سلفيون يطلقون هاشتاج "أنا مسلم لا أحتفل بالكريسماس" ويستشهدون بفتوى المتحدث باسم الدعوة السلفية وأستاذ بالأزهر يرد: "مش لاقيين راجل يلمهم ويتصدى لفتاواهم الشاذة" وعضو بالبحوث الإسلامية: موقف عنصر

أفتى أعضاء منتمون للدعوة السلفية وحزب النور بتحريم الاحتفال بأعياد الميلاد "الكريسماس" مستشهدين على ذلك بفتاوى لشيخ بن باز أحد علماء السعودية، والمهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية، فيما انتقد علماء دين بجامعة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية هذه الفتاوى.

وعبر السفليون عن تحريمهم الاحتفال بأعياد الميلاد بعدد من الهاشتاجات المصحوبة بالصور أبرزها " أنا مسلم لا أحتفل بالكريسماس" و"لكم دينكم ولى دين" و "مفيش كريمساس فى دينى" و"عيد فطر عيد أضحى".

وشاركت اللجنة النسائية لحزب النور بمحافظة كفر الشيخ فى انتشار فتاوى تحريم الاحتفال بأعياد الميلاد، وقالت فى كلمة عبر صفحتها على فيس بوك:" إن الكنائس الثلاثة الموجودة فى مصر لا تهنئ إحداها الأخرى فى المناسبات التى تختلف فيها عقائديا، فكيف نلام نحن عندما نحافظ على ثوابتنا ؟".

وقال أحد المنتمين للدعوة السلفية:"مسلم يحفظ سورة الإخلاص وتجد فى بيته شجرة الكريسماس الدالة على ولادة ابن لله! فهل هناك مثل هذا الخلل العقدى الخطير؟ وحينما لا نبيع ما يتعلق بالكريسماس لاعتزازنا بالتوحيد وخوفا من الشرك هل هذا يعنى أننا لا نحترم النصارى؟".

كما نشرت صفحة تسمى نفسها " الدعوة السلفية بجامعة الإسكندرية" مقالة قديمة للمهندس عبد المنعم الشحات المتحدث عبد المنعم الشحات ينتقد فيه الاحتفال بأعياد الميلاد، قائلا :"فيحتج معظم مَن يهنئ النصارى فى كنائسهم بعيد الميلاد بأنه عيد ميلاد نبى من أنبياء الله الذين لا يصح إيمان المسلم إلا إذا آمن بهم، وهذا الذى ذكروه بشأن الإيمان بعيسى -عليه السلام- حق لا مرية فيه، ولكن يبقى سؤالان: الأول: هل شُرع لنا الاحتفال بميلاد الأنبياء، ومنهم: محمد وعيسى -عليهما الصلاة والسلام؟! والثانى: هل ما يحتفلون به هم هو ميلاد عيسى النبى أم عيسى الرب -تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا؟!
وأضاف "الشحات":"فبالنسبة للسؤال الأول إن أجابوا عليه بـ"نعم"؛ توجه عليهم سؤال آخر وهو: أين الاحتفال بميلاد سائر الأنبياء؟! فإن قيل: إننا علمنا ميلاد محمد -صلى الله عليه وسلم- من السيرة، وميلاد عيسى -عليه السلام- من أتباعه، ولم نعلم الباقى، قلنا: أما ميلاد محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنما يشرع لنا تعظيم يوم مولده مِن أيام الأسبوع -يوم الاثنين- ويكون ذلك بالصيام، ولم يثبت على وجه اليقين يوم مولده السنوى، وأهل السير مختلفون فيه؛ وذلك لعدم ارتباط أمر شرعى به فقلَّت العناية بضبطه.

وأضاف :"وأما ميلاد عيسى -عليه السلام- فلم يأتِ فى شريعتنا موعد له، والإشارة إلى كونه صيفًا لا شتاء، كما قال -تعالى-: (وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) (مريم:25) وهذا يكون صيفًا لا شتاء، وقد أشارت "دائرة المعارف البريطانية" إلى هذا الأمر، وزادت فيه دليلاً مِن الأناجيل التى بين أيدى النصارى اليوم، وهو ما ورد فيها من ليلة ميلاد المسيح -عليه السلام- كان الرعاة يتسامرون فيها فى أعلى الجبل، وهذا لا يكون فى بلاد الشام إلا فى فصل الصيف؛ مما حدا بـ"دائرة المعارف البريطانية" أن تؤكد أن موعد ميلاد المسيح -عليه السلام- قد غير عن عمد؛ ليوافق عيد إله من الآلهة، وهو الإله "يناير" الذى بدأ "بولس" بتعظيمه فى أول تبشيره بدينه فى أوروبا، ثم ادعى أن هذا الإله ما هو إلا المسيح!".

وتابع قائلا :"هذا يقودنا إلى السؤال الثانى: حول ماهية المحتفَل به، فهم يحتفلون بعيسى بمعتقد آخر غير الذى يُراد لنا أن نحتفل به، وذكر ميلاد عيسى -عليه السلام- وفق معتقدهم لا بد أن يتضمن ذكر الإله المتجسد، وذكر الخطيئة الأولى، وذكر الصلب والقيامة، وهذه العقائد ما هى إلا طعن فى القرآن والرسول، وفى المسلم الذى ذهب مهنئًا فرحًا.

وأضاف:"فأما القرآن فقد قال الله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص)، وقال -تعالى-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) (التوبة:30)، وقال: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)، مضيفاً:"وأما الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء يبيِّن لأهل الكتاب ما حرفوه وما بدلوه؛ فكفروا بعد ما جاءهم بالبينات، وقالوا عنه: "كذاب"، واستمرارهم فى ترديد ما هم عليه تأكيد لهذا المعنى".

عضو بالبحوث الإسلامية: موقف عنصرى
فيما انتقد انتقد الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية فتاوى تحريم الاحتفال بأعياد الكريسماس وتهنئة الأقباط التى صدرت من التيار السلفى، مؤكدا أن موقف السلفيين يعبر عن عداء لا لزوم له.

وقال "الجندى" فى تصريحات لـ"انفراد":"الإسلام دين تعايش مع الآخر وقبول مع الآخر المختلف عنه فى العقيدة والثقافة واللون واللغة"، مضيفاً:" على السلفيين أن يعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستقبل فى مسجده النصارى فهل هناك أكثر من ذلك قبول للآخر وتآلف مع غير المسلمين".

وتساءل عضو مجمع البحوث الإسلامية لماذا يشهر السلفيون دائما سلاح القطيعة فى كل احتفالات ويمنعون التهنئة لغير المسلمين وهم فى قلب بلادهم"، مضيفاً:" أوباما يهنئ المسلمين فى أعيادهم".

وقال "الجندى"موقف السلفيين من الأعياد عنصرى يرفضه الإسلام وعن عدم الاعتراف بالآخر أو الأديان الأخرى رغم أن القرآن الكريم كرر فى أكثر من آية أن الله خلق الأمم شعوبا ليتعارفوا وتسود علاقة التعارف بينهم" داعيا السلفيين أن يقتدوا برسول الله فى تعامله مع الآخر.

أحمد كريمة: "السلفيون مش لاقيين راجل يلمهم"
وانتقد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، فتاوى تحريم الاحتفال بأعياد الكريسماس وتهنئة الأقباط التى صدرت من التيار السلفى، قائلا: "طالما السلفيين مش لاقيين راجل فى البلد يلمهم ويتصدى لفتاواهم الشاذة ويكرروها كل عام".

وقال "كريمة" فى تصريحات لـ"انفراد": "المفروض يقيم شيخ الأزهر دعوى ضد السلفيين بتهمة إزدراء الأديان بسبب هذه الفتاوى، وعلى وزير الداخلية يقيم دعوى أيضا ضدهم بتهمة تكدير السلم العام بسبب هذه الفتاوى التى تثير المشكلات والاحتقان الطائفى بين المواطنين".

وأضاف أن "مرجعية المسلمين القرآن والسنة وقد قال الله تعالى "أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" كما ان النبى صلى الله عليه وسلم ذهب لعيادة شاب يهودى وهو يحتضر فى بيته".

وقال: "رسول الله احتفل بنجاة موسى بالصيام"، مضيفاً: "أما الدليل العقلى عن تهنئة النصارى فالقاعدة تقول حيثما كانت المصلحة فثمة شرع الله، فلا مانع من تهنئة النصارى، والمسيحيون بأخلاقياتهم احتفلوا معنا بمناسبة المولد النبوى وحضروا الاحتفالات الرسمية والشعبية والقرآن يقول "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".





الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;