تزامنا مع إحياء ذكرى استقرار رأس الحسين بمصر أزهريون يذهبون لوجودها فى القاهرة وثابت بالمصادر التاريخية وعباس العقاد يرصد 6 محطات لها ويؤكد: أيا كان موضعها فهى موضع أهل للتعظيم و التشريف

يحيى الصوفيون ومحبى آل البيت تلك الأيام ذكرى استقرار رأس الحسين بن على عليه السلام، والتى بدأت السبت، وتختتم يوم الأربعاء القادم، وهو ما يفتح الباب مرة أخرى حول سؤال يتبادر فى أذهان الناس، هل رأس الحسين فى مصر؟ وكيف وصلت؟.

المصادر التاريخية يميل بعضها إلى وصول الرأس الشريف إلى مصر فى العهد الفاطمى، بينما أنكر البعض وجود الرأس فى مصر، وأصبح للرأس عدة مواضع منها كربلاء، حيث جسد الحسين، ومنها البقيع بالمدينة المنورة، ومنها عسقلان بفلسطين، والرقة بالشام، ودمشق، وسواء الرأس هنا أو هناك فإن وجود الرأس الشريف فى أى بقعة من بقاع الأرض شرف لأهلها رغم أن الذكرى مؤلمة، وهى استشهاد الإمام الحسين وما حدث فى قصة استشهاده، فيقول عباس العقاد فى كتابه "أبو الشهداء الحسين بن على": فأيٍّا كان الموضع الذى دفن به ذلك الرأس الشريف، فهو فى كل موضع أهل للتعظيم والتشريف.

والخلاف بين الصوفيين والسلفيين حول وجود رأس الحسين ينقسم إلى قسمين، أولهما عدم وجود الرأس فى مصر أصلا، والخلاف الثانى حول زيارة أضرحة أولياء الله الصالحين، فالسلفيون يحرمون بل وصل البعض منهم بخروج من يعتقد بالمدد من الأموات إلى الشرك، وهو ما يرفضه الأزهر الشريف ذو النزعة الصوفية، فيما يتفق معظم علماء الأزهر الشريف على أن الرأس الشريف موجود فى موضعه الآن بالمشهد الحسينى فى القاهرة، وذلك استنادا على عدة مصادر تاريخية يتقدمها ما ذكره المقريزى.

كشف الدكتور علوى أمين، الأستاذ بجامعة الأزهر، عن مفاجأة فى تصريحاته لـ"انفراد"، أنه كان ضمن وفد نزل إلى مكان الرأس بالمشهد الحسينى ورأها وتأكد من وجودها، وذلك فى عهد الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الراحل .

فيما أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أنه قام بعمل بحث مستفيض تتبع خلاله رحلة رأس الحسين، متوصلا لنتيجة وجود الرأس الشريف فى مرقده الآن بالقاهرة.

واستشهد الدكتور محفوظ الأمير، إمام جامع الحسين، بما ذكره المقريزى والدكتورة سعاد ماهر حول وجود رأس الإمام الحسين بمصر، بعدما غلب الصليبيون على عسقلان افتداه منه الصالح طلائع وزير الفاطميين بمال كثير.

وفى كتابه "أبو الشهداء الحسين بن على"، قال عباس محمود العقاد، اتفقت الأقوال فى مدفن جسد الحسين عليه السلام، وتعددت أيما تعدد فى موطن الرأس الشريف، فمنها: أن الرأس قد أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد فيها، ومنها: أنه أرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص والى يزيد على المدينة، فدفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة الزهراء، ومنها: أنه و جد بخزانة ليزيد بن معاوية بعد موته، فدِفن بدمشق عند باب الفراديس، ومنها: أنه كان قد طيف به فى البلاد حتى وصل إلى عسقلان فدفنه أميرها هناك، وبقى بها حتى استولى عليها الإفرنج فى الحروب الصليبية؛ فبذل لهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر ثلاثين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة، حيث دفن بمشهده المشهور. قال الشعرانى فى طبقات الأولياء: «إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه فى كيس من الحرير الأخضر على كرسى من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودفن فى المشهد الحسينى قريبًا من خان الخليلى فى القبر المعرف.

وقال السائح الهروى فى الإشارات إلى أماكن الزيارات: «وبها أى عسقلان مشهد الحسين رضى الله عنه كان رأسه بها، فلما أخذتها الإفرنج نقله المسلمون إلى مدينة القاهرة سنة تسع وأربعين وخمسمائة وفى رحلة ابن بطوطة أنه سافر إلى عسقلان « وبه المشهد الشهير حيث كان رأس الحسين بن على عليه السلام، قبل أن ينقل إلى القاهرة".

وذكر سبط بن الجوزى فيما ذكر من الأقوال المتعددة أن الرأس بمسجد الرقة على الفرات، وأنه لما جىء به بين يدى يزيد بن معاوية قال: «لأبعثنَّه إلى آل أبى معيط عن رأس عثمان.» وكانوا بالرقة، فدفنوه فى بعض دورهم، ثم دخلت تلك الدار بالمسجد الجامع، وهو إلى جانب سوره هناك. فالأماكن التى ذكرت بهذا الصدد ستة فى ست مدن، هى: المدينة، وكربلاء، والرقة، ودمشق، وعسقلان، والقاهرة. وهى تدخل فى بلاد الحجاز والعراق والشام وبيت المقدس والديار المصرية، وتكاد تشتمل على مداخل العالم الإسلامى كله من وراء تلك الأقطار، فإن لم تكن هى الأماكن التى دفن فيها رأس الحسين فهى الأماكن التى تحيا بها ذكراه.

وللتاريخ اختلافات كثيرة، نسميها بالاختلافات اللفظية أو العرضية؛ لأن نتيجتها الجوهرية سواء بنى جميع الأقوال، ومنها الاختلاف على مدفن رأس الحسين عليه السلام. فأيٍّا كان الموضع الذى دفن به ذلك الرأس الشريف، فهو فى كل موضع أهل للتعظيم والتشريف. وإنما أصبح الحسين — بكرامة الشهادة وكرامة البطولة وكرامة الأسرة النبوية — معنى يحضره الرجل فى صدره وهو قريب أو بعيد من قبره. وإن هذا المعنى لفى القاهرة، وفى عسقلان، وفى دمشق، وفى الرقة، وفى كربلاء، وفى المدينة، وفى غير تلك الأماكن سواء.

الصوفيون يستعدون لإحياء ذكرى استقرار رأس الإمام الحسين الأسبوع المقبل.."الأوقاف": لن نغلق الضريح ونطالب بمراعاة حرمة بيوت الله.. ناشط شيعى: ذكرى "حزينة" نبدأها بقراءة القرآن.. و"التهامى" يحيى الليلة



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;