بصمة الحاضر فى مدينة التاريخ.. مدير آثار الأقصر يستعرض حصاد 2016.. ويؤكد: اكتشافات ونجاحات مصرية 100% فى الترميم .. الرادار الأمريكى أثبت خطأ نظرية بريطانية بشأن مقبرة "توت".. وقريبا نضىء كل المزارات

فى لقاء المفاجآت حول آثار الأقصر، والاكتشافات الجديدة، وطبيعة العمل فى منطقة آثار الأقصر، بما تضمه من معابد ومقابر متناثرة فى البرين الشرقى والغربى، على نيل مدينة الأقصر العظيمة الضاربة فى عمق التاريخ، قال الدكتور مصطفى وزيرى، مدير عام آثار الأقصر، إن عام 2016 كان يعج بالاكتشافات الجديدة وأعمال الترميم والتطوير فى كل معابد ومقابر الأقصر، وذلك لخدمة السائحين الأجانب الذين يزورون الأقصر من كل حدب وصوب، للاستمتاع بجمال وسحر قدماء المصريين ومدى عظمة حياتهم وإنجازاتهم. فى البداية، قال الدكتور مصطفى وزيرى، مدير عام آثار الأقصر، متحدثًا عن معبد الكرنك، إن اسمه بالمصرية القديمة كان "آمون رع سيجم نحت"، بمعنى "الإله آمون مستجيب الدعاء وقابل الصلوات"، وأنه بُنى علي مدار مئات السنين، ونبات "العاقول" أو "الحلف" كان منتشرًا بغزارة فى كل أرجاء المعبد، وبدأت حملة واسعة لإزالته بالكامل، خلال شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر من العام الماضى، وبالفعل تم تنظيف المعبد وأرجائه بصورة مميزة للغاية، وما زالت الحملات مستمرة لتنظيف كل المعابد والأماكن الفرعية المتواجدة داخل معبد الكرنك من هذا النبات المدمر، وبمناسبة هذه النقطة يُذكر أن الكرنك يضم مجموعة معابد تصل لـ11 معبدًا، أشهرها معابد آمون وخونسو وإخناتون وموت وبتاح ورمسيس الثالث ورمسيس الثانى، فهو إذن ليس معبد الكرنك فقط كما يشاع، ولكنه "معابد الكرنك". فريق الترميم المصرى يعيد البهاء للتماثيل المتهالكة والملقاة فى أرجاء الكرنك ويضيف مدير عام آثار الأقصر، فى حواره لـ"انفراد" عن جهود آثار الأقصر وإنجازاتها، أن فريق الترميم المصرى بشكل كامل، قام بدور كبير على مدار الـ12 شهرًا الماضية، فى رفع التماثيل المتهالكة والملقاة فى أرجاء معابد الكرنك، وتم تنصيبها فى أماكنها من جديد، للحفاظ على تاريخها الفرعونى المميز، لتسهيل عملية العرض للسائحين زوار المعابد بصورة يومية، كما تم عمل تداخل فى تمثال للملك رمسيس الثانى فى المعبد العكسى، المجهز لاستقبال الضيوف، والذى كاد أن يسقط أرضًا بسبب تهالك أجزائه السفلية، وتم ترميمه فى الحال للحفاظ عليه من الدمار والسقوط أرضًا. وكشف الدكتور مصطفى وزيرى، عن أن معابد الكرنك كان بها سور متهالك، فقام العمال وقيادات المعبد بإعادة بنائه، للحفاظ عليه، وحينما كانوا يجلبون "التراب" لعمل السور وترميمه، اكتشفوا أثرًا جديدًا فى المعبد، وهى مسلة الملك رمسيس الثانى، التى يبلغ ارتفاعها 25 مترًا ووزنها 150 طنًّا، وكتب على خرطوشة المسلة "أنسر ماعت رع سيبت إن رع"، بمعنى "رمسيس الثانى"، وكان هذا الاكتشاف المهم أمرًا غير متوقع بالمرة. أقدم عمال الكرنك يكتشف أقدم مائدة قرابين بالمنطقة وقال مدير آثار الأقصر، إنه فى أثناء عمليات تنظيف المعبد من الداخل، اكتشف رئيس العمال بالمعبد، واسمه "محمود"، وهو أحد أقدم عمال المعبد وورث المهنة أبًا عن جد، إذ عمل والده وكل جدوده منذ عشرات السنين داخل معبد الكرنك منذ قديم الأزل،جزأين محطمين فى الأرض بشكل مميز للغاية، وعندما تم تجميعهما وتركيبهما معًا، تبين أنهما أقدم مائدة قرابين موجودة فى معابد الكرنك. وعن مسميات الطرق المصرية القديمة، أكد مدير آثار الأقصر فى حديثه لـ"انفراد"، أن الطريق المتواجد أمام معابد الكرنك يسمى "طريق الكباش"، أما الطريق الذى يربط معبد الكرنك بالأقصر فاسمه "طريق أبو الهول"، وطريق الكباش عبارة عن طريق تحيط به مجسمات لكل منها جسم أسد ورأس كبش، أما طريق أبو الهول فيضم مجسمات بكل منها جسم أسد ورأس إنسان، مؤكّدًا الانتهاء من ترميم طريق "أبو الهول" الواصل بين معبد الكرنك والأقصر بصورة مميزة للغاية، تمهيدًا لافتتاحه للزيارة واستقبال السائحين، ليكون تاريخًا جديدًا للمصريين بإعادة فتح واكتشاف طريق "أبو الهول" بالكامل بطول 2700 متر، بين معبدى الأقصر والكرنك، وخلال العمل تمت إزالة كل الشوائب وآثار الدمار على تماثيل الطريق، ورفعها من جديد على مصاطب بدلاً من المتهالكة التى دمرتها عوامل الزمن والتعرية، لتظهر بصورة مميزة تعيد للطريق حياته من جديد. وأكد مدير آثار الأقصر، أن الطريق تعرضت للتهالك فى عصور الدولة الرومانية، فكان التمثال منصوبًا على قاعدة أقامها المصريون القدماء، بينما ألقى الرومان التماثيل فى الطريق وأخذوا القواعد لاستخدامها فى أعمالهم الخاصة، فتم عمل قواعد جديدة تشبه القديمة التى استولى عليها الرومان، وتم رفع التمائيل عليها، وتنصيبها بصورة تحفظ الطريق والتماثيل من التهالك مجدّدًا. وأوضح مصطفى وزيرى، أن الطريق الرابطة بين معبدى الأقصر والكرنك، لم يشرف علياه وعلى بنائها ملك واحد من ملوك مصر القديمة كما يظن البعض، ولكن شارك فى بنائها واستكمالها 8 ملوك على الأقل، بداية من أمنحتب الثالث مرورًا بتحتمس الثالث وحتشبسوت حتى وصل فى النهاية للملك "نختنبو". ملحمة مصرية لترميم معبد الأقصر واستعادة بهائه.. والكشف عن "وادى الألوان" أما فى معبد الأقصر، فشهدت أعمال إدارة الآثار فى 2016، وحسبما يؤكد مدير آثار الأقصر، تنفيذ أجمل وأروع أعمال الترميم من قبل فرق الترميم المصرية، إذ تم الدخول لتنظيف حوائط وجدران المعبد من الشوائب، لإظهار سحر وجمال النقوش والألوان أعلى جدران المعبد، وما زالت الأعمال مستمرة حتى الآن، كاشفًا عن موقع مميز للغاية يقع غرب الأقصر، بين الدير البحرى ودير المدينة، ويسمى "وادى الألوان" الفرعونية القديمة، إذ أخرج ملوك مصر القديمة من هذا الوادى مختلف الألوان التى استخدموها فى نقش تاريخهم وأعمالهم على جدران المعابد بعد استخراجها من هذا الوادى العظيم. ويتابع "وزيرى" حديثه عن وادى الألوان، مؤكّدًا أن المصريين القدماء استخدموه فى تصنيع الألوان الخاصة بمقابر ومعابد مصر، وأطلق المصرى القديم اسم "أون"، بمعنى لون، وأغلب أرض هذا الوادى طفلية تتخللها عروق من الحجر الجيرى ناصع البياض، الذى استُخدم فى تصنيع اللون الأبيض، كما توجد به صخور صفراء لتصنيع اللون الأصفر، وأخرى حمراء للون الأحمر، وكان يتم الحفر فى الطفلة لاستخراج هذه الصخور، وكانت خطوات تجهيز الألوان تتم بتكسير الصخور بأداة صلبة أو حجر أصلب، ثم تتم عملية الغربلة للحصول على مسحوق يمزج ببياض البيض جيدًا، ليكون اللون جاهزًا للاستخدام، وكان يتم طلاء النقوش والرسوم بعد تلوينها بالشمع أو الدهون الحيوانية، والوسيط الذى يركب منه اللون كان الماء وليس الزيت، مع الغراء والصمغ أو زلال البيض، وإن لم يتم الحسم يقينًا بشأن استخدام أى من الثلاثة، والتلوين المصرى القديم كان فى واقعه دهانًا بمحلول الغراء وزلال البيض مع الفرش المستعملة فى التلوين، والتى تتكون من حزم قصيرة من نبات الحلفا أو ألياف النخيل مربوطة معًا. أما عن العمل فى حفائر البر الغربى بمنطقة "دراع أبو النجا"، أكد مدير آثار الأقصر، أنه تم تهجير المواطنين منها وبدأت أعمال الحفائر فيها، وظهر فيها عدد كبير من "الموامياوات"، إضافة إلى اكتشاف تمثال للإلهة "تاؤورت"، إله الولادة والإنجاب عند قدماء المصريين، كما استمرت الأعمال فى كل مقابر البر الغربى، وتم فتح 3 مقابر جديدة للزيارة لأول مرة فى "دير المدينة"، وذلك بحضور وزير الآثار الدكتور خالد العنانى. العمل على إضاءة كل آثار الأقصر ليلا استعدادا لموسم الصيف أما عن مشروع الإضاءة الليلية بالمعابد والمقابر فى البر الغربى، أكد الدكتور مصطفى وزيرى، الانتهاء من إضاءة معبد الأقصر فى البر الشرقى بالكامل، تمهيدًا لفتحه ليلاً لزيارات السائحين، وفى البر الغربى تمت إنارة معبد حتشبسوت و"الرامسيوم" وبعض مقابر وادى الملوك، وجارٍ الانتهاء من ترتيبات فتحها للزيارات الليلية، بينما ما زالت الأعمال والأفكار المقترحة للإضاءة الليلية لكل المعابد والمقابر فى الغرب والشرق مستمرة، لفتح الأقصر بالكامل أمام الزيارات الليلية فى فصل الصيف، للتسهل على السائحين فى ظل الطقس الحار صيفًا. وقال مدير آثار الأقصر، إن من الممكن اكتشاف مقابر ملكية جديدة فى وادى الملوك ووادى الملكات، إذ إن حضارة مصر القديمة واسعة الثراء وتكشف عن جديد كل يوم، ولم تجد بكل أسرارها وكنوزها حتى الآن، ومؤخّرًا تم اكتشاف المقبرة رقم 63 فى وادى الملوك وانتهت أعمال الكشف عنها بالكامل، وجارٍ العمل على الكشف عن مقابر جديدة غرب الأقصر، ضمن مشروعات الحفائر التابعة لوزارة الآثار المصرية، وتم الكشف عن المقبرة 64، واكتشاف مقبرة المطربة الملكية فى العصور الفرعونية. البحث يثبت خطأ نظرية العالم البريطانى "ريفيز" حول مقبرة نفرتيتى أما فيما يخص الحدث الذى أثار انتباه العالم أجمع حول أعمال الكشف عن مقبرة "نفرتيتى"، خلف مقبرة الملك "توت عنخ آمون"، فقد أكد أن العالم البريطانى "نيكولاس ريفيز" نظرية تقول إن المقبرة ليست لـ"توت عنخ آمون"، وإنما هى مقبرة "نفرتيتى"، واكتشاف "توت" تابع لها، مؤكّدًا أن الجدار الشمالى للمقبرة خلفه بوابة، وتم العمل على كشف النظرية، وتنفيذ مسح بالرادار اليابانى، الذى أثبت وجود فجوة فى الجدار، ثم الرادار الأمريكى الذى نفّذ مسحًا جديدًا فى المقبرة، للتأكد من صحة نظرية العالم البريطانى، وفى النهاية ثبت أنه لا يوجد أى شىء خلف المقبرة كما ادّعى "نيكولاس ريفيز"، وتم وقف العمل فى تلك المنطقة نهائيًّا بقرار من الدكتور خالد العنانى وزير الآثار. البعثة الإسبانية تكتشف مقبرة "خادم البيت الملكى" وفى سياق آخر، قال الدكتور مصطفى وزيرى، إن البعثة الإسبانية العاملة فى معبد "ملايين السنين" للملك تحتمس الثالث بالأقصر، اكتشفت مقبرة تقع فى الجزء الخارجى من الجدار الجنوبى للمعبد، وذلك فى أثناء موسم حفائرها التاسع بالموقع، برئاسة الدكتورة مريام سيكو، وعُثر داخل المقبرة على تابوت بداخله مومياء من الكرتوناج، فى حالة جيدة جدًا من الحفظ، وتبين أن المقبرة تعود لعصر الانتقال الثالث، وتخص شخصًا يدعى "آمن إير نف"، الذى يحمل لقب "خادم البيت الملكى"، وستدرس البعثة المقبرة ومحتوياتها فى أقرب وقت ممكن، لمعرفة المزيد عن صاحبها. كما نجحت بعثة مصرية أمريكية مشتركة، فى الكشف عن غرفة الدفن والتابوت الخاص بالكاهن الرابع لـ"آمون" خلال عصر الأسرة الخامسة والعشرين، إذ كان هذا الكاهن يشغل منصب عمدة طيبة، ويحمل اسم "كارباسكن"، وتم الكشف عن غرفة دفن الكاهن، فى أثناء أعمال الحفر والتنظيف الأثرى بمنطقة جنوب العساسيف بالبر الغربى بالأقصر، وتابوت "كارباسكن" يعتبر أحد النماذج الفريدة للتوابيت خلال العصر الكوشى، وهو تابوت مصنوع من الجرانيت الأحمر وخالٍ تماما من أيّة زخارف أو نقوش. اكتشاف أجزاء من تماثيل عديدة لـ"أبو الهول" والإلهمة سخمت كما أعلن مدير آثار الأقصر، أن عام 2016 شهد اكتشاف عدد من أجزاء التماثيل، منها تماثيل للإلهة "سخمت" و"أبو الهول" فى موقع معبد الملك أمنحتب الثالث (حكم مصر فى الفترة من 1410 حتى 1372 قبل الميلاد)، إذ تعمل البعثة الأوروبية برئاسة هوريج سورزيان، على مشروع ترميم تمثالى "ممنون" ومعبد الملك أمنحتب الثالث بمنطقة كوم الحيتان بالبر الغربى، ونجحت البعثة فى الكشف عن عدد من أجزاء تماثيل للإلهة سخمت وأبو الهول فى موقع المعبد، وكانت الأجزاء المكتشفة فى حالة جيدة جدًّا من الحفظ، وهى عبارة عن ثلاثة تماثيل نصفية تمثل الجزء العلوى فقط، وتمثال آخر بدون رأس، تم اكتشافه فى صالة الأعمدة بالمعبد، إضافة إلى جذع صغير مصنوع من الجرانيت الأسود تم الكشف عنه فى منطقة الصرح الثالث.
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;