"تجار التاريخ يطعنون قلب الوفد".. بالصور.. "انفراد"يحقق قصة قصر مكرم عبيد بقنا ومحاولات هدمه.. سبوبة تحويل القصور لمحلات وأبراج تهدد تاريخ المدينة.. والقنائيون: كان منارة للعلم والآن مصيره مجهول

قصر مكرم عبيد باشا، الوزير فى حكومة مصطفى النحاس باشا قبل ثورة 23 يوليو 1952، وأحد قيادات حزب الوفد منذ تأسيسه على يد الزعيم سعد زغلول، واحد من التحف الأثرية والمعمارية فى محافظة قنا، ورغم تميز موقعه وقيمته الأثرية الكبيرة، لا يعرف أحد مصير القصر، ومن المسؤول عمّا تعرض له من إهمال وتراجع، ومن السبب فى الإبقاء على ذاكرة تاريخية ذات طابع أثرى ومعمارى مهم فى قبضة الإهمال بهذه الصورة. قصر مكرم عبيد باشا.. أطلال بالقرب من مديرية الأمن يقع قصر مكرم عبيد فى موقع متميز بمحافظة قنا، بالقرب من مبنى مديرية الأمن، وكان منارة للعلم وشاهدًا على خروج أجيال عددية من الطلاب، إذ كان مستخدما حتى وقت قريب كمدرسة ابتدائية، قبل أن يُخلى من التلاميذ دون معرفة الأسباب، وفى مرحلة لاحقة تم تسجيل القصر ضمن المبانى ذات الطراز المعمارى المميز، وتحديدًا فى سنة 1999. يتبع القصر 27 مبنى آخر، عبارة عن قصور صغيرة تحوّلت تدريجيّا إلى عقارات وأبراج سكنية، وتم إنشاء محلات تجارية دون رادع حقيقى للمتعدين والملاك المتورطين فى طمس الهوية التاريخية لتلك القصور. تبلغ مساحة القصر 6 قراريط، ويتميز بطابع أثرى بارز، وطراز معمارى يشبه ما تم بناؤه فى عهد أسرة محمد على باشا، إذ يحتوى على فناء واسع ويتكون من طابقين، وتتميز واجهة القصر بالرسومات الأوروبية القديمة، وبه عدة أعمدة تاريخية، وسور مبنى من الطوب والحديد، يتوسطه الرخام الذى يزين مدخل بوابة القصر. محاولات هدم قصر مكرم عبيد.. وادعاءات بتراجع حالته الإنشائية محاولات هدم القصر التاريخى بدأت بعدة مراحل، بداية من شراء القصر من جانب أحد المستثمرين، ويدعى ثابت إبراهيم عطية فلسطين، ثم تهجير الطلاب الذين يدرسون فيه حينما كان مقرًّا لمدرسة "سيدى عمر" الابتدائية، والادعاء أنه آيل للسقوط، وفجأة ظهرت معدات وآلات حفر وشرعت فى هدم المبنى الأثرى، وهدم قيمة أثرية كبيرة، ومحوها من التاريخ الذى كان مملوكًا لأحد زعماء الحركة الوطنية المصرية، وشهد ميلاد وليم مكرم عبيد سنة 1889 من القرن الماضى. "انفراد" انتقل للمبنى الأثرى فى مدينة قنا، ورصد آثار الانتهاكات والتعديات الذى تعرض لها المبنى، وأبرزها وجود تحطيم كامل لمبنى القصر فى الناحية الخلفية، ووجود آثار تكسير وهدم للسور الحديدى، والبوابة الرئيسية، وسقوط أجزاء كاملة من السقف، نتيجة دخول معدات الإزالة من قبل الملاك الجدد، رغم أنه مبنى أثرى مسجل بشكل رسمى، بعد مرور أكثر من مائة عام على بنائه، وهو بهذا يدخل فى عداد المبانى الأثرية والتاريخية التى مر عليها أكثر من 100 عام، بينما يبدو أن ملاكه الجدد يسعون لهدمه وبناء أبراج ومحلات سكنية فى موقعه، كما حدث مع غيره من الأماكن الأثرية بالمحافظة. شباب قنا: من المسؤول عن إهمال قصر مكرم عبيد باشا وتخريبه؟ عصام الأمير، أحد شباب محافظة قنا، قال لـ"انفراد": "قصر مكرم عبيد قصر تاريخى، منذ أن خرجت للدنيا وهو أحد معالم المحافظة، كان يُستخدم فى أعمال المنفعة العامة كمدرسة ابتدائية، وقد فوجئت ببيعه وقيام الملاك الجدد بهدم أجزاء كبيرة منه، ولا أحد يعلم ما هى الأسباب والدوافع وراء محاولات محو هذا القصر ذى القيمة التاريخية الكبيرة، ولماذا لم تقم الدولة بدورها الكامل قبل أن يتعرض القصر لما حدث من تخريب وتدمير بشكل مؤسف". المواطن علاء حفنى تساءل عن دور الدولة قائلاً: "أين الدور الرقابى لوزارة الآثار فى حماية هذه المبانى التراثية التى تعبر عن حقبة تاريخية مهمة فى الدولة؟ نحن نشاهد أغلب القصور فى المحافظة يتم هدمها وبناء محلات وأبراج سكنية مكانها، وكأن محافظة قنا تعانى أزمة سكانية، وندرة فى عدم وجود المحلات التجارية التى لا تجد فى الأصل رواجًا، بسبب الحالة الاقتصادية التى تعانيها البلاد". وأضاف "حنفى" فى حديثه مع "انفراد": "ما يحدث للقصور فى محافظة قنا هدم وطمس للمعالم التاريخية، ويجب أن تكون هناك وقفة ضد من يسعى لتخريب هذه القصور التاريخية، لأن الأمر تحول إلى سبوبة للتكسب والربح من قبل بعض المنتفعين الذين يتحايلون على القانون".
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;