كيف أنقذت الضربة الأمريكية على سوريا مصالح طهران مع الدب الروسى ؟.. توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن عزز مستقبل المحور الإيرانى الروسى.. وبوتين سيعيد حساباته مع الرئيس الأمريكى وسيرى إيران حليف موثوق ف

"رب ضارة نافعة".. مقولة قد يرددها صانع القرار فى إيران بعد القصف الأمريكى على مطار الشعيرات فى سوريا، فلا غرابة فى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جعل طهران تطمئن ولو إلى حين على مصالحها مع الدب الروسى فى سوريا، بعد أن توقع العديد من المراقبين تحالف محتمل بين موسكو وواشنطن فور صعود ترامب بعد لقاء مرتقب الفترة الأخيرة، وهو ما أربك حسابات طهران وأقلقها من تخلى الروس عنها وانشقاقها عن المحور الإيرانى الروسى فى سوريا، وخلق مخاوف لديها بتقديم بوتين "إيران" قربانًا للرئيس الأمريكى الجديد. الغارات الجوية الأمريكية بصواريخ توماهوك الأمريكية العابرة للقارات على قاعدة عسكرية سورية فى حمص فجر الجمعة، أربكت حسابات طهران من احتمالية استمرارها أو توسعها على الأراضى السورية، إلا أنها فى الوقت نفسه أثلجت صدر صانع القرار الإيرانى تجاه تماسك محوره مع موسكو وعدم انفصال الأخيرة عنه، حيث أنها أطاحت مبكرًا بحلف افترضه المراقبين السياسيين بين واشنطن وموسكو، لتغضب الأخيرة وتخرج تندد بالضربة، وتعلق العمل باتفاق السلامة الجوية مع أمريكا والتي من شأنها تفادي الحوادث التي من الممكن أن تقع بين الجانبين خلال العمليات التي تنفذانها فوق سوريا. وجاء القصف الأمريكى لسوريا بمثابة هدية من السماء، قدمها الرئيس الأمريكى بقصد أو دون قصد إلى إيران، فقد اتخذ اللاعبان الرئيسيان فى مسرح العمليات السورى إيران وروسيا مواقف متشابهة من الغارة الأمريكية، واتحد المحور الروسى- الإيرانى، وتوحدت أهدافه على تقوية التعاون على الأراضى السورية وتقديم دعم لا متناهى للجيش العربى السورى سواء بمنحه الأسلحة الروسية المتقدمة أو بتعزيز وجود المقاتلين والحرس الثورى الإيرانى وتقديم مستشارين عسكريين المشاورات الحربية الميدانية. ويمكن اعتبار أن أحد نتائج هذه الضربة أيضًا، أن موسكو سوف ترى فى طهران حليف يمكن الوثوق فيه عن دونالد ترامب، وهو ما سيجعل طهران تطمئن هى الأخرى لفترة من الوقت إلى روسيا، وتتبدد مخاوف لديها ازدادت الفترة الأخيرة بشأن استعداد روسيا الابتعاد عن إيران لمصالحها، وقبول أى شروط يضعها أمامها الإدارة الأمريكية الجديدة، من أجل الخروج من مأزق العقوبات الدولية، لتحسين علاقاتها بالغرب، حيث كان ذلك أحد أبرز التحديات التى واجهت صانع القرار الإيرانى فى الميدان السورى. ولدى طهران قناعة بأن سوريا بالنسبة لروسيا تعد آخر معاقلها فى الشرق الأوسط، لذا تسعى موسكو لاستعراض قوتها عبر التدخل العسكرى، فضلًا عن القوة الناعمة والدبلوماسية، لرسم صورة جديدة لها فى الشرق الأوسط ودول جوارها، أما إيران فلديها علاقات قوية مع سوريا التى تعتبر حليفها القديم. كما حذر محللين إيرانيين الفترة الماضية طهران من أن يدير الأسد ظهره إليها فى حال استحواذ الحليف الروسى على النصيب الأكبر من أوراق اللعبة داخل سوريا، حيث ترى طهران موسكو حليف لا يمكن الثقة فيه، خاصة بعد أن أعلنت مؤخرا وقوفها إلى جانب إسرائيل، وأكدت على أن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية، والقدس الغربية لإسرائيل، بالإضافة إلى استعراض القوى الذى قامت به روسيا وأغضب طهران وأحرجها فى الداخل عقب منح طهران قاعدة "نوجه" العسكرية إلى موسكو لتنفيذ عملياتها العسكرية داخل سوريا. وبحسب مراقبين إيرانيين سوف تسعى روسيا لتقوية حلفها مع أطراف الأزمة السورية، وستزيد تحركاتها السياسية ونفوذها وتأثيرها، وأن إيران سوف تزيد من التنسيق والتشاور مع روسيا، كما أن رد الفعل الجانبين الإيرانى الروسى مرتبط بما إذا كانت الغارة الأمريكية ستكون بداية تحول فى أولويات الولايات المتحدة فى سوريا، من دحر الإرهاب إلى الإطاحة ببشار الأسد، أو كانت مجرد غارة واحدة محدودة تعلن من خلالها إدارة ترامب للأطراف اللاعبة فى الميدان السورى سياستها الجديدة فى هذا البلد، لذا سوف تكتفى طهران بالتنديد والتشجيب وموسكو أيضا بقرار تعليق التعاون مع الولايات المتحدة، ويستمران فى تعاون مكثف فى المسرح السورى.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;