أوروبا تترقب "جولة الحسم" بانتخابات فرنسا.. لوبان وماكرون يخوضان جولة الإعادة 7مايو.. "النخبة" تحتشد خلف المرشح الشاب.. والمرشحة المتطرفة: حان وقت "التحرير".. وصحف أمريكية: زلزال يهدد بقاء الاتحاد الأ

بعد منافسة شرسة خلال الحملة الانتخابية ترجمتها مؤشرات التصويت فى الجولة الأولى من سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يستعد المرشحان مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، وإيمانويل ماكرون وزير الاقتصاد السابق الشاب لخوض جولة الإعادة الحاسمة لتحديد رئيس فرنسا المقبل فى 7 مايو، وسط ترقب وقلق أوروبى شديدين من احتمالات فوز لوبان وإقدامها على خروج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبى على غرار بريطانيا. وفور إعلان النتائج الأولية لأولى جولات الانتخابات الرئاسية مساء الأحد، بادر ثمانية مرشحين خاسرين بإعلان دعمهم للمرشح الشاب المستقل إيمانويل ماكرون فى مواجهة مارين لوبان، مؤكدين ضرورة التصدى بقوة لموجة صعود اليمين المتطرف الذى تمثله المنافسة المثيرة للجدل، لحماية هوية الدولة الفرنسية واتفاقاتها الدولية والإقليمية المتمثلة فى الاتحاد الأوروبى ومنطقة اليورو واتفاقيات التجارة وشنجن وغيرها. ويخوض ماكرون الذى تعلق عليه النخبة الفرنسية آمالا كبيرة ، فضلا عن تأييد غالبية زعماء وقادة الدول الأوروبية جولة الإعادة أمام لوبان فى 7 مايو المقبل، مدعوما بتأييد الخارجين من السباق الانتخابى، حيث قال المرشح الخاسر فرانسوا فيون، رئيس الوزراء السابق الذى حصل على 19% فقط من أصوات الناخبين إنه يؤيد ماكرون فى جولة الإعادة، داعيا أنصاره للتصويت لصالحه. فيما دعا المرشح الاشتراكى الخاسر بنوا هامون إلى التصويت لصالح ماكرون فى مواجهة لوبان ممثلة اليمين المتطرف، التى حصلت على 24%، قائلا: "لابد من الوقوف أمام اليمين المتطرف وإجهاض حملته". ومن ضمن الشخصيات السياسية والمسئولين الأبرز فى فرنسا، الذين أيدوا ماكرون ودعوا أنصارهم لمناصرة مرشح "إلى الإمام"، الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء الفرنسى الحالى برنار كازنوف ورئيس الحكومة الفرنسية السابق مانويل فالس، الذى كان بالفعل قد دعمه من قبل، والسياسى كرستيان استروسى رئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية. واتصل الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند، بماكرون لتهنئته بتأهله إلى الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية. ومن جهته، أعلن رئيس الوزراء الفرنسى الأسبق آلان جوبيه، والذى كان أحد المرشحين لتمثيل اليمين الفرنسى، تأييده الكامل لماكرون فى الجولة المقبلة، كما دعا أنصاره لعدم التصويت للوبان، من أجل إنقاذ فرنسا من نفق مظلم. أما المرشح الخاسر جان لوك ميلانشون، فقد أعلن أنه لن يدعو أنصاره لانتخاب مرشح بعينة فى مواجهة الآخر، مؤكدا أن ذلك ليس فى اختصاصه، وأنه غير مفوض لدعوة الآخرين، ووصف نتائج الجولة الأولة بغير المرضية، ودعا أنصاره للتعبير عبر مواقع التواصل عن رأيهم فيما جرى فى الجولة الأولى. وبعد ساعات من إعلان النتائج، قالت المرشحة اليمينية مارين لوبان إن النتيجة "تاريخية"، مشيرة إلى أنها تعبر عن "اعتزاز الشعب الفرنسى بقوميته". وأضافت لوبان: "على الفرنسيين الاتجاه للتغيير الذى يضع وجوها جديدة فى السلطة.. حان الوقت لتحرير الشعب الفرنسى من النخبة السياسية الحالية". فيما قال فلوريان فيليبو نائب لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية لقناة (بى.إف.إم) التلفزيونية الفرنسية "إيمانويل ليس وطنيا، لقد باع الشركات الوطنية، وانتقد الثقافة الفرنسية"، وأضاف أن رؤية ماكرون لفرنسا تختلف تماما عن رؤية لوبان لبلادها. ووصف فيليبو المرشح الوسطى المستقل والمصرفى السابق بأنه "متعجرف" وقال إنه "يتحدث وكأنه فاز بالفعل.. هذا احتقارا للشعب الفرنسى"، مشيرا إلى أن احتفال ماكرون بالانتصار فى مطعم روتوند الراقى بباريس وصل إلى حد "البهرجة". فى المقابل، قال المرشح المستقل إيمانويل ماكرون بعد صعوده لجولة الإعادة: "لقد أثبتنا أن الأمل فى فرنسا ليس حلما، بل يتحقق بالإرادة، وغيرنا وجه السياسية فى عام واحد، وسأذهب لأجمع كل الفرنسيين، وأصالح بينهم وأكون رئيسهم". وأضاف "إننا نطوى اليوم بوضوح صفحة من الحياة السياسية الفرنسية.. عبر الفرنسيون عن الرغبة فى التجديد. إن منطقنا هو منطق الجمع الذى سنواصله حتى الانتخابات التشريعية". وتابع ماكرون، "أريد أن أكون رئيسا للوطنيين فى مواجهة تهديد القوميين، ومعركة بناء بلدنا تبدأ الليلة وسوف نربحها"، وتعهد أنه سيعمل على تجميع أكبر عدد ممكن من المواطنين للتصويت لصالحه فى جولة الإعادة. وعكست تعليقات وسائل الإعلام الغربية الصادرة الاثنين حالة القلق التى تنتاب أوروبا من احتمالات فوز "لوبان"، حيث قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فى تقرير إن الناخبون الفرنسيون أعادوا رسم الخريطة السياسية بما يضع الاتحاد الأوروبى فى قلب الانقسام السياسى الجديد فى فرنسا وأوروبا، حيث تعهدت لوبان بقيادة فرنسا نحو الخروج من الاتحاد الأوروبى على غرار خروج بريطانيا أو ما يعرف بـ البريكست، بينما ماكرون مدافع قوى عن الهيئة الأوروبية. لذا فإن الاتحاد الأوروبى ومطالبه بالتجارة الحرة والحدود المفتوحة أصبحا مع نتائج الأحد الخط الفاصل فى نظام سياسى جديد". واتفقت صحيفة "نيويورك تايمز"، فى اعتبار النتيجة بمثابة توبيخا كاملا للأحزاب الرئيسية التقليدية فى فرنسا وأشارت إلى أنها تضع البلاد على مسار غامض فى لحظة حرجة حيث سيتقرر مستقبل الاتحاد الأوروبى بناء على هذه الانتخابات. واعتبرت فوز لوبان بمثابة انتصار للمتشككين المعارضين للاتحاد الأوروبى ولأولئك الذين يرغبون فى مزيد من سياسات "فرنسا أولا" المناهضة للمهاجرين. ويشير نجاح ماكرون، بحسب الصحيفة، إلى أنه على الرغم من الهجمات الإرهابية المتعددة التى وقعت فى فرنسا مؤخرا، فإن رسالة التواصل مع المهاجرين وقبول المسلمين فضلا عن التنوع العرقى لاتزال فعالة. ووصف عدد من المعلقين السياسيين نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية بأنها تعيد رسم الخريطة السياسية فى فرنسا. وعلقت الصحفية المخضرمة، كريستين أوكرنت، فى تعليقات لمحطة CNN الأمريكية، واصفة النتيجة بأنها زلزال سياسى فى فرنسا وأوروبا. وأشارت إلى أن صعود المرشح المستقل ماكرون، الذى تقلد منصب وزير الاقتصاد سابقا، يعد إنجاز ملحوظ لأنه يمثل التفاؤل.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;