بالصور.. قصة مواطن يبيع الكهرباء للحكومة بالمنيا.. عمرو سعد أنشأ محطة تنتج 650 كيلو وات يوميا وتعاقد مع شركة الكهرباء 25 سنة.. ويؤكد: يمكن توفير احتياجات نصف مركز العدوة لو زاد الإنتاج لـ2 ميجا

فى تجربة ليست منتشرة، ولا يعرف عنها الكثيرون شيئًا، أنشأ مواطن مصرى محطة توليدالطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية وبيعها للدولة، من خلال الربط المباشر مع الشبكة القوميةمن خلال التعاقد مع شركة كهرباء مصر الوسطى لمدة 25 سنة. وقال المهندس عمرو سعد صاحب مشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وبيعها للدولة مركز العدوة بمحافظة المنيا، إن الانقطاع المتكرر للكهرباء بمختلف انحاء الجمهورية فى اوقات كثيرة من الاعوام الماضية وضرورة مشاركة أبناء البلد فى تنمية المجتمع كان سبب رئيسى فى التفكير بإنشاء المشروع ومن بين الأسباب أيضا التى دفعتنى إلى إنشاء هذا المشروعتوافر الطاقة الشمسية طوال العام وبمناقشة المتخصصين اكدوا إمكانية تحقيق أرباح من جراء هذا المشروع. وأضاف "البداية كانت بعد عودتى من الخارج العام الماضى استطعت خلال فترة تواجدى وعملى بالخارج فى تحصيل مبلغ من المال قررت أن أقيم به مشروع يعود بالربح ويحفظ لى ما تحصلت عليه خلال سنوات عمرى فى الغربة وكذلك يفيد البلد". ويكمل "جلست إلى بعض المتخصصين فى الطاقة الشمسية من أصدقائى من المهندسين واخترت 4 من المهندسين يساعدونى فى إنشاء المشروع وضعنا دراسة جدوى للمشروع وبدأنا بالفعل العمل قبل عام من الآن". ولفت إلى أن المشكلة التى واجهتنا كانت بعد إنتاج الطاقة كيف يتم الاستفادة منها وتحقيق الأرباح، وعلى الفور توجهت إلى شركة مصر الوسطى للكهرباء وجلست معهم وطرحت عليهم المشروع ووجدت الفكرة ترحيبا كبيرا من القائمين على الشركة وتم الاتفاق على أن يتم بيع كميات الكهرباء التى يتم إنتاجها إلى الشركة يوميا. وبعد عدة مناقشات تم الاتفاق على مبلغ 92 قرش للكيلو وبعد القانون الجديد تم رفعها إلى 108 قرش للكيلو وإبرام عقد مع الشركة لمدة 25 سنة. واستطرد سعد قائلا: بعد التعاقد مباشرة تم ربط المحطة مباشرة على شبكة الكهرباء ويتم توريد الكهرباء بشكل يومى، وتعمل المحطة من خلال تجميع الكهرباء من خلال المسطحات التى تم تركيبها بشكل معين وتم توصيلها بأسلاك تحت الأرض لتسير بدورة إلى محطة التخزين فى حجرة بها مجموعة من المحولات جميعها مربوط بأسلاك مجمعة إلى الشبكة الرئيسية على شبكة الكهرباء. وأشار سعد إلى أن تكلفة المشروع تبلغ مليون و800 ألف جنيه استطعت أن أجمع جزء كبير منهم خلال رحلتى فى الخارج ثم اقترضت بعد المبالغ من الأصدقاء والبنوك حتى حصلت المبلغ كاملا، وبدأت المشروع فى نهاية العام الماضى وبمجرد تشغيله بدأ يؤتى ثماره لأنه مربوط بالشبكة مباشرة. وعن إنتاج المحطة أكد سعد:أن إنتاج المحطة يقدر بـ650 كيلو يوميا وتنتج شهريا من 19 إلى 22 ألف كيلونقوم بضخها نهاية اليوم إلى الشبكة، ونطمح فى أن يرتفع إنتاج المحطة بعد التوسع إلى 2 ميجاوات. وأضاف سعد أن أرباح المشروع لا يتم احتسابها باليوم، وإنما يتم احتسابها بشكل مجمع إما نصف سنوى أو سنويا، حيث إن عدد الكليو وات التى يتم إنتاجها من الطاقة الشمسيه تختلف يوما عن يوم ففى بعض الأيام تزيد والبعض الأخر تنقص قليلا فيتم احتساب الأرباح بشكل متوسط، ولكن فى العموم فان المشروع يحقق ارباحا كبيره خاصة كلما تم زيادة الانتاج من المحطة من خلال التوسع فى الشبكات فقد يتمكن صاحب المشروع من الحصول على راس المال خلال عام أو عام ونصف على الأكثر. ولفت إلى أن أهمية المشروع تكمن فى توفير الطاقة البديلة دون الاعتماد على الدولة بالعكس فإن المواطن يستطيع المساهمة مع الدولة فى مثل تلك المشروعات، موضحا أن المحطة بإنتاجها الحالى تستطيع أن تغطى نصف قرية من القرى الكبيرة كهرباء لو أن استهلاك المنزل الواحد 3 كيلو فإن المحطة تستطيع تغطية 20 منزل مجاور كاملا، وأكد أنه بوصول انتاج المحطة إلى 2 ميجا نستطيع تغطية نصف مركز العدوة كاملا. ولفت إلى دعوة المسئولين بالمحافظة لزيارة المشروع نظرا لاحتياجنا لزيادة الأرض للتوسع فى الشبكة للوصول إلى الانتاج الذى يرضى طموحاتنا لنتمكن من خدمة أكثر من 15% من مساحة العدوة من الكهرباء دون الحاجة إلى الكهرباء من الدولة. وعن صيانة المحطة وتكلفة الصيانة، قال سعد: إن أعمال الصيانة تتم بشكل دورى من خلال المياه العادية لذا فإن مياه المطر لا تؤثر بالسلب على مكونات المحطة. وأشار صاحب المشروع إلى أن انشاء محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية يحتاج إلى 4 مهندسين فنيين متخصصين فى التركيب والصيانة والتوصيل بشبكة الكهرباء والمتابعة الفنية لعملية الإنتاج من خلال حجرة مغلقة تضم عددا من محولات تجميع الطاقة وضخها بشكل مباشر إلى شبكة توليد الكهرباء بمصر الوسطى. ولفت صاحب المشروع واجهت عقبات كثيرة واحباطات من قبل الكثيرين عن مدى نجاح المشروع لكن أمام إصرارى على إنشاء المشروع حتى لو كانت الخسارة مؤكدة قررت العمل فى المشروع بعد حصولى على مساحة من الأرض وتقدمت بطلب لزيادة المساحة مرة أخرى للتوسع فى المشروع، وأضاف أن المساحة المطلوبة لإنشاء محطة لتوليد 100 ميجا من 10 إلى 25 فدان. وأوضح عمرو أن طموحى لا يتوقف عند توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية ولكن هناك مشاريع أخرى سوف تحقق أرباحا كبيرة خاصة مع ارتفاع الدولار ومنها زراعة 1500 فسيلة نخيل استيراد من فرنسا، وزراعات أخرى جديدة تدخل لأول مره محافظة المنيا. ومن جهته، أعلن اللواء عصام البديوى محافظ المنيا دعمه الكامل لكل المشروعات الناجحة التى تساهم فى نهضة المحافظة والبلاد وتذليل كافة العقبات التى تواجه المواطنين فى مشروعاتهم الاستثمارية.