مع توافد مريدى الطرق الصوفية على مدينة قنا، للاحتفال بمولد العارف بالله سيدى عبدالرحيم القنائى، فى ليلة النصف من شعبان الجارى حيث يكتسى مقام القنائى بالورود والزينة والأنوار، وتتصاعد رائحة البخور، وينتشر الباعة الجائلون وبائعو الحلوى وألعاب الأطفال على جانبى الطريق بمدخل ساحة ومحيط المقام، شن التيار السلفى هجومًا على هذه الموالد، واصفا إياها بالخرافات، الأمر الذى جدد المعركة النائمة بين السلفيين والطرق الصوفية.
فى البداية هاجم سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، الطرق الصوفية، مفتيا بأنه لا يجوز شد الرحال لمسجد عبد الرحيم القنائى.
واستشهد "عبد الحميد" فى فتواه بقول رسول الله: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الأقصى" مضيفًا: "عبد الرحيم ليس قناويًّا وليس مصريًّا بل هو صوفى من المغرب جاء إلى مصر فى عهد الفاطميين العُبيديين، وقد ولد بمدينة ترغاى بإقليم سبتة بالمغرب".
وتابع سامح عبد الحميد: "قبر عبد الرحيم القناوى المتواجد بقنا تحدث عنده المنكرات والبدع، وقد نسجوا حوله من الأساطير والكرامات والخرافات، وليس له أى آثار تدل على علمه وفقهه وليست له مُصنفات علمية كما لسائر علماء الشريعة".
وفى المقابل فتحت الطرق الصوفية النار على التيار السلفى، مؤكدين أنهم يبثون شائعات وأكاذيب حول شيوخ الصوفية، ودائما ما يحرمون الموالد بشكل عام، مشيرين إلى أن كبار مشايخ الأزهر وعلماء الأمة لا يحرمون الموالد التى تقيمها الصوفية.
ومن جهته يرى عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية، أن التيار السلفى يتنكر لصحيح الدين، وعليه ترك الفتوى، وعدم تشويه شيوخ الصوفية، موضحا أن ما أطلقه السلفيين على الشيخ عبد الرحيم القناوى شائعات مغرضة هدفها تشويهه.
وأضاف شيخ الطريقة الشبراوية، لـ"انفراد" أن كبار علماء الأزهر بمن فيهم الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق يحللون إقامة الموالد ولم يحرمونها، بينما التيار السلفى الذى يعادى الصوفية، يزعم أن الموالد حرام، ويحارب فكرة الصوفية.
وأوضح شيخ الطريقة الشبراوية، أن الطرق الصوفية ستقيم خلال الساعات المقبلة احتفالية كبرى فى مسجد عبد الرحيم القناوى احتفالا بمولده، وسيكون هناك مسيرة دعوية فى محافظة قنا.
وفى السياق ذاته أكد طارق الرفاعى، شيخ الطريقة الرفاعية، أن تنظيم مولد عبد الرحيم القناوى، هى عادة سنوية تقيمها الطرق الصوفية، ويستمر الاحتفال لمدة 15 يوما، والطرق الصوفية تعودت على محاولات السلفيين تشويه رموزها وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحيم القناوى.
وأضاف شيخ الطريقة الرفاعية: "تعودنا من السلفيين على مثل هذه الفتاوى الشاذة، فهؤلاء غير مؤهلين للفتاوى ولا يعرفون شيئا عن الإسلام الوسطى، والتحريم لديهم هو الأساس، كمال أنهم لا يعرفون تاريخ الشيخ عبد الرحيم القناوى كى يروجون الأكاذيب عنه، مؤكدا أنهم سيقيمون الاحتفالات رغم تلك الفتاوى السلفية.