بالفيديو والصور.. تعرف على مقام الشيخ "أبو الزهرة" وكراماته الخمسة فى أسوان.. "جلب الحبيب ورد المطلقة وفك السحر ورد السرقات" أبرز حاجات النساء.. مسئول الجبانة: المقام بلا قبر وهو مجرد علامة للإمام الش

"زهرة الغسيل والترمس المطحون والمسامير" وسائل إظهار الحقيقة حوائج النساء لا تنتهى، وطلباتهن فى الحياة تزداد ولا تنقطع، ومع مرور الأيام قد يلجأ بعضهن إلى الأولياء والأضرحة وأحياناً الدجالين وعمل الخرافات للوصول إلى مرادهن وتحقيق غايتهن. وفى أقصى الجنوب حيث مدينة أسوان، توجد جبانة السيد البدوى بمدينة أسوان التى تضم عدداً كبيراً من المقابر التاريخية التى تعود إلى عصر التابعين، والعصر الفاطمى والمملوكى، وغيرها من المقامات التى تحكى قصصاً غريبة عن صاحب قبرها قد لا يصدقها الشخص فى بادئ الأمر، وقد يقتنع بالرواية بعد ذلك. وتحتوى جبانة السيد البدوى، على مقام بسيط فى بنايته يشبه المقابر الفاطمية الموجودة بالمكان ويقع وسط القبور العادية البسيطة، ويطلق عليه مقام الشيخ "أبو زهرة" قاضى الشريعة، ذو الكرامات الخمس للسيدات فى "جلب الحبيب، ورد المطلقة، وفك السحر، وحل لغز السرقات، والبحث عن الإنجاب". ويأخذ مقام الشيخ أبو زهرة، شكل المربع من الخارج ومن الداخل يحتوى على قبة تعلو المقام المبنى بالطوب اللبن، ويحتوى أيضاً على ثلاثة أبواب مفتوحة من جهات مختلفة، ومحاط قبره بالأحجار الصغيرة، ويتجاوز عدد مريديه المئات من السيدات خلال العام الواحد، فهو معروف بلقب قاضى الشريعة وكاشف الأسرار ومظهر الحقائق كما يعتقد الكثير من أبناء أسوان وغيرهم من محافظات الصعيد المجاورة. تقف إحدى السيدات عند المقام، وقد جثت على ركبتيها وانبطحت على وجهها فوق يديها التى واضعتها على قبر المقام، وأخذت تهمهم بكلمات ظهر خلال صوتها الخافت الإلحاح فى حاجتها، وبعد أن انتهت تحدثت لـ"انفراد"، عن كرامات الشيخ أبو زهرة قائلة: إنها تحرص على زيارة مولانا الشيخ أبو زهرة كل أسبوع وخاصة يوم الأحد بعد الظهر لأنها تبحث عن "الخلفة" أى الإنجاب منذ فترة طويلة، فقد مكثت ست سنوات بعد الزواج ولا زالت لا تنجب، وتعبت من الذهاب إلى الأطباء فى شتى المحافظات دون جدوى، وليس لديهم القدرة المادية لإجراء العمليات الحديثة للإنجاب. سيدة أخرى تقف على الباب الآخر من المقام ترتدى زياً أسوداً وترفض الإفصاح عن اسمها وتكتفى فقط بقصتها قائلةً: "نحن فى أسوان نلجأ إلى قاضى الشريعة لرد المظالم وإظهار السرقات والتى يكون معظمها وقائع سرقة وفقدان المشغولات الذهبية للسيدات، فيكشف الشيخ أبو زهرة ببركة زيارته السارق بعد يوم أو أكثر من الزيارة، بجانب رد المظالم وغيرها من الأمور المتعلقة بقضاء الحوائج". وحول قصة "الزهرة"، تقول السيدة: "يحتاج إظهار السارق إلى بعض العلامات، ولا يكلفنا الأمر سوى شراء كمية من الزهرة التى نستخدمها فى الغسيل المنزلى، ونقوم برشها فوق القبر، بعد الدعاء والتوسل عند المقام أن يكشف الله سر ما تبحث عنه السيدة أو الفتاة ببركة وكرامة هذا الشيخ". سيدة أخرى جاءت متأخرة، حاولت أن تخفى قصتها، ولكنها بعد تردد قليل أفصحت عن التفاصيل قائلةً: "أنا سيدة أمية لا أجيد القراءة والكتابة وتجاوز عمرى الأربعين وأنا أكبر شقيقاتى وكلهن تزوجن إلا أنا، تخطيت سن الزواج مقارنة بالفتيات فى مجتمع الصعيد ولا يرغب أحد فى التقدم لزواجى، فأشارت لى إحدى الجيران الذهاب إلى مقام قاضى الشريعة وهناك سترزقين بالحبيب، فقد يكون الأمر متعلق بشيئ آخر غير الرغبة وهو السحر، وبالفعل أنا أجئ يوم الأحد من كل أسبوع وقت الصباح، وهو الوقت المخصص لجلب الحبيب كما يقولون لى". جبر حسن، خادم جبانة السيد البدوى، يوضح لـ"انفراد"، بعض التفاصيل حول قصة مقام الشيخ أبو زهرة، قائلاً "قضيت 35 سنة عاملاً فى هذه الجبانة تابعاً لجمعية دفن الموتى، ومنذ زمن بعيد يقمن السيدات بهذه الطقوس عند زيارة مقام الشيخ أبو زهرة، وهناك عادات عدة للسيدات لا نعرف أصولها التاريخية، حيث يلجأن السيدات لزيارة المقبرة لقضاء حاجتهن اعتقاداً أن صاحب المقام سيقضى عنهن، وهناك من تلجأ لزيارة المقام لمعرفة ضآلة لها أو سرقة مبلغ مالى منها وترغب فى معرفة السارق، ويقم بعضهن برش الزهرة التى تستخدم فى الغسيل المنزلى". وأضاف خادم جبانة السيد البدوى، أن بعض السيدات يقمن بـ"دق المسامير" حول المقبرة وجدران القبة التى تغطى المقبرة من الأعلى، فى إشارة إلى غضب الزوجة من زوجها فى حالة تزوجه بأخرى والمسامير تعمل على عدم إراحته فى المكان الآخر حتى لا يرتاح إلى بجانب زوجته الأولى، وتلجأ لهذه الحيلة بعض المطلقات أيضاً لأنه يساعد على رد المطلقة أيضاً. وتابع جبر حسن، بأن نثر الترمس المطحون يشير إلى حقد السيدة على عودتها ومن خلال الترمس تمرر عليها معيشتها، كما أن صب مشروب الحلبة رغبة الفتاة فى رد حبيبها بعد خصومة وقعت بينهما فيحن العاشق عقب ذلك ويعود إليها "على حد معتقداتهن". وتابع خادم جبانة السيد البدوى، القصة قائلاً "معظم الزائرات لهذا المقام سيدات غلابة، لديهن عقيدة بأن الولى أو الشيخ سيبين لهن حاجتهن ببركتهم ويتعلقن بمثل هذه الأمور، لكن الفضل يكون لله بطبيعة الحال، ومن الممكن أن يكرمهن الله بحبهن لهذا الشيخ أو الولى، وقد يكون هذا سبباً فى أن ترسيخ لديها هذه العقيدة إذا أراد الله وتحقق لها ما أرادت". وأشار إلى أن السيدة من هؤلاء من الممكن أن تنفق كل ما لديها من مال على شراء الزهرة ونثرها على القبر ودق المسامير وشراء الترمس، مضيفاً بأنه لا تستطيع أن تناقش إحداهن فى هذا الأمر أو منعهن من ممارسة هذه العادات لأن لديهن عقيدة قوية بأن الولى أو الشيخ سيكون سبباً فى قضاء حاجتها مثل معرفة السارق ورد المظالم. محمد أبو الشيخ، مسئول الجبانة الفاطمية بآثار أسوان، يعلق على هذا المقام قائلاً: مقام قاضى الشريعة هو علامة للإمام الشافعى رحمه الله ولكنه غير مدفون فيه، كغيره من المقامات التى تشتهر بها أسوان ولا يوجد قبر لصاحبها فى هذا المكان، مشيراً إلى أنه يشتهر باسم قاضى الشريعة لأنه انتصر لزوجة أبيه على أمه، ويعود المقام داخل جبانة السيد البدوى إلى العصر المملوكى ويعد أقدم شاهد بالجبانة الفاطمية ومعروف باسم عبد الرحمن الحجيرى، ومثبوت ذلك فى متحف الفن الإسلامى. وأوضح مسئول الجبانة الفاطمية بآثار أسوان، بأن الآثار قامت بمشروعى تطوير للجبانة الفاطمية خلال عامى 2004 و2008 ، من دهانات للقبب وترميمها وغير ذلك، كما أن الآثار منحة محافظة أسوان نحو 4 ملايين جنيهاً لوقف اعمال الدفن داخل المقبرة الأثرية وبناء جبانة أخرى لدفن الأموات من أبناء مدينة أسوان، إلا أن قرار منع الدفن لم يفعل إلى اليوم من جانب المحافظة.
















الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;