القاهرة تطرق أبواب "بريكس" .. الصين توجه أول دعوة لرئيس مصرى فى التاريخ لحضور القمة التنموية.. والسفير المصرى لدى بكين: مسار الإصلاح الاقتصادى وراء الدعوة.. وعضوية القاهرة تضمن مسار جيد لتنفيذ استراتي

أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الأهم فى العالم، اجتماع قادة قمة بريكس المقرر انقعادها فى مدينة شيامن الصينية فى الأول من سبتمبر المقبل، والتى تم دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لحضورها ليكون أول رئيس مصرى ضمن قائمة المدعويين. وتمثل هذه القمة منبرًا هامًا للحوار والتعاون فى مجالات عدة بين دولها الأعضاء "الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا"، وتسعى فى عقدها الثانى الذى يحمل عنوان "بريكس: شراكة أقوى لمستقبل أفضل" إلى بناء منصة أوسع للتعاون المفتوح، وخلق وضع جديد للتنمية المشتركة بين أسواق الدول الناشئة والنامية. وقال أسامة المجدوب السفير المصرى لدى بكين، إن مصر من الدول ذات الثقل بين الدول النامية وفى منطقة الشرق الأوسط، وتسعى للانضمام إلى مجموعة "بريكس" فى المستقبل، خاصة وأنها ترى أن أهداف تكتل بريكس يلعب دورًا كبيرًا فى تعزيز الشراكة والتعاون بين دول الجنوب وتحسين الحوكمة العالمية وأن يكون للدول النامية صوت أكبر على المستوى الدولى. وأشار المجدوب، فى تصريحات له، إلى أن مصر حريصة على المشاركة فى اجتماع القمة المرتقبة فى مدينة شيامن، لأهميتها فى تعميق التعاون بينها وبين دول المجموعة، وأيضاً التعاون من أجل تحقيق الأهداف الإنمائية لخطة التنمية المستدامة 2030 التى وضعتها الأمم المتحدة. وأضاف أسامة المجدوب: "من ناحية التنمية الاقتصادية الداخلية، ففى الوقت الذى تسعى فيه مصر إلى إنعاش اقتصادها ودفع عملية التنمية وجذب الاستثمارات وإصلاح الميزان التجارى من خلال تشجيع التصدير، فإن تعميق تعاونها مع دول الكتلة سيساعدها على تحقيق هذه الأهداف كما يساعدها على تنفيذ "رؤية مصر2030"، وأيضاً طرح الفرص الاستثمارية والتنموية فى مصر على دول المجموعة. وعلى صعيد العلاقات مع دولة الصين الصديقة، فإن مشاركتها فى هذه القمة تسهم فى توطيد الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى بدأت بين البلدين منذ عام 2014 خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الصين، كما سيعزز تواجد حضور مصر للقمة الحالية التعاون القائم بالفعل بين مصر والصين فى إطار مبادرة الحزام والطريق". ونوه السفير المصرى لدى بكين، إلى أن مصر تربطها بجميع الدول الأعضاء فى مجموعة البريكس علاقات صداقة وتعاون قوية ومصالح مشتركة عديدة، وتشارك معها فى السعى لتحقيق نفس الأهداف، مثل العمل على أن يكون للدول النامية تمثيل أكبر وصوت مسموع فى المحافل الدولية وإنعاش الاقتصاد العالمى ومكافحة التوجهات الحمائية والتعاون فى مكافحة الإرهاب. وأكد أسامة المجدوب فى تصريحات له، على أن مصر تحرص على الانضمام إلى التجمعات الإقليمية والدولية التى تهدف إلى إعطاء صوت أكبر وإتاحة فرصة مشاركة أوسع للدول النامية وإصلاح الاقتصاد العالمى وجعله أكثر عدالة، مشيرًا إلى أنه لتحقيق هذا الهدف اتخذت مصر خطوات واضحة لإصلاح اقتصادها وفق خطة علمية مدروسة، منها الرفع التدريجى للدعم عن الوقود والكهرباء وضريبة القيمة المضافة التى كان لها أثر إيجابى على الموازنة العامة للدولة، والتى ستُوجه للإنفاق على التعليم وبرامج الحماية الاجتماعية، ما يضع أسسًا قوية للنمو الاقتصادى والاستقرار الاجتماعى فى نفس الوقت، إضافة إلى إصدار قانون الاستثمار الجديد الذى يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر وتيسير خطوات إقامة المشروعات الاستثمارية. كما تهتم مصر كذلك بوضع الأسس القوية للنمو الاقتصادى مثل مشروعات البنية التحتية التى تتعاون فيها مع الجانب الصينى بشكل واضح، وتعمل على زيادة مصادر الدخل الحالية، مثل قناة السويس والسياحة، وخلق مصادر جديدة من خلال تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية وتشجيع إقامة المشروعات خاصة الصغيرة والمتوسطة. وذكر المجدوب أن تكتل بريكس نجح فى تحقيق العديد من أهدافه منذ نشأته فى عام 2006، حيث زاد إسهام دول بريكس فى نمو الاقتصاد العالمى، كما أصبح لمجموعة بريكس صوت مسموع فى المؤسسات المالية الدولية وصندوق النقد الدولى، ويساعد فى التنسيق بين دول المجموعة فى الأمم المتحدة ومجموعة العشرين على دعم دور الدول النامية فى هذه المحافل. كما أنشأت دول المجموعة "بنك التنمية الجديد" لتمويل مشروعات التنمية فى دول المجموعة برأس مال مبدئى 50 مليون دولار لدعم التنمية فى دول المجموعة، وقال"هذه النجاحات التى تحققت دفعت الصين للتفكير فى توسيع المجموعة مستقبلاً، وضم المزيد من الدول النامية إليها وإنشاء"بريكس بلس"، ولا شك أن كل هذه النجاحات التى تحققت منذ نشأة المجموعة توسع دورها وتزيد من حرص مصر على توثيق التعاون معها، والمشاركة المصرية على هامش القمة الحالية قد تكون خطوة تمهيدية لانضمام مصر إلى دول المجموعة مستقبلاً. ونوه إلى أن توجيه الدعوة إلى مصر للمشاركة فى القمة الحالية هو أيضاً بمثابة تقدير للخطوات الجادة التى تتخذها مصر على صعيد الإصلاح الاقتصادى. والصين تحرص دائماً على توجيه الدعوة لمصر فى العديد من المؤتمرات التى ترأسها أو تستضيفها للمشاركة سواء على المستوى الرئاسى أو الوزارى وأيضاً على مستوى الخبراء وكبار المسؤولين، وهذا يرجع إلى المستوى غير المسبوق من التقارب الذى وصلت إليه العلاقات بين البلدين فى السنوات الأخيرة، كما تقدر الصين أهمية مصر كدولة محورية فى إفريقيا والشرق الأوسط خاصة مع وجود قناة السويس ذات الأهمية الكبيرة للتجارة العالمية، وأهميتها أيضاً بالنسبة لمبادرة الحزام والطريق التى رحبت مصر بالانضمام إليها منذ طرح فكرتها. وحول أهمية موقع مصر فى الربط بين"الحزام والطريق" من جهة، وبين توسيع آليات تعاونها مع الدول الأعضاء فى مجموعة بريكس، قال المجدوب إن مصر تتميز بموقعها على المسارين البرى والبحرى لاستراتيجية الحزام والطريق، حيث توجد بها قناة السويس الشريان المهم للتجارة الدولية والصين هى أكبر مستخدم للقناة، كما أن مصر بوابة إفريقيا سواء من الناحية الجغرافية أو من ناحية التجارة والاستثمار فمصر عضو فى التجمعات التجارية الإفريقية مثل الكوميسا والساداك الأمر الذى ييسر دخول المنتجات المصرية والسلع المنتجة فى مصر إلى أسواق هذه الدول، ما يعطى ميزة مهمة للاستثمارات فى مصر. مشيرا إلى أنه من خلال التعاون مع مصر، يمكن لدول بريكس أن تعمق تعاونها مع الدول العربية والدول الإفريقية. وتهدف قمة بريكس لأن تكون آلية نموذجية للتعاون الدولى فى شتى المجالات وليست الاقتصادية والمالية والإنمائية فحسب، كما حققت نتائج مثمرة مع افتتاح بنك دول بريكس للتنمية وإطلاق صندوق نقد احتياطى للطوارئ عام 2015، بل وكشفت إحصاءات صندوق النقد الدولى أن نسبة إسهامات دول بريكس فى نمو الاقتصاد العالمى تجاوزت 50% وصار إجمالى اقتصاداتها يمثل 23% من إجمالى الاقتصاد العالمى مقارنة بـ12% قبل 10 أعوام.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;