تمر اليوم الذكرى الـ106 على ميلاد شرير السينما المصرية محمود المليجي، أشهر عمالقة السينما المصرية الذين أثروا السينما المصرية بأعمالهم الخالدة وممن اشتهروا في تقديم أدوار الشر، والتى غالباً ما يحمل صاحب هذه الأدوار عدم حب الجمهور له كلاً على حسب قدرته على اقناع المشاهد بدور الشرير والذي يبغضه الجميع الا أن الفنان محمود المليجي كسر هذه القاعدة وارتبط به الجمهور بشكل غير طبيعي، مما جعل المشاهد يحب الشر من خلاله، معادلة صعبة نجح فيها بل وتفوق المليجي.
ولــد "محمود المليـجي" في الثـاني والعـشرين من ديسمبر عـام 1910، في حي المغربلين، أحد أقدم أحياء القاهرة الشعبية وأشهرها .. ونـشأ في بيـئة شعبـية حتى بعـد أن انـتقل مـع عائلـته الـى حـي الحلـمية ، وبعـد أن حصل على الشـهادة الابـتدائـية اخــتار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي.
وكان حبه لفن التمثيل وراء هذا الاختيار حيث أن الخـديوية مدرسـة كـانت تشـجع التمـثيل، فمـدير المدرسة "لبيب الكرواني" كان يشجع الهوايات وفي مقدمتها التمثيل، فالتحق المليجي بفريق التمثيل بالمدرسة، حيث أتيحت له الفرصة للتتلمذ على أيدي كبار الفنانين، أمثال: أحمـد عـلام، جـورج أبيض، فتوح نشاطي، عزيز عيد، والذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا الفريق.
ثم دخل محمود المليجي في مجال الإنتاج الـسـينمائي مساهـمة منه في رفـع مـستوى الانتـاج الفني، ومحـاربة مـوجة الافـلام الـساذجة، فـقدم مجموعة من الأفلام، منها على سبيل المثال الملاك الأبيض، الأم القاتلة، سوق الـسلاح، المقامر.
قدم محمود المليجي 318 فيلم ورحل عنا وهو في سن الثالثة والسبعين، وكان ذلك في السادس من شهر يونيو عام 1983 على إثر أزمة قلبية حادة، بعد رحـلة عطاء مـع الفن استمرت أكـثر من نصف قـرن، قدم خلالها أكثر من 750 عملاً فنياً، ما بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة.
توفي المليجي وهو يستعد لتصوير آخر مشاهد دوره في الفيـلم التليفزيوني "أيـــوب"، حيث كان يتناول القهوة مع صديقه النجم عمر الشريف، سقط المليجي فجاة وسط دهشة الجميع.
يذكر أن المليجي قدم عددا من النجوم لأول مرة منهم فريد شـوقي، وتحية كاريوكا، ومحسن سرحان، وحسن يوسف، وغيرهم.
لقد مثل محمود المليجي مختلف الأدوار، وتقمص أكثر من شخصية منها الـلص، المجرم، القوي، العاشق، رجل المباحـث ، الباشـا، الكهـل، الفـلاح، الطبيب، المحامي.
كما كان عضواً بـارزاً في الـرابطة القـومية للتمثـيل، ثـم عضواً بالفرقة القومية للتمثيل. وتزوج من رفيقة عمره الفنانة عُلوية جميل سنة 1939.