بعد زيادة جرائم خطف واغتصاب الأطفال.. كيف نحمى أبناءنا من السفاحين؟ ثمن الطفل الخام 1000 جنيه قبل التقطيع.. والجرائم لا تفرق بين منطقة عشوائية وراقية وبعضها يقع بالمدارس والنوادى والحضانات والمساجد

«ماتكلميش حد وأنتِ ماشية.. إوعى حد يقولك تعالى أدويك عند أبوك أو أمك وتروح معاه».. تلك الوصايا التى كنا نسمعها من أمهاتنا ونقولها منذ زمن لأطفالنا وكأننا نحصنهم من الاختطاف أو نمنحهم وصفة النجاة من الذئاب، لم تعد هذه الوصايا صالحة الآن لإنقاذهم من براثن هؤلاء الذئاب الذين توحشوا وفاقت جرائمهم كل تصوراتنا. لم يمهل هؤلاء الذئاب أطفالنا حتى يدركوا أو يفهموا هذه الوصايا وافترسوا بعضهم قبل أن يترك ببرونة الرضاعة أو يستطيع الاستغناء عن البامبرز، كما حدث مع رضيعة الدقهلية التى لا يتجاوز عمرها 20 شهرا التى اغتصبها ذئب بشرى بعد أن جردها من البامبرز الذى ترتديه وتركها غارقة فى دماءها. لم يترك الذئب الرضيعة حتى تكبر وتستوعب وصايا الأم الموروثة التى أصبحت ساذجة بعد توحش كل أنواع الجرائم المرتكبة ضد الأطفال.. استسلمت الرضيعة وهو يحملها من شباك منزلها وظنت أنه سيمنحها بعض الحلوى، لم تدرك هدفه حين مد يده الآثمة لفك البامبرز الذى ترتديه ولم تستوعب حجم الألم وهو ينتهك براءة جسدها الصغير. أصيب الناس بالصدمة والدهشة بعد واقعة اغتصاب الرضيعة، لم يتخيلوا أن يصل التوحش الذى نعيشه إلى هذه الدرجة، وحقيقة شعرت بالاندهاش من هذه الدهشة، ومن تعجب الناس وذعرهم بوصولنا إلى هذا المستنقع، رغم أن هناك مؤشرات كثيرة وجرائم عديدة تؤكد أننا سنصل إلى ما هو أبعد من هذا الشذوذ. منذ فترة تتكرر جرائم وحشية بشعة بحق الأطفال حتى باتت واقعة طفلة البامبرز تطوراً طبيعياً لواقعنا البائس فى التعامل مع جرائم انتهاك الطفولة من خطف واغتصاب ودعارة وقتل وبيع أعضاء فى سوق نخاسة الأجساد. جرائم تنتهك براءة الأطفال وتتنوع فى بشاعتها، منها ما ارتكبته عصابات تخصصت فى تعذيب أطفال الشوارع وإجبارهم على ممارسة الشذوذ والتجارة بأجسادهم فى الدعارة، ولأن هؤلاء الأطفال ليس لهم هناك من يهتم بهم لم تحظ هذه القضايا بنفس الاهتمام رغم بشاعتها وكثرتها. كما تزايدت حوادث خطف الأطفال بصورة كبيرة وأصبحت تؤرق كل بيت وتثير ذعر الآباء والأمهات فى كل المناطق والمحافظات، سواء بهدف طلب فدية أو لاستغلالهم فى أعمال التسول أو تجارة الأعضاء، وتم اكتشاف أكثر من مافيا لخطف الأطفال، فى معظم محافظات مصر، ومنها مافيا الدقهلية التى تضم أطباء وسماسرة يغرون أطفال الشوارع بخطف الأطفال مقابل 1000 جنيه عن كل طفل، والقبض على 5 نساء فى قنا بعد تعدد حوادث اختفاء الأطفال والعثور على جثث بعضهم، وهو نفس السيناريو الذى حدث فى امبابة بعد تكرار وقائع تعدى الأهالى على بعض البلطجية أثناء قيامهم بمحاولة اختطاف أطفال، والعثور على جثث عدد من الأطفال بعد اختطافهم. وبنظرة سريعة على حوادث اغتصاب وقتل الأطفال وخطفهم للتجارة بأعضائهم أو لأعمال التسول والدعارة خلال الأشهر القليلة الماضية نعرف حجم الخطر الذى أصبح فيه أطفالنا، وحجم عجزنا عن حمايتهم، وتقديمهم فريسة سهلة للذئاب، فما أسهل أن يبيع أى منهم طفلا ويحصل على 1000 جنيه وما أربحها من تجارة سهلة، أو أن يقتله ويخفى جثته، طالما أنه لم يجد رادعا نال من سبقوه فى ارتكاب هذه الجرائم، فقط نسمع عن الجريمة وتذهلنا بشاعتها، وتدريجيا يتوقف الحديث عنها حتى تصدمنا جريمة وجرائم أخرى. لم يجد هؤلاء الذئاب فى القوانين ما يردعهم أو يخيفهم أو يجعلهم يفكرون للحظات فى مصيرهم إذا ما تم اكتشاف جرائمهم، اختفى صوت العدالة وأصبح خافتا بسبب بطء الأحكام على هؤلاء الذئاب وعدم نشرها على نطاق واسع، بينما يعلو صوت هذه الجرائم وتتزايد بشاعتها يوما بعد يوم، حتى أصبحت مصر تحتل المركز الثالث عالميا فى حوادث فى حوادث خطف الأطفال وتجارة الأعضاء بعد الهند والصين، بناء على تقرير منظمة التحالف الدولى لمكافحة تجارة الأعضاء البشرية «كوفس»، كما أكد المهندس فرج عامر، رئيس لجنة الشباب بالبرلمان. وهى الجرائم التى لا تقل خطورة عن الجرائم الإرهابية التى فرضت الدولة حالة الطوارئ لمواجهتها، فحوادث خطف واغتصاب وقتل الأطفال من أخر انوا ع الإرهاب الذى يهدد أمن المجتمع، ويجب أن تنتفض من أجله كل أجهزة الدولة والبرلمان وتعلن حالة طوارئ دائمة للبحث عن سبل وقف هذه الجرائم.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;