أنا عايزة أتجوز راجل أجنبى.. حكايات بنات كسرن أسطورة "الرجل المصرى" بحثا عن الحرية.. ياسمين: الأجانب "بيقدروا الست".. رحاب من احتراف كرة اليد بفرنسا لحب فى الملعب.. وهبة نصيبها بعتها الصين

أنهت دراستها بكلية الإعلام، وسلكت طريق غيرها من مئات الفتيات اللاتى يجدن فى الزواج طريقاً ممهداً نحو الاستقرار، لا تختلف حكايتها كثيراً حتى هذه اللحظة عن حكايات الأخريات من المتزوجات فى السن نفسه، ولكن الحكاية التى انقلبت لمسار آخر لم تكن صاحبتها ياسمين طارق تتوقعه آنذاك. ثلاث سنوات قضتها بصحبة زوج لم يعطها ما حلمت به من حياة مستقرة، فكان الانفصال بعد إنجاب طفلة هو الحل الذى رأته مناسباً، أما تفاصيل الحكاية الأخرى من الزواج الذى لم تكن تحسب له حساباً فتسردها "ياسمين" لـ"انفراد" عن قصة زواجها بأجنبى الجنسية، وهى التجربة التى لجأت إليها بعض الفتيات حتى تحولت لظاهرة بدأت تفرض نفسها فى مجموعة من القصص التى جمعنا بعض نماذجها. قصة أخرى بدأت بعد إتمام عامها الثلاثين تحكيها "ياسمين" قائلة: تزوجت لمدة 3 سنوات من مهندس معمارى، أنجبت طفلتى الأولى، ثم تحولت الحياة إلى جحيم، ولم أعد أمتلك القدرة على الاحتمال، انفصلنا، وعدت لعملى كمدربة لليوجا فى إحدى الصالات الرياضية، تعرفت على أحد المتدربين ولم يكن مصريا بل كان من دولة جنوب أفريقيا، بدأت العلاقة بصداقة، لم أكن أضع فى خيالى الارتباط برجل ليس مصريا، كل الحكاية (إنها جت كدة)". الحكاية التى تصفها "ياسمين" بأنها "جت كدة" كانت لها تفاصيل أخرى تعكس تجربة زواج الفتاة المصرية برجل أجنبى الجنسية، بداية من ظن الفتيات بأن الأجنبى أكثر تحرراً، وأكثر قدرة على تحمل المسئوليات، ومساندتها بالعمل سواء داخل المنزل أو خارجه، وتفاصيل أخرى تسردها صاحبة التجربة قائلة: زوجى اسمه "راين" رجل أعمال يعيش فى مصر، تزوجته وأنجبت منه صبيا وفتاة، ويمكننى الآن بعد سنوات من الحياة مع رجل أجنبى أن أقارن بين تجربتين. دون أن تشعر بدأ عقلها فى نسج المقارنات بين زواج سابق، وزواج حالى يختلف تماماً عن التجربة السابقة، وقالت: الفرق شاسع بين ثقافة الرجل الشرقى وثقافة الرجل الأجنبى بداية من طريقة الارتباط، وحتى تفاصيل الحياة اليومية التى أشعر دائما أنها مختلفة تمام الاختلاف عما عشته من قبل، زوجى الأول كان رجلا تقليديا بكل معنى الكلمة، لم أعثر فى قاموس رجولته كما يصنفها على أبواب المساندة والدعم، أو المساعدة فى أعباء المنزل، أو فى تربية ابنته، كأى رجل مصرى أصيل كان يومه يبدأ بالذهاب للعمل، ثم العودة للمنزل والجلوس أمام التليفزيون والشكوى المتواصلة من الإرهاق وآلام ظهره، أما أنا فليس لى الحق فى العمل، أو حتى الراحة من طلباته المتواصلة. وفى مقارنة واضحة تحدثت ياسمين عن زوجها الأجنبى قائلة: زوجى الحالى "مش سوبر هيرو"، ولكنه على الأقل يشعر بالمسئولية المشتركة، يفهم معنى كلمة مشاركة بين الزوجين، فيساعد فى التربية، يهتم بالتفاصيل، يقدم الدعم دائماً فى أعمال المنزل وتربية الأبناء، بالإضافة إلى مساندته لى دائماً فى تحقيق طموحى ودفعى للعمل، أما عن المساحة فحدثى ولا حرج، فثقافة الرجل الأجنبى دائماً تشمل مساحتك الخاصة، فعلى عكس المشاكل التى يمكن مواجهتها مع ثقافة رجل شرقى لا يسمح لزوجته بالخروج أو السفر وحدها، يدفعنى زوجى دائماً للخروج وحدى وقضاء الوقت بمفردى، بل والسفر وحدى أو مع أًصدقائى إذا رغبت، وهى المساحة التى لا يعترف بها دائماً الرجل المصرى. وأضافت "ياسمين" ساخرة: "المشكلة الرئيسية كانت فى اللغة، مابتعرفش نتخانق كويس"، وأضافت: "المشاكل البسيطة يمكن تجاوزها، ولكن حقيقة ما وجدته يستحق هذه المغامرة هو التفاهم الذى لم أشعر به مع ابن بلدى، وعمرى ما هقول ولا يوم من أيام جوزى المصرى". رحاب: من احتراف كرة اليد بفرنسا لقصة حب فى الملعب ياسمين لم تكن الوحيدة التى قررت الزواج من رجل أجنبى الجنسية، رحاب جمعة، لاعبة كرة اليد المحترفة فى فرنسا قصة أخرى تسرد لنا سطورها عن زواج المصريات من أجانب، فحكت رحاب لـ"انفراد" عن بداية حكايتها مع الفرنسى "إلياس" فى إحدى مباريات فريقها لكرة اليد بفرنسا كان من بين الجمهور شخص يتابعها باهتمام، وبعد المباراة دخل الملعب، وأشاد بلياقتها وحماسها فى إعجاب، وطلب التقاط صورة لهما معاً والاحتفاظ بها على هاتفه، كان الطلب بمثابة إشارة وخزت قلب "رحاب" التى أدركت جيداً أن هناك ما هو أكبر. فى اليوم التالى أخبرها مدرب الفريق أن غريباً دعا الفريق بالكامل على العشاء احتفالاً بالفوز، شعور مباغت حدثها بأن صاحب طلب صورة الأمس هو ذلك الغريب، تأكد صدق حدسها بعد تلبية الدعوة بصحبة الفريق، لتبدأ بينهما قصة حب كان نهايتها حفل الخطبة الذى أصرت رحاب على إقامته فى مصر بصحبة أسرتها. لم يتخلف إلياس منذ ذلك العشاء عن حضور كل المباريات فى مواعيدها، فى الصفوف الأولى استقر هناك دائماً، لا يكف عن تشجيعها، ودفعها للأمام، ولم يكف يوماً عن الامتنان لها على ابتسامتها التى وصفها دائماً بمصدر المتجدد للاستمرار، اعترف لها بحبه بعد عدة مبارايات، وطلب منها الارتباط الرسمى، ومن هنا كان اللقاء بين العريس الأجنبى ورحاب صعيدية الأصل، وأم صعيدية أصيلة تحمل كل ما تحمله المرأة هناك من قوة وحسم وطيبة قلب فى الوقت نفسه، وأخ أكبر كان داعماً لها دائماً. بنفس الطريقة التى ذابت بها حواجز اختلاف الثقافات بين "رحاب وإلياس"، اكتشفت أسرة صعيدية من ثقافة تبعد مئات الأميال عن غريب احتل دارهم بغتة، وأن كل ما يتمنوه لابنتهم هو السعادة أيا كانت سبل الوصول، رجل يحترم ابنتهم، يقدرها حق قدرها، تشعر معه بالسعادة، بل ونجحت أيضاً فى اختيار شكل الحياة التى تفضلها، وبعد عدة مناقشات ووعود واتفاقات بين الأهل من الجانبين، تمت الخطبة. لم تخطط رحاب للزواج من شخص مختلف الجنسية، ولكن القدر والحب أقوى من أى شىء، بالإضافة إلى أن مميزات الرجل الأجنبى التى شعرت بها رحاب بعد فترة من الارتباط هو ما جعلها متأكدة من اختيارها، وتقول "رحاب": مش معنى كدة إنى بعيب على الرجل الشرقى، كل الفكرة إن الثقافة المتحررة والمساحة والتفاهم هو ده اللى بتتمناه أى بنت، خاصة لو كان عندها طموح عايزة تحققه، بتبقى محتاجة الدعم والمشاركة والتفاهم، مش أن كل وظيفتها البيت والولاد". وتتحدث رحاب عن مميزات الرجل الأجنبى أنها ترى أكثر ميزة به أنه دائما على طبيعته وليس هناك تصنع بالكلام ولا تتدخل والدته باختيار شريكة حياته، مضيفة: "مافيش ماما بتختار له شريكة حياته وتقوله لا دى سمراء ومش من مستوانا". وتروى رحاب عن تجربتها بالرجل الأجنبى أنه مختلف تماماً عن الرجل المصرى، أغلبهم صعب التأقلم وعقولهم متحجرة وصعب التفاهم، ودائما وجهة نظرهم هى التى لا تقبل النقاش، على عكس الرجل الأجنبى متفاهم ويقدر ويحترم المرأة، ويحترم طموحها. هبة: من مصر للصين.. النصيب يحكم وبعد قصة حب "رحاب جمعة" تواصل "انفراد" مع "هبة أحمد" التى كان لها تجربة مختلفة تحكيها لـ"انفراد": بعد تخرجى فى 2006 كلية الآثار اتجهت إلى دراسة اللغة الصينية للعمل بمجال الإرشاد السياحى، وخلال إحدى الدورات لتأهيلى للعمل التقيت شابا صينى الجنسية، كان هو المدرس الذى يعلمها اللغة الصينية، مضيفة: جاء "كريم" من الصين لدراسة اللغة العربية. من "تشن" إلى كريم هكذا أثبت لها أنه جاد فى طلبه الارتباط بها، غير اسمه ليحدثها بالعربية التى لم يتقن حروفها بعد أنه يرغب فى الزواج منها، لم توافق "هبة" فى بداية الأمر على العريس الصينى بلهجته العربية الركيكة، بالإضافة إلى رفض أهلها الشديد، خوفاً من الإلقاء بابنتهم فى ثقافة أخرى على عكس ما استقروا إليه من تربية. "مش شبهنا" هكذا كانت إجاباتهم دائماً، ولكن "كريم" الذى غير اسمه ورتب حياته على وجودها بالفعل لم يفقد الأمل، تقدم لهبة ثلاث مرات، وتابعوا هم الرفض، واستمرت المحاولات لمدة عام كامل. وتحكى "هبة" عن هذه المحاولات قائلة: "كان بيشيل الشنطة ويربطلى الجزمة"، بالإضافة إلى أنه كان يتفانى فى التفاهم والحوار على عكس من عرفتهم هبة من رجال كل ما يعرفونه عن الرجولة هو التحكم والأوامر، على حد تعبيرها. بعد سنة من الرفض من جانب أسرة "هبة"، وافقوا فى نهاية الأمر بعد الكثير من الوعود والضمانات، وتزوجت هبة بالفعل ورحلت للصين التى تقضى فيها الآن عامها الخامس. صدمة حضارية ضخمة عاشتها هبة بمجرد وصولها للصين، استغرق منها الأمر وقتاً طويلاً للتأقلم على العادات والتقاليد والثقافة المختلفة، كان الأكل واحد من أكبر مشاكلها التى تعانى منها حتى الآن. وتصف هبة الرجل الصينى فى تعامله مع "الست" المصرية، بالتفاهم، وحتى الغيرة محدودة، وتقول: هناك مساواة فى التعامل، أشعر دائماً باحترام كبير لرغبتى، كما أشعر بالدعم والمساندة". مشاكل ارتبطت بالحنين فى قلب هبة كانت سبباً فى الانفصال، كان دائم السفر، وهى دائمة الشوق لمصر، فكان الانفصال حلاً لعلاقة تعلمت منها "هبة" الكثير عن اختلاف الثقافات وما يفعله من إثراء للروح، وما علمها أيضاً من تجارب ربما تدفعها لاختيار صحيح فى المرة القادمة.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;