف والحشرات التى تعيش فى بيئة النوبة القديمة، ويقع جميعها تحت مسمى مملكة كل الحيوانات kingdom of animalia ، وهى كلمة باللغة اللاتينية، تصلح لجميع زوار المتحف من الجنسيات الأجنبية المختلفة، مضيفاً أن بعض زملاءه المرشدين السياحيين أشاروا له بفكرة إنشاء "قعدة نوبية" ملحقة بالمتحف المنزلى. وأفاد أن المتحف يقع فى جزيرة الفنتين غرب مدينة أسوان، وتضم مساحته نحو 200 متر مربع، ويشمل أقسام عدة منها "محنطات الطيور والزواحف والحيوانات والحشرات والأسماك، وصوراً تجسد رحلة تهجير النوبيين، وصخور جرانيتية أسوانية، وقسم بحيرة السد العالى وهو عبارة عن ديكور للبحيرة ومجموعة من الحيوانات بداخله، بجانب أقسام الزخارف ومعرض صور يجسد قصة تهجير النوبيين، وقسم مصور لدور المرأة فى النوبة، ومشغولات يدوية نوبية، وزخارف ورسومات إسلامية ومسيحية، ورسومات تعويذية على الجدران للاستعاذة من الجن، بجانب تمساح حقيقى". وأشار إلى أن المتحف يضم فى الجزء الخارجى منه رسومات إسلامية لرحلات الحج والعمرة، بجانب رسومات للصليب المسيحى، بالإضافة إلى بعض الطلاسم الموجودة خارج غرف النوم والتى تحمى - فى المعتقد القديم – الرجل وزوجته من الربط والمس خلال اللقاء معاً، وتحمى الذرية من وساس الشياطين. ولفت "صبحى" إلى أنه قطع رحلة شاقة لجمع مكونات المتحف، سواء ما حصل عليه من محنطات لحيوانات من سوق الجمعة بالإمام الشافعى فى منطقة السيدة عائشة بالقاهرة، أو ما حصل عليه من حشرات سامة كـ"الطريشة" و"الورن" و"ثعبان الأرقم" بمدينة أبو سمبل جنوب أسوان، وأيضاً ما حصل عليه من المتحف الجيولوجى بالقاهرة، حيث اصطحب معه إلى أسوان أكثر من 40 نوعاً من الصخور مزودة بمعلومات عنها، وصنع بها قسم الصحراء فى الجنوب وأسوان، مؤكدا أنه بدأ فى هذا العام خلال عام 2004، وفتح المتحف أمام الجمهور فى عام 2006، ولا يزال يضيف للمتحف ويطوره حتى اليوم. واستطرد المرشد السياحى النوبى، الحديث عن المتحف قائلاً "أول ظهور للمتحف أمام الجمهور كان فى عام 2006، عندما أتى إلى المتحف سائحاً مجرياً، وأثناء زيارته سألنى عن تبعية هذا المتحف للحكومة، فعندما أجبته بأنه منزله الخاص وزوجته، ذهل السائح المجرى، ووعده بأن يدخل هذا المتحف على خارطة السياحة المجرية إلى مصر فى العام المقبل، من خلال طباعة كتب عن خارطة السياحة داخل مصر، وبالفعل نفذ هذا السائح وعده عندما حضر إلى مكان فى العام التالى شاباً أجنبياً وصديقته ويمسكان فى يديهما كتاباً وينظران إلى الصورة فى الكتاب وإلى الموقع الحالى". ويستكمل عم محمد قصة متحفه قائلاً "بدأت الحركة السياحة تدب فى المتحف، وتنوعت الجنسيات الأجنبية الزائرة للمتحف، ومع كل جنسية كانت هناك المقترحات على وضع المتحف على خارطة السياحة العالمية فى المواقع المهمة داخل مدينة أسوان، واحتفظت بنسخ من هذه الكتب والصحف، ومنها كتاب "لول بلانت" الإنجليزى فى عام 2010، وحديث صحفى لسائح ألمانى، ومن أشهر هذه الأعمال ما جاء فى الصحيفة الفرنسية "جيو ستوار"، والتى خصصت طبعة كاملة للمواقع السياحية فى مصر من مدينة الإسكندرية شمالاً وحتى مدينة أبو سمبل جنوباً خلال عام 2009، وأشارت على الخارطة بأهمية زيارة متحف أنيماليا فى جزيرة الفنتين فى أسوان ضمن المناطق التى لا تفوتك زيارتها، وكتبت بأن من يريد معرفة معلومات عن بلاد النوبة فهناك ثلاثة أماكن وهى متحف النوبة ومتحف صغير على جزيرة الفنتين ومنزل فكرى الكاشف فى أبو سمبل". وأكمل عم محمد حديثه قائلاً "نجحنا فى الحصول على الترتيب رقم 11 فى أهم المزارات السياحية والأثرية زيارة بأسوان، حسب ما ورد فى الموقع الشهير Tripadvisor، متقدماً على الكثير من المواقع الأثرية والسياحية داخل محافظة أسوان". وأكد المرشد النوبى، أنه ظل يطور ويضيف للمتحف منذ عام 2004 وحتى اليوم، ولم يكن هدفه خلال هذه الفترة الربح، ولكنه يسعى إلى عمل شىء فنى يمكن الخروج به عن المألوف ويظهر فيه الإبداع، فهو عمل فيه رسالة أكبر من فكرة الربح "على حد وصفه". وعن الوضع السياحى الحالى، قال صاحب المتحف "لا أحد يستطيع ينكر أن السياحة تمر بمرحلة ركود كبير داخل مصر خلال الفترة الحالية، ولكنى أعتبرها فترة إجازة إجبارية حتى أتزود خلالها بالمعلومات وتعلم لغات إضافية تساعدنى وتساعد زملائى المرشدين فى الاستعداد للعمل فور عودة السياحة مرة أخرى"، مؤكداً أن عودة السياحة تحتاج إلى خبرة. واختتم حديثه قائلاً "علينا ألا ننظر إلى العمل السياحى نظرة ربحية فقط، ولكن حب العمل والإتقان فيه سيساعد على الإبداع المصرى فى التسويق إلى معالم مصر السياحية، ومتحفى مفتوح لجميع الزائرين أجانب كانوا أو مصريين".






















































الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;