حكومة ماكرون.. "فتنة التشكيل" تضرب الأحزاب قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية.. حزب الجمهوريين يفصل كوادره المنضمين لمجلس الوزراء.. الحزب الاشتراكى: ليست حكومة للتجديد.. واليسار يهاجم الرئيس الشاب

فى مراوغة سياسية قبل أسابيع من انتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان) ، استطاع الرئيس الفرنسى الشاب إيمانويل ماكرون إثارة الكثير من الجدل والانقسامات داخل الأحزاب الفرنسية من خلال تشكيل الحكومة التى خرجت إلى النور عصر الأربعاء وأدى وزرائها المنتمين لأحزاب عدة اليمين الدستورية مساء أمس الخميس. وعكس تشكيل الحكومة التى يترأسها السياسى الشاب إدوارد فيليب تنوعاً حزبياً لافتاً فضلاً عن ضمها عناصر شابة بسجلات لا يشوبها فساد ولا يحوم حولها تهم تضارب المصالح ، إلا أنها أثارت فى المقابل جدلاً واسعاً حيث اتهم رموز من النخبة الحكومة الوليدة بأنها لا تعكس رؤية غالبية الفرنسيين ولا تمثل إلا جماعات المصالح. وفور أداء وزراء الحكومة اليمين، أقدم حزب الجمهوريين الاشتراكى على طرد وزراءه، وقال برنار أكوييه أمين عام الحزب إن إدوارد فيليب رئيس الوزراء وبرونو لومير وزير الاقتصاد وجيرال دارمانان وزير الحسابات العامة، تم طردهم من الحزب ، وذلك بعدما تبرأ رئيس الجمهوريين فرانسوا باروان علنا من المنضمين للحكومة. وقال رئيس الحزب فى تصريحات نقلها تلفيزيون "بى إف أم" الفرنسى : "فيليب (رئيس الوزراء) أقدم على خيار ليس ضمن خياراتنا ولا يتسق مع مواقف الحزب أو أولوياته". وعكس موقف حزب الجمهوريين حالة من التخبط بين قياداته وقواعده بعد الخسارة المدوية لمرشحه فى الانتخابات الرئاسية فرانسوا فيون رئيس الوزراء الأسبق، وخروجه من الجولة الأولى للانتخابات. ولم يسلم الحزب الاشتراكى من زلزال التشكيل الوزارى الجديد وما تبعه من انقسامات، حيث أعلن الأمين العام للحزب كريستوف كامباديليس فى تغريده على حسابه الشخصى بموقع تويتر : "حكومة جديدة لكنها ليست حكومة التجديد"، معربا عن الأسف لإعطاء اليمين الوزارات الأساسية، وفى إشارة منه على عدم رضاه بالشكل الكافى على التشكيل الجديد. أما عن جان لوك ميلنشون زعيم اليسار الراديكالى و زعيم حركة " فرنسا المتمردة"، فوصف الحكومة الجديدة بأنها "حكومة يمينية"، وإنها غير متوازنة ، ومشيرا إلى عدم اقتناعة بهذا التشكيل. وتستعد الأحزاب الفرنسية إلى انتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان) والتى تنطلق فى 11 يونيو المقبل، وتشكل هذه الانتخابات تحدياً جديداً أمام الرئيس الفرنسى الشاب الطامح فى انتزاع أغلبية برلمانية عبر حركته "إلى الأمام" لضمان تمرير قراراته ومشروعاته المختلفة دون عرقلة من البرلمان. وبموجب التشكيل الوزارى، وما أثاره من ردود فعل غاضبة وانقسامات داخل الأحزاب اليسارية ، تصبح مهمة ماكرون فى الانتخابات المرتقبة أكثر سهولة، خاصة بعد الأزمة التى يعيشها حزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف الذى تتزعمه منافسة الرئيس الخاسرة مارين لوبان، بعدما أعلنت ابنة شقيقتها ماريون ماريشال النائبة الأصغر فى البرلمان الاستقالة من الحزب. وقالت الشابة اليمينية عن أسباب استقالتها إن قرارها له أسباب شخصية وسياسية، وتابعت : "أن يكون المرء قائدا جيدا، هذا يعنى أن يخوض تجارب أخرى غير النجاح الانتخابى" الأمر الذى اعتبره مراقبون بمثابة تلميح لاعتزامها تشكيل حركة أو حزب جديد تعود من خلاله إلى الحياة السياسية. فى المقابل، أعلنت لوبان التى خسرت الانتخابات الرئاسية فى مواجهة إيمانويل ماكرون، عبر قناة "تى أف 1" أنها ستترشح للانتخابات التشريعية فى شمال فرنسا. وقالت فى تصريحها "نعم سأكون مرشحة"، مؤكدة أنها ستترشح فى دائرة هينان بومون، المدينة التى تقع فى شمال البلاد، والتى يديرها حزبها، وحيث كانت قد ترشحت فى 2007 و2012 دون أن تفوز. وتابعت زعيمة الجبهة الوطنية: "لم أتصور ألا أكون على رأس أنصارى فى معركة اعتبرها أساسية" مضيفة أنه وسط "هذا التواطؤ الموجود اليوم بين الاشتراكيين والجمهوريين (يمين) حول هذه الحكومة ورئيس الجمهورية الجديد"، مؤكدة أنه فى حال فوزها ستتخلى عن مقعدها فى البرلمان الأوروبى. وتضم الحكومة الفرنسية الجديدة 18 وزيرا نصفهم نساء، توزعوا فى إطار سياسة الانفتاح التى يريدها الرئيس الجديد بين اليسار واليمين والوسط والمجتمع المدنى. وتضم الحكومة التى يرأسها إدوار فيليب (48 عاما) ثلاثة وزراء وسطيين من "الحركة الديمقراطية" هم فرنسوا بايرو (العدل) وسيلفى جولار (الدفاع) وماريال سارنيز (الشؤون الأوروبية)، ووزيرين منبثقين من حزب "الجمهوريون" اليمينى هما برونو لومير (الاقتصاد) وجيرال دارمانان (الحسابات العامة). وخمسة وزراء ينبثقون من اليسار بينهما اثنان من الحكومة السابقة: وزير الدفاع الاشتراكى السابق، السياسى المخضرم جان إيف لودريان (69 عاما) الذى تسلم وزارة الخارجية، وأنيك جيراردان من حزب "اليسار الراديكالي" التى انتقلت من وزارة الوظيفة العامة إلى وزارة ما وراء البحار. وهناك ايضا جيرار كولومب (69 عاما) الشخصية الاشتراكية المعروفة الذى دعم إيمانويل ماكرون منذ بداية صعوده، وبات وزيرا للداخلية، فى حين تسلم النائب الاشتراكى ريشار فيران، أبرز وجوه حملة ماكرون الانتخابية، وزارة جديدة هى "تماسك الأراضي". أما الوزير الخامس من اليسار فهو السناتور فى حزب "اليسار الراديكالي" جاك ميزار الذى عين وزيرا للزراعة. يذكر أن ايمانويل ماكرون ترأس أمس الخميس، اول اجتماع لمجلس الوزراء من أجل تحديد توجهات ولايته أمام الحكومة التى يريدها ان تعمل بشكل جماعى وتعكس عملية إعادة تشكيل المشهد السياسى الفرنسى قبل الانتخابات التشريعية الشهر القادم.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;