"برطس قرية المطلقات".. الزواج صفقة والعرايس تيك أواى.. غادة هربت من الفقر بزواج 5 أشهر.. ومايسة أبوها باعها لشقيق العمدة المسن.. ونعيمة تزوجت دون رؤية العريس.. وميادة جوزها استولى على ميراثها وطلقها ع

تنقل «انفراد» فى هذا الملف تجارب مؤلمة وقصص مأساوية لبنات قرية «برطس» اللاتى حصلن على لقب مطلقة فى سن الطفولة. رشا مطلقة وأم لطفلين قبل سن 17 تزوجت وعمرها 14 سنة بدون وثيقة زواج والضمان إيصال أمانة حين تراها لا تتخيل أن هذه الصبية، التى لم تكمل 17 عاما مطلقة وأم لطفلتين، حيث تزوجت رشا من أحد أقاربها قبل أن تكمل سن 14 عامًا، دون توثيق عقد زواج، بسبب صغر سنها، وهو ما دفع والدها لكتابة إيصال أمانة على زوجها وأبيه بمبلغ مالى كبير لضمان عدم التنصل من الزواج أو من الأطفال حتى يتم تسجيل الزواج رسميًا، وبالفعل أنجبت رشا طفلتين قبل سن 17. وقالت رشا إن الزواج حرمها من استكمال دراستها وتركت المدرسة فى المرحلة الإعدادية، مضيفة «أهلى يرون أن زواجى واستقرارى فى بيت زوجى أهم من التعليم، ولا نملك كفتيات حق الاعتراض، ولأن زواجى ليس موثقا، تدخل الأقارب والأصدقاء لمساعدة أسرتى فى تسجيل أطفالى فى السجل المدنى حتى أبلغ 18 عاما ويتم توثيق الزواج»، مؤكدة أن زوجها طلقها قبل توثيق الزواج. وتابعت: «أنا اللى فى سنى لسه فى المدرسة، وأنا أتجوزت وخلفت واطلقت ومعايا طفلين ومش عارفة أشيل مسؤولية نفسى ومسؤوليتهم وهاعيش إزاى..خاصة إن جوزى سابنى وتجوز عليا». وتابعت، «كنت أتمنى مكنش من بنات قرية «برطس» عشان أتعلم وأتجوز وقت ما أحس إنى أقدر أشِيل المسؤولية ومتبقاش حياتى كلها إجبار «. غادة: أمى جوزتنى أول عريس وأطلقت بعد 5 شهور «لولا ظروف عيلتى الصعبة ماكنتش اتجوزت قبل ما اكمل سن 15 «، هكذا بررت «عائشة» 19 عاما زواجها فى سن مبكرة. وأضافت: غادرت منزل عائلتى فى سن مبكر علشان أكون زوجة ومسؤولة عن زوج وبيت وأسرة، والأمر لم يكن سهلا، خصوصًا أنى ماتعودتش أعيش بعيد عن أمى وأخوتى، وماكنتش أعرف حاجة عن شغل البيت ومسؤولياته». وأكدت أنها عانت كثيرا حتى تتأقلم مع حياتها الجديدة، التى فرضتها عليها ظروف أسرتها، حيث ترك والدها الأسرة لتتحمل الأم مسؤولية تربية 4 أطفال، ووجدت الأم فى ابنتها الوحيدة «عائشة» طوق النجاة للأسرة، فوافقت الأم على زواجها بأول عريس. لم تذق عائشة من السعادة سوى 5 أشهر فقط من عمر زواجها، حتى اكتشفت أنها الزوجة الثانية، فتركت منزل الزوجية وهى حامل لتعود إلى بيت أسرتها، ولكنها سرعان ما أجبرها الفقر وقلة الحيلة على قبول الأمر الواقع والعودة لبيت زوجها مرة أخرى. ولكن زوجها أهملها وطفلتها وهجرها ليعيش مع زوجته الأخرى، ورويدا رويدا امتنع عن السؤال عنها تماما، ثم أرسل لها ورقة الطلاق لتحمل لقب مطلقة قبل سن 19 عامًا. وتكافح عائشة لتربية طفلتها، حيث تعمل فى إحدى الصيدليات، مؤكدة أن طليقها قال لها لا داعى لتعليمها لأن البنت مصيرها الزواج، ولكن الأم تصر على تعليم ابنتها حتى لا يكون مصيرها كمصير والدتها. وتؤكد عائشة أنه لو عادت بها عجلة الزمن، لن تقبل الزواج فى سن مبكرة أيا كان الثمن، لأنها حُرمت من طفولتها ومن التعليم، وانتهى بها الأمر إلى الطلاق فى سن مبكرة. نعيمة ماهر: أبويا جوزنى وأنا عندى 17 سنة لجارى من غير ما أشوفه «البنت لو كملت 20 سنة فى بلدنا ومتجوزتش يقولوا عنها بايرة وعانس «.. هكذا تلخص نعيمة ماهر البالغة من العمر 33 عامًا قصتها مع الزواج المبكر. وأضافت: «تزوجت وكان عمرى 17 سنة، وعشت مع جوزى 16 سنة، ومعايا 3 أطفال 14 سنة و10 سنين و7 سنين، لكن جوزى طلقنى غيابى منذ 3 سنوات». وتابعت: «أنا مش متعلمة وتركت المدرسة من الابتدائية، لكن بفك الخط وبعرف أقرا، وجوزى كان جارى فى الشارع وأبويا جوزه ليا من غير ما أشوفه». وتحكى تفاصيل طلاقها قائلة: المشكلة بدأت بعد ما اتجوزنا بـ5 سنين، فوجئت أنه اتجوز عليا وروحت بيت أهلى وغضبت وعشان عيالى أهلى رجعونى، عشان البيت ميخربش، ورغم إنى استحملت غيابه طول الأسبوع، وعدم سؤاله عنى وعن العيال طلقنى غيابى». وتابعت: »بعد الطلاق رفض يدفع أى مصاريف لأولاده، وفشلت محاولات أهلى وأهله فى التدخل وإقناعه للإنفاق على عياله. وأضافت: الطلاق كان عيب فى قريتنا ودلوقتى بقى «موضة»، المطلقات بيجمعوا بعض عشرة عشرة ويروحوا يصرفوا النفقة 500 جنيه من بنك ناصر. وأكدت أنها ستكافح لتعليم أبنائها مهما كانت الصعوبات قائلة: هاعلمهم علشان ميشوفوش اللى أنا شوفته. وتحاول نعيمة أن تدبر نفقات تعليم أبنائها بببيع بعض الحلوى أمام منزلها قائلة: بناكل وجبة واحدة فى اليوم علشان نوفر فلوس الإيجار ومصاريف المدارس. مايسة وصلت لسن 25 وأبوها باعها لأخو العمدة المسن.. والنتيجة طالق علشان ماتورثش حكاية مايسة لا تختلف كثيرا عن باقى المطلقات، وتحكى قائلة: أبويا حس إنى حمل عليه وإنى بقيت عانس لما وصلت لسن 25 سنة، لأنى الوحيدة اللى متجوزتش فى البنات ووصلت للسن ده، وكان أهلى بيعايرونى لتأخرى فى الزواج وبسبب شكلى لأنهم شايفين إنى وحشة، وعلشان كدة لبست نقاب. وعن قصة زواجها قالت مايسة: كنت مع أبويا وهو رايح يزور العمدة، وهناك أخو العمدة اللى عمره 60 سنة شافنى ولفت نظره شكل جسمى وعنيا اللى تحت النقاب، وكلم أبويا، ووافق حتى من غير ما يسألنى، وبعد 25 يوما حصلت الخطوبة، واتجوزت من سنة وعشت معاه خدامة أديله الدوا والحقن. وأضافت مايسة: اتجوزت عشان ميتقالش عليا عانس، لكن فى النهاية جوزى أصيب بأزمة قلبية وعشان ميخلنيش أورث منه لأنه كان متجوز قبلى وعنده 5 أولاد، قرر أنه يطلقنى وفاجأنى وأنا معاه ووقال لى «لمى هدومك وارجعى لبيت أبوكى انا طلقتك». ميادة: جوزى طلقنى علشان تخنت بعد الجواز بعد ما ضحك عليا و«بصمنى» على ورث أبويا.. لم تتخيل ميادة التى تزوجت قبل أن تكمل سن 17 أن زوجها سيطلقها بعد الاستيلاء على ميراثها، بحجة زيادة وزنها بعد الزواج. تحكى ميادة 22 سنة مأساتها قائلة: «التخن بعد الجواز حاجة عادية بتحصل لستات كتير وأنا كنت باشتغل برا وجوة علشان عيالى وجوزى وبراعى الأرض اللى سابها أبويا». تكمل حديثها بحزن قائلة: عندى 22 سنة وشكلى يدى أكبر من ـ30 عشان وزنى زايد وملامحى اتغيرت بسبب الشقا اللى شفته كنت بشتغل فى أرض أبويا علشان أصرف على بيتى وعيالى وأبوهم. وأضافت ميادة «اتجوزت وأنا عمرى 17 سنة وجوزى كان بيشتغل سواق تاكسى ولما الدنيا زنقت معانا بعت مصوغاتى للأنفاق على البيت والأولاد وفى النهاية جوزى اتجوز عليا وماصنش الجميل». وأضافت: «أنجبت ولدين وبنتا أنا اللى متكفلة بتربيتهم، وجوزى اتجوز وخلف طفلين، وبعدها رجعلى وضحك عليا، علشان ياخد ورثى، وقال لى أنا خلاص عرفت غلطتى وقررت أشتريلك أرض تعوضك عن كل اللى عملته». وتابعت: «فرحت وقولت أبو العيال رجع تانى وعرف غلطه، وعشان أنا مش متعلمة ختمت وبصمت على الورق، وبعدها اختفى وعرفت أنه ضحك عليا ومضانى على ورق بيع أرضى اللى ورثتها من والدى». وانتهى الأمر بميادة لتعيش مع أطفالها فى غرفة بالإيجار، والعمل فى الأراضى الزراعية للإنفاق على أبنائها. وفى نهاية حديتها قالت: «لو كنت اتعلمت كان زمانى ليا شغل أقدر اتسند عليه وأصرف بيه على أولادى ومكانش ده بقى حالى». خبراء الاجتماع والقانون: الزواج المبكر جريمة صحية واجتماعية فى حق الفتاة ومحكوم عليه بالفشل وعن هذه الظاهرة المنتشرة فى قرية برطس تقول الدكتورة هالة إبراهيم استشارى العلاقات الأسرية وعلم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن زواج القاصرات تنتشر فى المجتمع المصرى، وخاصة فى القرى الريفية منذ عقود طويلة، وعلى الرغم من وجود مشكلات كبيرة تواجه هذا الزواج، إلا أن الضحية الأولى تكون الفتاة التى تتحمل مسؤولية كبيرة فى سن مبكر. ويقول الدكتور محمود الوصيفى، استشارى الطب النفسى، إن «الزواج المبكر يحرم الفتاة من استكمال تعليمها، وعندما تقارن نفسها بزميلاتها تشعر بالنقص، ورغم أن الأسرة تعتقد أن جسد الفتاة اكتمل بعد البلوغ إلا أن زواجها المبكر يعرضها للعديد من المشكلات الصحية فضلا عن المشكلات الاجتماعية. وأضاف أن الفتاة لا تستوعب فى هذه السن الصغيرة حيثيات البلوغ وتعانى من صدمة بسبب الاتصال الجنسى المبكر، الذى يأخذ غالبا شكل من أشكال الاغتصاب، فتصاب بالخوف الشديد والتشنجات». وأشار الوصيفى إلى العديد من المشكلات القانونية والاجتماعية الناتجة عن زواج القاصرات وأهمها تحدى القانون وعدم توثيق زواج الفتيات بسبب صغر السن مما يعرض الفتاة وأطفالها لكوارث كبيرة. وقال عمرو حلمى المحامى المتخصص فى الأحوال الشخصية، إن القانون يجرم توثيق عقد الزواج قبل السن القانونية وهو 18 سنه وبالرغم من ذلك يقوم الأب بتزويج ابنته بالتحايل على القوانين مما يعرضها لمخاطر جسيمة، مشيرا إلى أن حالات الطلاق فى المجتمع المصرى معظمها ناتج عن زواج صغار السن الذين لا يعرفون المعنى الحقيقى للأسرة وتحمل المسؤولية. وأضاف حلمى أن المادة رقم 31 مكرر من قانون الطفل تنص على أنه «لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ من الجنسين سن ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة، ويشترط للتوثيق أن يتم الفحص الطبى للراغبين فى الزواج للتحقق من خلوهما من الأمراض التى تؤثر على حياة أو صحة كل منهما أو على صحة نسلهما، ويعاقب تأديبيا كل من وثق زواجا بالمخالفة لأحكام هذه المادة». وتابع: «رغم وجود هذا النص القانونى الصارم، إلا أنه يتم التحايل عليه فى معظم القرى والنجوع المصرية، التى اعتادت فيها الأسر على تزويج أبنائها فى سن مبكرة بمجرد البلوغ»، لافتا إن ملاحقة المأذونين الذين يقومون بتزويج القاصرات كشفت عن إتمام مئات الزيجات لبنات دون السن القانونية، مؤكدا أنه تم معاقبة مأذونين بالسجن عامين وغرامة ألف جنيه مصرى، وأحيل 3 آخرون إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، وذلك بتهم التزوير فى عقود زواج القاصرات. أب يبيع لحمه وشهود زور ومأذون يأكل من حرام فيما قال الشيخ سيد زايد عضو سابق بلجنة الفتوى بالأزهر، إن المرأة حاليا يجب أن تكون مؤهلة لمسؤوليات الزواج وأن يكون سنها مناسبة لتحمل هذه المسؤولية، مؤكدا أن تزويج القاصرات فى هذه السن الصغيرة وقبل بلوغ سن الرشد الذى يتراوح بين 18 إلى 21 عاما، يعرضهن للكثير من المخاطر البدنية والاجتماعية ويهدد بفشل الزواج، منتقدا اعتراض بعض علماء الدين على تحديد سن الزواج مؤكدا أنهم لا يستندون إلى أى سند دينى. واعتبر الشيخ سيد أن أن المأذون الذى يزوج الأطفال قبل 18 سنة يأكل من مصدر رزق محرم، لأن الزوج إذا مات قبل توثيق الزواج رسميا تضيع حقوق الزوجة وأطفالها، والسنة النبوية تقول «لا ضرر ولا ضرار»، واصفا ولى الأمر الذى يرضى بتزويج ابنته فى الخامسة أو السادسة عشرة بأنه يبيعها ويفرط فى مسؤوليته، التى أوكلها الله له، مؤكدا أن الشهود على هذا الزواج فى حكم شهود الزور، مؤكدا أن الزواج المبكر يؤدى إلى طلاق مبكر حسبما تشير الإحصاءات والأحوال. ولا تزال جريمة تزويج القاصرات قائمة وعلى أشدها فى مختلف القرى حيث ألقت مباحث الأحوال المدنية مؤخرا القبض على مأذونين بشبين القناطر والشرقية احترفا تزويج الفتيات القاصرات اللاتى لم يبلغن سن الزواج عن طريق تزوير أعمار الفتيات فى صور شهادات ميلادهن، وتبين أنهما قاما بتزويج مائة وخمسين فتاة نظير تقاضيهما مبلغ ألف جنيه عن كل زواج، وأمر اللواء مصطفى راضى مساعد أول الوزير لمصلحة الأحوال المدنية بإحالتهما إلى النيابة، التى أمرت بحبسهما.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;