بالصور.. الموت حرقا، أو صعقا أو اختناقا.."لعنة الفراعنة" تلاحق المنقبين غير الشرعيين عن الآثار في أسوان..بعض الأهالى يظنون أن منازلهم امتداد لمعبد إدفو.. ومواطن: المومياء الأكثر سعراً في بورصة المهربي

هل سمعت يوماً عن "لعنة الفراعنة" تلك التى يُحكى عنها الكثير من القصص والأساطير وتتداول أخبارها وتنتشر بين أهل الصعيد خاصة وبين المصريين عامة، ولكن البعض يعتقد أنها مجرد خرافات، وإن أصابت بعض المنقبين عن الآثار فهى مجرد صدفة. فى مركز إدفو بمحافظة أسوان، وقعت عدد من الحوادث، التي أسفرت عن مصرع منقبين غير شرعيين عن الآثار، بحثاً عن الثراء السريع وحلم امتلاك الأموال الطائلة والعيش فى القصور وشراء السيارات، ورصدت "انفراد" تفاصيل هذه الوقائع. الموت بالكهرباء سمع أحد الأهالى بمدينة إدفو، عن تلك القصص التى اغتنى صاحبها فجأة وصار لديه من الأموال ما يزيح كل همومه ويعيشه ما تبقى من عمره فى سعادة ورخاء، لمجرد أنه نجح فى استخراج قطعة أثرية واحدة حفر لها أسفل منزله، فسلك هذا الرجل الذى يدعى "م.ع" 30 سنة، مسلك صاحبه الذى سمع عنه، وأخذ يحفر تحت منزله القريب من معبد إدفو، واستعان بالحفار الكهربائى لتحطيم الصخور، إلا أن هذه الآلة أتت على إحدى خطوط الكهرباء الرئيسية الموصلة للمنازل، وصعقه التيار الكهربائى ليقع قتيلاً على الفور، وتتداول الأخبار بين جيرانه وأهل بلدته بأن حلت عليه "لعنة الفراعنة". الموت حرقاً وتستمر حوادث التنقيب عن الآثار فى نفس المنطقة، وفى واقعة أخرى يقوم صاحبها بالحفر أسفل منزله، بعد أن قاده شيطانه إلى أنه يوجد كنوز الفراعنة مدفونة أسفل منزله القريب من معبد إدفو، ولأنه سمع عن طريقة الحفر وتكسير الصخور باستخدام لهب النار، فحمل أنبوبة المنزل لأسفل الحفرة التى بدأ بالحفر فيها قبل أيام، ومع إشعال النيران لاستخدام اللهب تسرب الغاز لألسنة اللهب واشتعلت النيران فى الرجل، الذى تم نقله إلى مستشفى إدفو العام، ولم يمضى يومان على إصابته حتى فارق الحياة، ليقول الأهالى مثلما قالوا فى الأول أصابته "لعنة الفراعنة". الموت خنقاً لم يتعظ الناس من حوادث الموت التى تحل على من يحاولون لمس آثار الأجداد ومقتنيات القدماء المصريين لبيعها إلى المهربين داخل مصر وخارجها، وفى يوم الجمعة الماضية، نهض 4 من أسرة واحدة وعزموا على الحفر أسفل منزل جدهم بعد أن راودتهم أحلام الثراء السريع والعيش فى الرخاء، وهم شقيق صاحب المنزل "ربيع.س" وابنه وابن أخته ورابع من نفس الأسرة. وبدأ الأربعة بالحفر أسفل المنزل بقرية المحاميد بمركز إدفو، حتى وصلوا إلى حفرة عمقها 16 متراً تنتهى بسرداب جانبى، ونظراً لأن الحفر فى باطن الأرض يواجه أحياناً صخوراً صلبة، فلجأ هؤلاء الأربعة إلى استخدام اسطوانة غاز وأنزلوها إلى الحفرة وبدءوا فى مواصلة الحفر، وأثناء ذلك جاءت لعنة الفراعنة – كما ردد البعض عقب ذلك – وانقطع خرطوم الاسطوانة وتعرضوا للاختناق إثر استنشاق غاز الأنبوب، ولقى ثلاثة منهم مصرعهم بينما تم نقل الرابع إلى المستشفى. الموت تحت الرمال لم تنتهى القصص خلال الأسبوع الماضى عند هذا المنزل بمركز إدفو، ولكن هذه المرة بنجع الحج زيدان بقرية السراج، عندما قام أحد الأهالى بالحفر أسفل منزله أيضاً بحثاً عن كنز الفراعنة، وداخل الحفرة استعان هذا الشخص بأنبوب غاز لاستخدام اللهب فى تفتيت الصخور الصلبة بعد تسخينها وتعريضها للتبريد فجأة بالماء، وهنا وقعت المفاجأة أثناء الاستمرار فى تفتيت الصخور انهارت إحدى هذه الصخور لتنهار بعدها الحفرة بأكملها فوق رأسه وتغطى الأتربة من أسفلها، ويظل الناس يرددون "لعنة الفراعنة". هوس التنقيب وسام داود، من أهالى مدينة إدفو شمال محافظة أسوان، قالت: "هوس التنقيب عن الآثار يعد أحد الأمراض المتفشية التى تصيب عدد كبير من الأهالى بمركز إدفو، وذلك لأن البعض يعتقد أن معبد إدفو ليس بالحجم الذى هو عليه الآن ولكنه كما يذكر المؤرخون القدماء على مساحة أكبر بأضعاف مما هو عليه الآن". شيوخ الآثار وأضافت "وسام"، أن المناطق المحيطة بمعبد إدفو تزداد فيها وقائع البحث والتنقيب عن الآثار أسفل المنازل، وذلك من خلال الاستعانة بأحد الشيخ المختصين فى استخراج الآثار الفرعونية من باطن الأرض ومعرفة مكان دفن الكنوز وتتبع بوابات المقابر الأثرية، ويرتدى هؤلاء الشيوخ ملابس أشبه بما تأتى فى الدراما بملابس السحرة والكهان، ويستخدمون البخور وطلاسم معقدة للتعامل مع الجن وحراس المقابر والمعابد الأثرية التى لم تكتشف بعد. وأشارت إلى أن هؤلاء الشيوخ – كما يطلق عليهم – يتحصلون على الأموال الطائلة من صاحب المنزل الذى ينقب فيه عن الآثار، تصل إلى 10 و20 ألف جنيهاً بالإضافة إلى نصيبه الأكبر فى حالة الوصول إلى الكنز وفتح المقبرة، موضحةً بأن الحفر بحثاً عن الآثار يستمر لفترة طويلة فى الغالب قد تصل لعامين يواصل خلالهما صاحب المنزل البحث عن الكنز الذى ينتشله من عيشة الفقر وينقله إلى الغنى حسب ما تراوده أحلامهم. فى السياق ذاته، قال أحمد صلاح الدين، من أهالى مركز إدفو بمحافظة أسوان، إن الأهالى فى مركز إدفو يعتقدون كثيراً فى مسألة "لعنة الفراعنة" ومع ذلك فهم يواصلون أعمالهم فى التنقيب عن القطع الأثرية، ولتجنب الخلاف بين الشركاء الغرباء وخشية أن يفتن أحدهم ويرشد الأجهزة الأمنية على فعلته، فيحرص الكثير ممن يسلكون هذا الاتجاه إلى الاستعانة بأقاربهم وذويهم من نفس الأسرة للحفر والتنقيب، مشيراً إلى أن "شيوخ الآثار" فى الغالب يكونون من خارج محافظة أسوان، والمشترى يكون أيضاً من خارج المحافظة. أسعار القطع الأثرية بين المهربين وتابع "أحمد صلاح الدين"، بأن بعض هذه القطع الأثرية المعثور عليها تساوى الملايين لدى تجار الآثار، ويزداد سعر القطعة بقدر ما تظهر عليه القطع من جمال وألوان ونقوش، وأما بالنسبة للمقبرة والتابوت والمومياء فهى الأغلى سعراً فى سوق التنقيب عن الآثار، مشيراً إلى أن الفقراء ليسوا فقط من يسلكون هذا الاتجاه، ولكن الأغنياء الأكثر مسلكاً له، نظراً لقدرتهم على الصرف وتسخير كل المقومات التى تساعده على الحفر والتنقيب. من جانبه، أكد محمد الإدريسى، كبير مفتشى منطقة آثار الكاب، ومسئول الضبطيات والقضايا الأثرية فى إدفو، أن هوس التنقيب عن الآثار لازال يلقى بظلاله فى مركز إدفو، وتزداد بسببه حوادث الوفاة التى قد يعتقد البعض أنها "لعنة الفراعنة" حتى أن بعضهم يستعين ببعض الدجالين والنصابين الذين ينتحلون هذه المهنة من باب الحصول على الأجر أو الحصول على النسبة فى حالة لو صدقت نبؤته ووصلوا إلى الكنز، مشيراً إلى أن الدجالين يوهمون الناس بأفعالهم وما يستخدمونه من بخور وطلاسم توهم صاحب المنزل بصدق كلام هذا الدجال، وتودى به فى النهاية إلى الموت. قوانين الآثار ولفت كبير مفتشى منطقة آثار الكاب، إلى أن مفتشى الآثار فى حالة ضبط أحد الأشخاص ينقب عن الآثار أسفل منزله، لا يمكن لهم أن يستخدموا هذا الحفر للوصول إلى كشف أثرى محتمل، نظراً لأن القوانين تنص على انتظار الحكم النهائى لصاحب المنزل حتى يمكن للأثريين مواصلة الحفر، مشدداً على ضرورة تعديل القانون رقم 117 لسنة 1983 ، والخاص بالآثار، نظراً لما يفرضه هذا القانون من قيود على مفتشى الآثار فى حالة ضبط أحد المنقبين عن الآثار.






















الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;