استكملت الأجهزة الأمنية فى جنوب البحر الأحمر، أمس الاثنين، حملتها المكبرة على المنقبين عن الذهب، بالأودية الجبلية بمرسى علم وتمكنت من ضبط قرابة 280 منقبا بينهم أكثر من 40 سودانى الجنسية وعدد من المعدات والمستخدمة فى التنقيب تصل إلى أكثر من 20 سيارة وكمية من الأحجار الممزوجة بخام الذهب.
واستهدفت الحملة التى شاركت فيها القوات المسلحة، والشرطة عدة مناطق مختلفة داخل نطاق مدينة مرسى علم جنوب البحر الأحمر، وخاصة المناطق التى تم تحديدها للمناقصة العالمية لاستثمارات تنقيب الذهب والتى زارها مؤخرا المهندس إبراهيم محلب مستشار الرئيس للمشروعات القومية. وبدأت الحملة التى من المقرر أن تستمر أيضًا اليوم الثلاثاء فى عملها باستهداف مناطق طريق إدفو- مرسى علم وأم سمرة وعتود والبرامية وأم عود وحنجلية.
وتمكنت الحملة من ضبط 280 منقبا عن الذهب بينهم أكثر من 40 سودانى الجنسية وكذلك أكثر من 20 معدة وسيارة مستخدمة فى عمليات التنقيب، وتم احتجازهم داخل قسم شرطة مرسى علم ومقرات أخرى تابعة للقوات المسلحة لحين امتثالهم امام النيابة العامة للتحقيق معهم.
وكان أصيب أمس الأحد خلال الحملة التى كانت تستهدف منطقة أم حنجلية بمرسى علم الرائد رامى الجندى رئيس مباحث مرسى علم، بطلق نارى فى الكتف أثناء الحملة وتم نقله على إثرها للمستشفى بمرسى علم ثم لمستشفى الجونة.
وأكد مصدر طبى من مستشفى بورت غالب التى تم نقله إليها قبل نقله للجونة أن حالته مستقرة وأن تلقى طلق نارى فى الكتف الأيمن وتم عمل الإسعافات الاولية ونقله لمستشفى الجونة بالغردقة.
وقال مصدر أمنى لـ"انفراد"، إن الحملة الأمنية التى شنتها القوات المسلحة وقوات الشرطة جاءت بالتنسيق مع وزارة الداخلية، حيث تم الاستعداد لها منذ شهرين تقريباً، واستهدفت أودية البرمية وأم سمرة وعتوت وطريق مرسى علم إدفو واودى أم حنجلية.
وأضاف المصدر أن الحملة بدأت لليوم الثانى على التوالى عملها، باستهداف المنقبين غير الشرعيين عن الذهب بالأودية الجبلية بحنوب البحر الأحمر لعمل مسح شامل وإنهاء أسطورة التنقيب عن الذهب.
وأوضح المصدر أن الحملة هدفها اخلاء المناطق التى تم تحديدها من قبل المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية فى زيارته الأخير لمناجم الذهب بالبحر الأحمر فى منتصف فبراير الماضى وحذر خلالها من التنقيب فى 15 منطقة بالصحراء الشرقية، لعرضها فى مزايدات عالمية للتنقيب من بينها مناطق البرمية وعتود وأبو سمرة.
وكشف المصدر أن هناك تعليمات بإخلاء تلك المناطق استعدادا لتسليمها للشركات التى رسيت عليها المناقصة العالمية لبدأ العمل فى التنقيب عن الذهب بتلك المناطق بشكل رسمى وتوقيع الاتفاقيات بين وزارة البترول والشركات.
كما أكد المصدر أن قديما كانت الأجهزة الأمنية تعتمد على المنقبين عن الذهب فى صد المهربين لمنعهم من المرور على الأودية الجبلية بالأسلحة والمواد المخدرة من السودان، إلى أن أصبحت الأودية الجبلية والمنقبين يتداخل بينهم أعداد كبير من المجرمين والمهربين وكذلك الحاملين لجنسيات أخرى مثل السودانيين والأثيوبيين.
وأضاف المصدر أن التنقيب عن الذهب أصبح مافيا داخل الصحراء الشرقية ولا يقتصر على أهالى البحر الأحمر وإدفو الذين هم أول من نقبوا عن الذهب بل أصبح من كل المحافظات الأخرى والدول الأفريقية المختلفة وخاصة السودانيين.
وأوضح المصدر أن هناك طريقتين لدخول السودانيين المنقبين عن الذهب للبلاد، بداية عبر المنافذ بين مصر والسودان وهى طرق شرعية وعادة ما يتم دخولهم عبر عمليات التبادل التجارى والعمل التى تتم بين مصر والسودان ثم يتجهون بعد ذلك للتنقيب عن الذهب، أو من خلال الطريقة التى يسلكها أغلبهم وهى التسلل عبر الحدود بطرق غير شرعية.
ومن جانبه قال "ع. م" من مدينة مرسى علم أكد أن الحملة التى استهدفت الدهابة، أكبر حملة تشنها الأجهزة الأمنية على المنقبين على الذهب فى جنوب البحر الأحمر وتتمكن من ضبط العشرات من المنقبين وحرق عدد من المعدات المستخدمة فى التنقيب.
وأضاف "ع. م" أن الحملة تمكنت من ضبط المئات من المنقبين فى أول يوم للحملة وكذلك ضبط معدات للمنقبين فى منطقة البرمية، منها حفرات وسيارات ومعدات أخرى تستخدم فى عملية التنقيب، مضيفاً أن تمكنت الحملة من إنهاء أسطورة التنقيب فى أول يوم لها.
ومن ناحية أخرى بدأت النيابة العامة برئاسة المستشار شريف توفيق محام عام نيابات البحر الأحمر بالتحقيق فى المضبوطين، بعد إرسال فريق من النيابة العامة بالغردقة لمعاونة نيابة جنوب القصير فى التحقيق مع المقبوض عليهم فى حملة التنقيب عن الذهب.