"المرشدين السياحيين": 60% من مناطق مصر الأثرية خارج الخريطة السياحية.. وادى الحيتان وكهف الوحوش وآثار الإسكندرية الغارقة والنوبة وأقدم هرمين لسنفرو والد خوفو.. تؤكد: برامج تقليدية ونعانى كسلا دعائية

كشف خالد سعيد أمين صندوق نقابة المرشدين السياحيين، أن هناك حوالى 60% من أماكن مصر الأثرية السياحية لا يتم زيارتها، وليست على خريطة مصر السياحية، بجانب عدم العناية بالأماكن الشهيرة وباتت تعانى إهمال وعدم نظافة، مشيرا إلى أن البرامج السياحية ثابتة، وتفتقد أى محاولة للتنويع وإظهار التباين والغناء الأثرى والتاريخى فى مصر، مما أدى إلى وجود أماكن فى طى الكتمان إما جهلا بها وإما كسلا من تسويقها ووضعها داخل البرامج السياحية، بجانب الأماكن الشهيرة الكلاسيكية كالهرم و سقارة والمتحف المصرى والقلعة وآثار الأقصر وأسوان. وأوضح سعيد، لـ"انفراد"، أن التسويق لأماكن جديدة من شأنه جذب السائح لزيارة مصر لأكثر من مرة، خاصة أن وقت الرحلة لن يكفى مرة واحدة لتغطية كل ربوع مصر، مما سيكون له أثر إيجابى على ميزانية الدولة بزيادة إيرادات السياحة من العملة الصعبة، لما ستتطلبه الرحلة من إطالة مدة برنامجها بتلك الأماكن المهجورة سياحيا. وقال أمين صندوق نقابة المرشدين السياحيين، إن من بين تلك المناطق "وادى الحيتان، على بعد نحو 150 كيلو مترا من القاهرة، وفى صحراء الفيوم، حيث وجود هياكل كاملة لعشرة حيتان كانت تعيش بتلك المنطقة قبل 40 مليون سنة، والتى يمكن تنظيم رحلات سفارى مستمرة لزياراتها والتمتع بالصحراء الغربية الزاخرة بالواحات، والتى تتميز بعيون المياه الكبريتية الساخنة والباردة، والتى تشفى من بعض الأمراض الجلدية عند الاستحمام بها بالواحات الداخلة والخارجة، بالإضافة إلى الآثار الموجودة ترجع إلى عصور تاريخية مختلفة، خاصة من العصر اليونانى الرومانى، إلا أن الزيارات لها قليلة جدا بالمقارنة لعدد السياح الذين يزورون مصر بجانب من لا يعرفها بالخارج. وتابع سعيد: "كهف الوحوش الذى تم اكتشافه فى 2002، يقع عند الحدود المصرية مع السودان وليبيا فى الجنوب الغربى عند هضبة الجلف الكبير، وبه رسومات بشرية بلا رؤوس وصور نباتية وحيوانية رائعة، حيث تصل الصور المرسومة بالكهف إلى 5000 صورة متنوعة، تحكى مظاهر الحياة فى تلك الفترة التى تؤكد الدراسات أن عمرها 8000 سنة، بجانب محمية جبل علبة بالبحر الأحمر، حيث الجنوب الشرقى وامتداد السلاسل الجبلية، مساحتها 36000 متر مربع، تتميز بالطبيعة الخلابة الجميلة و التنوع ما بين سلاسل جبال ووديان وغابات و حياة نباتية تزخر بنباتات نادرة، وأيضا الحياة الحيوانية تجتمع كلها وسط الطابع البدوى للمنطقة بجانب الكائنات البحرية". وأشار أمين صندوق نقابة المرشدين السياحيين، إلى أن الساحل الشمالى، رغم توافر الإمكانات التى تؤهله لاستقبال السائحين، إلا أنه يعتمد فقط على المصريين، فى مقابل استحواذ البحر الأحمر على ذلك النوع من السياحة الشاطئية، وعدم استغلال هذا الساحل على البحر المتوسط وحتى مرسى مطروح، بالإضافة إلى محافظة المنيا "عروس الصعيد"، التى تتميز بكميات كبير من الآثار بشرق وغرب النيل، وأفضل مناظر على النيل خاصة من أعلى جبل مقابر بنى حسن من الدولة الوسطى، التى يتجاوز عمرها 4000 عام، ومن تل العمارنة حيث كان إخناتون ملك التوحيد فى الدولة الحديثة إلى العصر اليونانى والرومانى وآثار تونا الجبل والأشمونين ومقبرة شهيدة الحب إيزادورا. وأكد سعيد، على أن "سفاجا" أحد المناطق المهجورة سياحيا، رغم أنها تعد مزار هام للسياحة العلاجية، حيث يتم دفن من يعانون الروماتويد و الروماتيزم برمالها، ومراكز وفنادق مجهزة للعلاج الطبيعى بتلك المنطقة من البحر الأحمر، ورمال أسوان أيضا تتميز لنفس الخصائص، حيث دفن الأغاخان وكان يتلقى العلاج بنفس الطريقة"، مشيرا إلى أنه رغم ازدحام القاهرة إلى أنها أيضا تعانى تجاهل مناطق بها، مثل جبل المقطم الذى يمكن أن يكون إطلالة مميزة كاملة الخدمات الترفيهية حال تطويره، وإقامة مشروعات سياحية به حيث المنظر الرائع ليلا و نهارا لرؤية القاهرة فى بانوراما رائعة، على عكس ما يتم الترويج له من مناطق مظلمة، وفى الأفلام يكون مقرا لانتحار أبطالها أو لقتله. فى سياق متصل، قال ناصر الشامى، عضو مجلس النقابة العامة للمرشدين السياحيين، أن العديد من المناطق التى ترتبط بالسياحة الثقافية غير مستغلة، والتى يأتى فى مقدمتها شرق الدلتا عاصمة رمسيس الثانى، رغم احتوائها على كميات كبيرة من الحفريات، إلا أنها مهملة، على حد وصفه، مشيرا إلى أنه منذ فترة طويلة كان يتم عمل رحلات "سوبر لونج كلوز من القاهرة لأسوان، مرورا بالعديد من المحافظات، التى فى حاجه شديدة للاهتمام، مثل المنيا وتل العمارنة. وأوضح عضو مجلس النقابة العامة للمرشدين السياحيين، أن بحيرة ناصر، أحد الكنوز غير المستغلة، إذ أن هناك حوالى 300 كيلو منها داخل مصر، و150 فى السودان، لافتًا إلى أن تلك المساحة التى تضم آثار النوبة التى تم إنقاذها من جانب اليونيسكو فى الستينيات، لا يتم تنظيم رحلات لها، موضحا أنه قبل ثورة يناير كان يمر بالبحيرة فقط 5 مراكب مقابل 300 مركب بالنيل، نتيجة لعدم الدعاية لها، لافتا إلى أن عمل تغطية بأحد شبكات المحمول للمنطقة وإتاحة خدمات بالقرب من المعابد يجعلها جاذبة للسياحة. واستنكر عضو مجلس النقابة العامة للمرشدين السياحيين، عدم استغلال آثار الإسكندرية القديمة الغارقة فى المياه، والدعاية لها رغم وجود تماثيل وأعمدة بأحجام لن تسمح بإخراجها من المياه، والتى غرقت نتيجة للعوامل الطبيعية وتأكل الشواطئ، رغم وجود العديد من التصورات لاستغلال تلك المنطقة، لكنها مازالت لم يفعل منها أى تصور، بجانب منطقة دهشور التى تبعد عن سقارة 10 دقائق فقط، والتى تضم أقدم هرمين للملك سنفرو والد "خوفو" صاحب الهرم الأكبر بالجيزة، واللذان جسدا أهم مراحل الوصول إلى الشكل الهرمى الصحيح فى بناء الأهرامات الثلاثة المعروفين، وأوضح أن سنفرو قام ببناء الهرم الأول منهم، ثم اكتشف عدم انضباط قمة الهرم، فتركه قائما ثم اتخذ قرار ببناء هرم أخر. وأكد الشامى، على أن مصر تفتقد تنظيم رحلات لسياحة المغامرات، خاصة بالمناطق الجبلية بغرب الأقصر بمنطقة وادى الملوك والملكات، التى قد يستغلها بعض السائحين أحيانا فى التنقل من مكان إلى أخر كنوع من التغيير، بديلا عن استقلال وسائل النقل التقليدية، مشيرا إلى أن رحلات السفارى "تقليدية" رغم أن الواحات البحرية بها وادى المومياوات الذى يضم 10 آلاف مومياء وأقنعة ذهبية، مشيرا إلى أن الطريق إلى واحة سيوة يمر بمعبد آمون، أحد أقدم المعابد والتى زارها الإسكندر الأكبر لكسب تعاطف المصريين، ومنه أطلق أسطورة ولادته من صلب الإله آمون. وأشار عضو مجلس النقابة العامة للمرشدين السياحيين، إلى استعداد فى عمل حملة دعائية كبرى من خلال أعضائها بأنحاء الجمهورية، بتلك المناطق، بالإضافة إلى ضرورة اهتمام وزارة السياحة بالتواصل مع شركات السياحة لإدراج تلك المناطق ضمن برامجها، خاصة أن السائحين بعد تكرار زياراتهم إلى معالم مصر أكثر من مرة، يبدؤون فى البحث عن مناطق مختلفة وجديدة، واستغلال تلك المناطق لجذب انتباه العالم، بالتزامن مع عوده حركة السياحة.
























الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;