تهدد خسائر الشركة المصرية لصناعة الورق «راكتا» بالإسكندرية بتوقف الصناعة الوطنية للورق، باعتبار أن الشركة هى الأخيرة والوحيدة الباقية فى صناعة الورق التابعة لقطاع الأعمال، والتى وصلت بحسب ما اعتمدته الجمعية العامة للشركة فى إجتماعها برئاسة الدكتور رضا العدل رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية الى صافى خسارة 54.66 مليون جنيه، مقابل 53.77 مليون جنيه خسارة العام السابق عن نتائج أعمالها للعام المالى 2015/2016.
.jpg "images (1)")
وكانت الجمعية قد وافقت على استقالة رئيس مجلس إدارة الشركة الكيميائى جابر البهى، بعد أن تقدم بها للجمعية، نظراً لظروفه الصحية، وقررت تكليف المهندس محمود فراج العضو المنتدب للشئون الفنية للقيام بأعمال رئيس مجلس الإدارة للمدة المتبقية من الدورة الحالية للمجلس التى تنتهى عام 2018، أو لحين تعيين رئيس للشركة والعرض على الجمعية العامة، أيهما أقرب.
وقررت الجمعية عدم إخلاء مسئولية مجلس الإدارة عن المركز المالى ونتائج الأعمال للعام المنتهى فى 30/6/2016، وفوضت رئيس الشركة القابضة بتشكيل لجنة تقصى حقائق لبحث الأوضاع المتردية داخل الشركة فى ضوء ما أسفر عنه المركز المالى ونتائج الأعمال المعروض على الجمعية كما وافقت من ناحية أخرى استمرار الشركة فى اداء نشاطها رغم تجاوز مجموع خسائرها نصف رأس المال المصدر. ويبلغ إجمالى قيمة رأس المال المصدر والمدفوع للشركة 150 مليون جنيه، تمتلك الشركة القابضة للصناعات الكيماوية 80.3% منها، وقيمة السهم 5 جنيهات.
وفى محاولة للتمرد على الاوضاع الحالية و تجاهل الحكومة ووزارة قطاع الاعمال للشركة اكد عبد الخالق شمس عضو مجلس إدارة شركة راكتا للورق، رئيس اللجنة النقابية للعاملين أن الحكومة تجاهلت تطوير شركة راكتا طوال سنوات مما أدى لتراجع الإنتاج وأضاف فى تصريحات صحفية أن توقف مصنع اللوب وراء تراجع الإنتاج، نتيجة اعتراضات البيئة مما أدى لتوقفه، وكان المصنع يعمل بقش الأرز ويتم غسله لصناعة الورق الأبيض، لافتا أن مؤسسة الأهرام تسعى لعمل مصنع جديد فى البحيرة فى حين أن البنية الأساسية موجودة فى شركتنا، داعيا لبناء المصنع الجديد فيها، بدلا من بناء مصنع جديد.
وحول التصنيع حاليا فى الشركة، قال عبد الخالق شمس إنه يتم عن طريق الورق الدشت والكرتون وبقايا الكتب التى يتم جمعها ولولا ذلك لتوقف المصنع، حيث يتم عجنها وإعادة تصنيعها وقال أن تحرير سعر الصرف رفع خسائر الشركة لنحو 36 مليون جنيه خلال النصف الأول من العام الحالى ارتفعت الخسائر من 2 مليون جنيه إلى 7.8 مليون جنيه شهريا.
وأشار أن ماكينات الشركة تعمل منذ عهد الزعيم جمال عبد الناصر، ولم يتم تحديثها، معتبرا أن شراء ماكينة جديدة بنحو 85 مليون جنيه يساهم فى خفض الخسائر، علاوة على شراء خط إنتاج جديد لتطوير شامل فى الشركة بنحو مليار جنيه لافتا الى ان إنتاج الكرتون بصل لنحو ألف طن، وإنتاج الورق تراجع إلى 4.5 الف طن، خاصة أن استيراد لوب الخشب يتم بالدولار ويكلف كثيرا.
ومن ناحية اخرى أكد السفير ياسر النجار مساعد وزير التخطيط، عضو مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، أن لجنة الاستثمار بالشركة تولى قطاع الورق أهمية كبيرة وأضاف أن الشركة تمتلك شركة راكتا للورق، وهى شركة تعانى من تهالك المعدات، وبالتالى وقفت اللجنة على مشاكلها بحيث يتم تحديثها بشكل يلبى احتياجات السوق من الورق و أنه تم تجديد دماء مجلس الإدارة بما يمكنها من الارتقاء بالشركة نظرا للخبرات التى تتمتع بها، مضيفا أن الشركة فى ظل ارتفاع الطلب على الورق سيتم ضخ استثمارات فيها بالتنسيق مع المساهمين.