مدير مباحث الأموال العامة الأسبق يكشف لـ"انفراد" أسرار "تقليد العملات" وتطور أسلوب العصابات.. اللواء نجاح فوزى: مصر أنتجت عملتها 1967 وهناك 3 عناصر لتأمين النقود يصعب اختراقها.. و"المركزى" ضاعفها عام

على مدار 20 عاماً هى مدة عمله فى إدارة مباحث الأموال العامة، كان اللواء نجاح فوزى دوراً بارزاً فى ضبط العديد من عصابات تقليد العملات، وشهدت فترة رئاسته للجهاز نشاطاً ملحوظاً، كان جديراً بحق لأن يحفظ للعملة المصرية قيمتها ويحميها من مخاطر التقليد، الذى يهدد الاقتصاد ويشكل خطراً بالغة على قيمة العملة المحلية مقارنة بالعملات الأجنبية، فضلاً عن نتائجه الكارثية الأخرى والتى تصل إلى ارتفاع معدلات التضخم. أجرى "انفراد" حوارا مع اللواء نجاح فوزى مدير إدارة الأموال العامة السابق، حدثنا خلاله عن فترة الـ20 عاماً التى قضاها يحارب عصابات التزوير ومافيا تقليد العملات، كاشفاً عن تاريخ انتاج العملة المصرية وتطورها ودور الجهاز فى الإيقاع بتلك العصابات. فى البداية حدثنا عن تاريخ انتاج العملات المصرية؟ مصر بدأت فى إنتاج عملتها بنفسها فى عام 1967 وقبل ذلك التاريخ كانت العملات المصرية تنتج فى الخارج، وكانت أكبر عملة مصرية تم انتاجها قبل عام 1971 العملة فئة العشرون جنيهاً، بعدها ظهرت العملة فئة الـ100 جنيه _صفراء اللون_، وتم إيقافها بعد فترة وجيزة نظراً لكون عناصر تأمينها كانت ضعيفة، ما أدى إلى اختراقها من قبل عصابات تقليد العملات، وفى عام 1985 ظهرت العملة المصرية فئة الـ50 جنيها. لكل عملة عنصر تأمين يحافظ عليها ويحميها من محاولات التزوير.. كيف تؤمن مصر عملاتها؟ هناك 3 مستويات لتأمين العُملات، المستوى الأول هو مستوى المواطنين، ودُعمت فيه العملات بعناصر تأمينية يسهل على المواطنين التعرف عليها ومن بينها، ملمس الورق المصنوع منه العملة وخط الضمان والعلامات المائية، والمستوى الثانى هو المستوى المصرفى حيث دعمت العملات بعلامات مائية وأرقام خفية وصغيرة للغاية لا تظهر إلا باستخدام عدسات مكبرة والإشاعة فوق البنفسجية، والمستوى الأخير وهو مستوى المعامل وهو متقدم للغاية ويتم التعرف فيه على سلامة العملات عن طريق نوع الورق المستخدم ومكوناته والأحبار المستخدمة فى الطباعة. هل يتم تدعيم العملات بعناصر تأمينية مضاعفة مع تطور وسائل التزوير؟ يتم تطوير عناصر تأمين العملات بشكل دورى، وفى عام 2000 تم دعم العملات المصرية بعناصر تأمين مضاعفه، وشدد البنك المركزى إجراءات تأمين العملات، وعالج القصور الذى كانت تعانى منه بعض الفئات، وكان فى الماضى قناع "توت عنخ امون" علامة مائية لكافة العملات، أم الآن فأصبح لكل عملة علامة خاصة بها، موضحاً أن البنك المركزى يعطى أولوية كبيرة لتأمين العملات ذات القيمة المالية الكبيرة ودعمها بعناصر تأمين أكبر من عناصر التأمين التى تدعم بها العملات الورقية ذات الفئات الأقل فى القيمة. هل يمكن تقليد العملات بشكل كامل؟ لا يمكن تقليد العملات بشكل سليم بنسبة 100 %، ودائماً ما تكون العملات المقلدة بها عيوب يمكن كشفها بسهولة؛ وذلك لأن شركات انتاج الورق المستخدم فى صناعة النقود، محدود جداً فى العالم، فضلاً عن ارتفاع ثمن ذلك الورق بما لا يحقق الجدوى من تقليده، اضافة إلى أن الماكينات المستخدمة فى طباعة النقود أسعارها مرتفعة للغاية ولا يتم بيعها لأى جهة بسهولة. كيف كانت تتم عمليات تقليد النقود قديماً ؟ تقليد العملات مر بمراحل عديدة بالتوازى مع التطور التكنولوجى الهائل الذى شهده العالم خلال 20 عاماً، ففى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، اقتصرت عمليات تقليد العملات على الطباعة البدائية، التى كانت تتم عن طريق مكن طباعة كالمستخدم فى طباعة الجرائد، وكان يسهل التعرف على العملة المقلدة، كما انتشرت طريقة أخرى لتزوير العملات عن طريق طباعتها أبيض وأسود ومن ثم اعادة تلوينها، وكانت أخر قضية سجلتها مباحث الأموال العامة بتلك الطريقة عام 1994. متى بدأت العصابات تطور أسلوبها وتستخدم التكنولوجيا الحديثة فى تقليد العملات؟ فى مارس عام 1995 سجلت مباحث الأموال العامة أول قضية تقليد عملات، استخدم فيها الطابعات الملونة، وفى تلك الفترة لم يكن هناك رقابة حكومية على تلك الطابعات، وعلى الرغم من ذلك لم تكن تلك الطابعات جيدة بما يكفى لإخراج عملات مقلدة بشكل متقن، وكان بها العديد من العيوب، أبرزها عدم احتواها على علامات مائية، ولذلك لجئت العصابات فى تلك الفترة على زرع العملات المقلدة بين العملات السليمة حتى يصعب التعرف عليها. ما هى الأضرار الناتجة من تقليد النقود المحلية ؟ وجود أوراق نقدية ليست له قيمة، أو غطاء بالنسبة للعملات الأخرى والذهب، يؤدى بدوره إلى ارتفاع معدلات التضخم فى الدولة وارتفاع الأسعار، وهبوط قيمة العملة المحلية فى مواجهة العملات الأجنبية، فضلاً عن الأضرار الأخرى التى تلحق بالمواطنين جراء تداولهم عملات نقدية مزورة. ما هى أغرب قضية تقليد عملات عملت عليها خلال 20 عاماً؟ أغرب قضية تقليد عملات عملت عليها خلال فترة رئاستى لمباحث الأموال كانت بعد ظهور العملة الورقية فئة الـ100 جنيه الصفراء اللون، واكتشفنا حينها انتشار عملات ضخمة مشابهة لنفس العملة ومصنوعة بشكل جيد، وبفحصها تبين لنا أن العصابة التى تولت تقليدها استخدمت خطوط ضمان خاصة بالعملات من فئة الـ25 قرشا، فبدأنا نتتبع مصدر تلك الخطوط، واكتشفنا من خلال التحريات أن هناك 3 صناديق خاصة بخطوط تأمين الورقة فئة الـ25 قرشاً سرقت من شحنة خطوط تأمين قادمة من الشركة التى تورد خطوط التأمين للبنك المركزى، وقدر عدد الخطوط بنحو 15 ألف ورقة. وكيف توصلتم للعصابة التى قلدت تلك العملة؟ وفقاً للمعلومات التى توفرت لدينا، تأكدنا بما لا يدع مجال للشك أن العصابة التى سرقت تلك الخطوط استخدمتها فى صناعة العملات فئة الـ100 جنيه، فتتبعنا خط سير الـ"كونتينر" الذى سجل عجزاً فى عدد صناديق خطوط الضمان، وحددنا السيارة التى حملت عليها الشحنة، وتتبعنا خط سيرها واستطعنا تحديد هوية السائق، الذى قادنا فى نهاية المطاف إلى عصابة تقليد العملات وتمكنا من القبض عليهم، وبحوزتهم مبالغ مالية ضخمة كانت فى طريقهم لضخها فى الأسواق. إنفو.. · 1967 بداية إنتاج العملة المصرية محلياً · الـ20 جنيه أكبر عملة مصرية قبل عام 1971 · 1985 ظهور العملة المصرية فئة الـ50 جنيها · دعمت العملات المصرية بعناصر تأمين مضاعفة عام 2000 · 1995 ظهور أول قضية تقليد عمليات باستخدام الطابعات الملونة



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;