حكايات "البيوت الوقف".. مطلقات مع وقف التنفيذ.. "مروة" ساومها زوجها على 20 ألف جنيه لتحصل على الطلاق..و"فاطمة" زوجة 3 أشهر ومعلقة 3 سنوات.. ومحامى: المهر العالى وعدم الاستدلال على العنوان عقبة فى طريق

وفقًا للإحصاء السكانى لعام 2017، بلغ عدد المطلقات فى مصر 471 ألف مطلقة، وحسب تقرير صادر عن مركز معلومات مجلس الوزراء فى 2016 فإن مصر أصبحت الأولى عالميًا فى نسب الطلاق، بعد أن وصلت نسبة الطلاق إلى 40% من 7% خلال الخمسين عامًا الأخيرة. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام كبيرة وصادمة إلا أنها فى النهاية ترصد حالات الطلاق التى تثبتها الأوراق الرسمية والمستندات، ولم تتضمن حالات الانفصال الزوجى دون طلاق، أو حتى حالات الطلاق الشفهى دون تسجيله بأوراق رسمية لتظل الزوجة مثل "البيت الوقف" عاجزة عن المطالبة بحقوقها من نفقة ومؤخر صداق أو حتى الحصول على معاش من أحد والديها، كما أنها لن تتمكن من الزواج مرة أخرى. هذه المعضلة وجدت الكثير من الزوجات فى الخلع حلاً لها، وهو ما قد يفسر وصول نسبة الخلع إلى 70% من عدد أحكام الطلاق النهائية فى عام 2016، إلا أن الخلع أحيانًا لا يكون حلاً مناسبًا لبعض النساء خاصة اللاتى لا يردن أن يفقدن حقوقهن الشرعية ،ولذلك يبقى الوضع على ما هو عليه حتى يحصلن على لقب "مطلقة"، ليتمكنّ من مواصلة الحياة إما عن طريق المحكمة أو طواعية من الزوج، وعن أوجاع "البيوت الوقف" تحدث "انفراد" مع عدد من هؤلاء النساء المعلقات. "مروة": "ساومنى على 20 ألف جنيه والتنازل عن حقوقى عشان يطلق" "بيضربنى ويهيننى وعديم الشخصية"، بشكل موجز اختصرت "مروة" أسباب اتخاذها قرار الانفصال قبل أن تبلغ الثلاثين وهى أم لثلاثة أطفال، ولكنها حتى الآن بعد 3 سنوات لم تنجح فى الحصول عليه، لأن زوجها يساومها على حريتها مقابل 20 ألف جنيه وتنازل كامل عن كل حقوقها، وتقول "مروة": عندى طفلتين وولد وتوقف عن الإنفاق عنهم تمامًا منذ طلبت الانفصال، لأن شخصيته ضعيفة أمام والدته وإخوته ولا يتخذ أى قرار دون الرجوع إليهم، وهم يستغلونه ويأخذون أمواله التى يتغرب لجنيها، ولا يكتفون بذلك إنما يتدخلون بيننا لتستمر الخلافات طوال الوقت ويظلوا مسيطرين على أمواله، وعندما تطورت المشاكل بسببهم إلى تعرضى للضرب والإهانة طلبت الانفصال، لكنه يريدنى أن أدفع 20 ألف جنيه وأتنازل عن كل حقوقى ليوافق على الطلاق، ويريد أن أعيد له المهر كاملاً. وتضيف "مروة": "لو معايا 20 ألف جنيه كنت اديتهم له عشان حتى أعرف آخد حق عيالى". سلوى: "لا طايلة سما ولا أرض وولادى مش حاسين بوجوده" "يا تتنازلى عن حقوقك وتطلقى يا تعيشى معايا خدامة"، خياران لا ثالث لهما وضعهما زوج "سلوى" أمامها قبل نحو عامين، بعد أن طردها من بيت الزوجية ليلاً ولم تجد أمامها فى وجود طفلين إلا اللجوء لبيت والدها، فى انتظار قرار المحكمة بتطليقها للضرر، والذى تم رفضه للمرة الثانية. وبعد أن ألقى يمين الطلاق عليها شفيها قرر أن يردها لعصمته ليساومها: إما التنازل والانفصال وإما بيت الطاعة، وتقول "سلوى": "الحمد لله خسر قضية الطاعة لكن أنا كمان خسرت قضية الطلاق ووضعنا غريب، وقال لوالدى إنه ردنى وإنه هيجبره يجيبنى لحد عنده، وحاليًا بعد ما قضية الطلاق أترفضت مش عارفة مصيرى إيه". إلى جانب الأضرار التى حددتها "سلوى" فى دعواها للطلاق من هجر وطرد من مسكن الزوجية وعدم الإنفاق، هناك أضرارًا لم تتمكن من سردها فى الدعوى قائلة: مقيمة عند والدى ولا ينقصنى شيء، لكن رغم ذلك أشعر أنى ثقيلة عليهم، وأولادى حين يمرضون وأذهب بهم بمفردى للطبيب فى وقت متأخر من الليل أرى كل طفل فى العيادة معه والده فأشعر بالحزن على أولادى الذين يسألون عنه ويفتقدونه، وهو نكاية فيّ أقام دعوى رؤية وحصل على الحكم ولكنه لا يحضر أبدًا لتنفيذه. "فاطمة": "أنا زوجة 3 أشهر ومعلقة 3 سنوات" لم تعرف "فاطمة" شهر العسل مثل غيرها من النساء وإنما بدأت مشاكلها من قبل الزواج وألقيت فى الجحيم من الأسبوع الأول للزواج وتحكى لـ"انفراد": والدى أجبرنى على الزواج من هذا الرجل، وحاولت أكثر من مرة فسخ الخطبة لكن لم أنجح، وتم الزواج وبدأ الجحيم من الأسبوع الأول. وتضيف: "كان يضربنى من الأسبوع الأول لإجبارى على العلاقة الزوجية، ولكن بعدها بدأ محايلتى واسترضائى فأحببته وأحبنى، وتحسنت علاقتنا ولكن هذا لم يرضى أمه وأخته وبعد 3 شهور من المشاكل والخلافات غضبت فى بيت أهلى ". مر على فاطمة شهر وراء الثانى دون حس أو خبر من الزوج وتقول: "كنت حامل من ثانى شهر زواج، وبعد خروجى من بيته بشهرين تقريبًا حصل على ميراث وفى نفس الشهر عرفت أننى حامل فى ولد وهو لا يبالى وعاش حياته "بالطول وبالعرض" وأنا فى بيت أهلى حامل". وأضافت:"أنا فى الشهر التاسع تزوج على، والآن أنجب منها طفلتين بينما أنا معلقة منذ 3 سنوات أحلم بأن تكون عندى حياة مستقرة وبيت وأولاد وزوج بدلاً من أن أكون مطمع لكل من هب ودب فى أى عمل أذهب إليه". "فاطمة" قررت أن تنفصل عن زوجها من خلال المحكمة فطلبت الطلاق ولكن كلما لجأت لمحام لرفع القضية يكون رده بعد وقت قصير "لم يستدل على عنوان". "مى": عمرى بيضيع فى المحاكم تزوجت "مى" قبل 3 سنوات من شاب لطيف يتحلى بأخلاق جيدة، لتفاجئ بعد الزواج إنه يتناول المخدرات والحشيش وأدمنهما حتى أنها بدأت تلاحظ سرقة واختفاء منقولات منزلية من الشقة فضلا عن ذهبها، وهى ممزقة بين الاحتمال من أجل ابنتها وبين تركه، حتى أعتدى عليها بالضرب لأنها رفضت منحه مبلغًا ورثته، وألقى عليها يمين الطلاق فرحلت إلى بيت أهلها انتظارًا لإتمام الطلاق. وحاول الزوج إعادتها ولكن بأسلوب مليء بالإساءة وعدم الاعتراف بالخطأ، وأخبرها أنه ردها وحاول طلبها فى بيت الطاعة ثم هددها بحرقها وابنتها بمادة حارقة. خرجت "مى" من بيت الزوجية دون أن تأخذ ملابسها، وبينما تواجه معضلة فى كيفية التنسيق بين رعاية طفلتها الوحيدة ، تتعرض للكثير من الضغوط النفسية التى تتزايد مع تقدم عمرها وضياعه فى أروقة المحاكم. وتقول"مى": "عمرى بيضيع فى المحاكم لكن أنا أحسن من غيرى على الأقل والدى بيصرف عليا مش قاعدين من غير عائد"، وعن سبب إصرارها على الطلاق وعدم اللجوء للخلع تقول: "اخترت الطلاق لأنه سد نفسى عن كل حاجة فى الدنيا بما فيها الزواج فمش مستعجلة، ولأنى تضررت ومن حقى أن أحصل على طلاق للضرر، ولأنه ما ينفعش أبقى واقفة معاه من الأول ومسهلة له الدنيا عشان شارياه ودلوقتى حتى حقوقى الشرعية أخسرها". محامى أحوال شخصية: المهر العالى وعدم الاستدلال على العنوان عقبة فى طريق الخلع ويقول "كريم أبو اليزيد" ،محامى أحوال الشخصية ومستشار القانونى، إن هناك الكثير من النساء يواجهن هذه المشكلة ولا يمكنهن رفع قضية خلع، لأن المهر المدون فى قسيمة الزواج يكون كبيرًا، وبالتالى إن رفعت قضية خلع تضطر لرد هذا المهر حتى لو لم تحصل عليه فى الحقيقة. ويضيف لـ"انفراد": غالبية هذه الحالات تكون لمصريين تزوجوا فى دول عربية فبعض الدول العربية تلزم الزوج بدفع مهر محدد، كالمملكة العربية السعودية مثلاً يجب ألا يقل المهر عن 25 ألف ريال سعودى يتم تدوينهم فى العقد، وكذلك الكويت وفى الإمارات 20 ألف درهم، وبالتالى تجد الزوجة نفسها مطالبة برد مبلغ كبير فى حالة الخلع. ويتابع: الكثير من الزوجات المعلقات أيضًا يكون زوجها خارج البلاد ولا تتواصل معه إلا تليفونيًا، وكى ترفع دعوى خلع يجب أن يصله الإعلان أو يصل أحد من أهله، وبالتالى تعجز عن الحصول على الطلاق، حتى وإن كان يمين الطلاق وقع بشكل شفهى ولكنها بحاجة إلى إثباته قانونيًا. وتقول الكاتبة "سحر غريب" لـ"انفراد": من خلال الحكايات التى أطلعت عليها فالهدف من بقاء الزوجة معلقة هو اتباع سياسة النفس الطويلة، مضيفة:" من فينا يتحمل ومن فينا سيترك الجمل بما حمل، ففى عرف المجتمع الشرقى الزوجة التى تطلب الطلاق هى امرأة ناشز تستحق العقاب، لأنها قررت أن تنهى زيجة غير جديرة بالاستمرار فتعاقب أشد العقاب وتضطر إلى اللجوء للمحاكم كى تحصل على حريتها، وحبال المحاكم كما نعلم طويلة ومصاريف التقاضى وأتعاب المحاميين حدث عنها ولا حرج". وتضيف: "طبعا الضحايا غالباً هم الأطفال، فبقائهم مع أم تائهة فى المحاكم وأب لا ينفق عليهم بهدف التعجيز والأم المعذبة بسبب زوجها والتى بالتأكيد لن تعطى لصغارها صورة جيدة للأب أو بقائهم مع أب يتخذهم وسيلة لتعذيب الأم بهم سيؤثر بالقطع على نفسيتهم.








الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;