"الأسد" يقترب من مقعده الشاغر فى بيت العرب.. العراق يقود مشاورات عودة سوريا.. ولبنان على رأس المؤيدين.. مستشار الحكومة السورية لـ"انفراد": لا عودة دون اعتذار والقاهرة ودمشق جناحا استقرار المنطقة

قالت مصادر دبلوماسية عربية إن العراق يقود معركة دبلوماسية شرسة مع الدول العربية لبحث عودة الحكومة السورية إلى مقعدها فى الجامعة العربية، موضحة أن بغداد تقود مشاورات مكثفة منذ عدة أشهر مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وعدد من الدول العربية المعنية باستقرار سوريا والداعمة لحل الأزمة سياسيا. وأكدت المصادر، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن لبنان من أوائل الدول التى أيدت الطلب العراقى بعودة حكومة دمشق لتمثيل سوريا فى الجامعة العربية، مشيرة لتأييد دولتين عربيتين خلاف لبنان للطلب العراقى الذى قوبل بمعارضة من بعض دول الخليج وفى مقدمتها السعودية وقطر. وأشارت المصادر إلى أن وزير الخارجية العراقى الدكتور إبراهيم الجعفرى أجرى مشاورات مكثفة مع نظيره الأردنى واللبنانى والسورى حول ضرورة عودة سوريا لاستلام مقعدها فى الجامعة العربية، مؤكدة أن بغداد ترى أن حل الأزمة سياسيا هو السبيل الأفضل لعودة الأمن والاستقرار للبلاد وضرورة أن يكون للجامعة العربية دور مواز لدور الأمم المتحدة فى التعاطى مع الأزمة الراهنة التى تعصف بمستقبل المنطقة. وأكدت المصادر أن عددا من الدول العربية تدعم عودة سوريا لمقعدها الشاغر بقوة وتسعى لإيجاد تكتل ضاغط داخل الجامعة من أجل طرح الملف بقوة فى إطار التطورات الإيجابية الراهنة على صعيد الأزمة السورية، وذلك بدءا من انطلاق المسار السياسى فى جنيف مرورا بتثبيت وقف إطلاق النار فى مؤتمر الأستانة والمفاوضات المقبلة لبحث سبل الحل والانتقال السياسى، وذلك فى العاصمة جنيف. بدوره أكد مستشار الحكومة السورية الدكتور عبد القادر عزوز أن تعليق عضوية بلاده ظالم، وهو ما لم ينسجم مع ميثاق الجامعة العربية التى تعتبر سوريا من الآباء المؤسسين، موضحا أن ما جرى يتنافى مع الميثاق الذى نص على ضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية وحل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية وأن تعمل الجامعة العربية على الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار الدول الأعضاء واحترام سيادتها وعدم اللجوء للعنف أو للقوة. وأوضح عزوز، فى تصريحات لـ"انفراد"، أن انتهاك ميثاق جامعة الدول العربية تزامن وترافق بشكل واضح مع الانتهاكات التى تواكبت مع ما يسمى الربيع العربى الذى ضرب دول المنطقة، مشيرا لما جرى من انتهاك سواء ما جرى مع دولة ليبيا وكذلك ما جرى فى سوريا، مشيرا إلى أن قرار تعليق عضوية سوريا بنى على باطل وليس له أى سند قانونى وبالتالى ما بنى على باطل فهو باطل. وحول موقف الدولة السورية من عضويتها فى الجامعة العربية، أكد مستشار الحكومة السورية أن حكومة دمشق على المستوى القانونى لا تزال تحتفظ بعضويتها. أما على المستوى السياسى أكد أن تصدع أهم مؤسسة من مؤسسات العمل العربى المشترك هو نتيجة واضحة لحجم سيطرة أنظمة أرادت رهن الأمن القومى العربى للغرب الاستعمارى والكيان الصهيونى وكانت رأس حربة فى هذا المشروع الذى قوض الاستقرار، معتبرا داعمة الأمن القومى العربى هى مصر "أم الدنيا والعرب" وسوريا التى قال عنها جمال عبد الناصر أنها قلب العروبة النابض. وأوضح أن مصر وسوريا جناحا الاستقرار لمواجهة المشاريع والمخططات التى تستهدف الأمن القومى العربى سواء من المخططات الخارجية أو المستوى الداخلى مثل الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن موقف وزير خارجية العراق الدكتور إبراهيم الجعفرى يأتى فى إطار أن العراق تتشارك مع سوريا أخطار مهمة بحكم الجوار الجغرافى وانتشار الإرهاب المعولم والعابر للحدود وكذلك المخططات الإرهابية التى تهدف لتقويض الاستقرار عبر مشاريع التقسيم ومن خلال التغول والتوغل للعديد من الدول والعدوان الأمريكى والتركى، موضحا أن بغداد تدرك ضرورة وجود سوريا كدعامة للعمل العربى المشترك. وحول مدى تجاوب الحكومة السورية للعودة لشغل مقعدها فى الجامعة، أكد عزوز أن قرار سوريا بالعودة للجامعة سابق لأوانه إلى حين أن تنضج الظروف فى إطار الموقف وإعادة تصويب الخطأ الذى تم والاعتذار للدولة السورية، موضحا أن وقتها يمكن الحديث عن موقف الحكومة السورية من عودتها لحضور اجتماعات الجامعة العربية. وأثار مقعد سوريا انقسامات كبيرة فى أورقة الجامعة العربية على هامش انعقاد اجتماعات مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، يوم الثلاثاء، فقد طالب وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفرى الدول العربية بإعادة النظر فى قرار تعليق مشاركة الوفود السورية فى اجتماعات مجلس الجامعة. فيما أكدت وزارة الخارجية العراقية موقفها المطالب بعودة سوريا لشغل مقعدها فى الجامعة العربية مع تأكيدها على ضرورة مراجعة قرار الجامعة بتعليق مشاركة الوفود السورية فى اجتماعاتها وفعالياتها المختلفة، مشددة على أن ذلك يأتى فى سياق قناعة العراق الراسخة بالحل السلمى للأزمة السورية والحاجة إلى القضاء على المجموعات الإرهابية التى عبثت بأمن واستقرار الشعب السورى. وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد جمال، فى بيان صحفى، إن مطالب بغداد أيدتها عدد من الدول العربية وسنعمل لكسب تأييد المزيد من الدول الأعضاء لأجل تحقيقه. جاء ذلك فى الوقت الذى أكد فيه الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيظ خلو مقعد دمشق فى القمة المرتقبة مارس الجارى فى الأردن. وقال الجعفرى فى كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية نصف السنوية لمجلس وزراء الخارجية العرب إن "العراق يدعو أشقاءه العرب إلى مراجعة قراره السابق بتعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية". وكان وزراء الخارجية العرب قد قرروا فى شهر نوفمبر 2011 تعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية، بعد بضعة أشهر من اندلاع الاحتجاجات فى سوريا لرفض دمشق آنذاك خطة عربية لتسوية الأزمة. يذكر أن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أكد أن عدم تمكن الحكومة السورية وهى عضو يتمتع بالشرعية فى منظمة الأمم المتحدة من المشاركة فى اجتماعات الجامعة العربية لا يساعد الجهود لحل الأزمة، مشيرا إلى أن الجامعة يمكن أن تؤدى دورا أكثر أهمية وفاعلية لو كانت الحكومة السورية عضوا فيها.



الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;