سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 20 أكتوبر 1973.. «السادات» لـ«الأسد» و«فيصل»: «أقبل وقف إطلاق النار».. ويزعم انهيار «الشاذلى».. و«الجمسى» ينفى

أملى الرئيس السادات على المهندس عبدالفتاح عبدالله، وزير الدولة، برقية منه إلى الرئيس السورى حافظ الأسد بتاريخ 20 أكتوبر «مثل هذا اليوم» عام 1973، وحسب نصها المنشور كوثيقة فى كتاب «أكتوبر 73 - السلاح والسياسة» لمحمد حسنين هيكل: «لقد حاربنا إسرائيل إلى اليوم الخامس عشر، وفى الأيام الأربعة الأولى كانت إسرائيل تحارب وحدها فكشفنا موقفها فى الجبهة المصرية والسورية، وسقط لها باعترافهم 800 دبابة على الجبهتين، وأكثر من مائتى طائرة، أما فى الأيام العشرة الأخيرة فإننى على الجبهة المصرية أحارب أمريكا بأحدث ما لديها من أسلحة، إننى ببساطة لا أستطيع أن أحارب أمريكا أو أن أتحمل المسؤولية التاريخية لتدمير قواتنا المسلحة مرة أخرى، لذلك فإننى أخطرت الاتحاد السوفيتى بأننى أقبل وقف إطلاق النار، وقلبى ليقطر دمًا وأنا أخطرك بهذا، ولكننى أحس أن مسؤوليتى تحتم علىّ اتخاذ هذا القرار». تم إرسال هذه البرقية فى الساعة الثالثة وأربعين دقيقة بالضبط، حسب تأكيد هيكل، مشيرًا إلى أنها تزامنت تقريبًا مع برقية موقعة باسم كمال أدهم، مستشار الملك فيصل للأمن القومى، موجهة إلى الدكتور أشرف مروان، بوصفه سكرتير الرئيس السادات للمعلومات، وكان نصها: «الأخبار عن معركة القناة أقلقتنا كثيرًا، أرجو تطميننا عن الوضع للأهمية»، ورد السادات على أصلها بخط يده: «الموقف دقيق بسبب تدفق العتاد الأمريكى والمتطوعين والدبابات والطيارات من أمريكا أساسًا ومن باقى أوروبا، وقد اعترف طيار أسير بأن الطائرات الأمريكية تأتى بطيارين أمريكا، وسجلنا له ذلك وسنذيعه.. نحن نبذل كل ما فى طاقة البشر، بل ما هو أكثر». جاءت هذه التطورات بعد اجتماعات عقدها السادات فى «مركز 10» مع قادة الجيش، واستمرت حتى الساعة الواحدة صباحا، لدراسة «ثغرة الدفرسوار»، وطبقًا لوصف هيكل: «كانت الصورة هناك كما يبدو من روايات شهودها مزعجة إلى أقصى درجة»، وهناك ثلاث روايات عما دار فى هذا الاجتماع، الذى يعد نقطة التحول الكبرى فى موقف مصر من الحرب، أولها رواية السادات فى كتابه «البحث عن الذات»، ويقول: «فى يوم 16 أكتوبر «ظهر فى الكتاب على هذا النحو، والتاريخ ليس دقيقًا وصحته 18 أكتوبر»، أرسلت رئيس الأركان الجنرال الشاذلى للتعامل مع الثغرة، وفى يوم 19 أكتوبر عاد منهارًا، وقال لابد أن نسحب قواتنا فى شرق القناة لأن الغرب مهدد، وكان هذا هو ما يريده الإسرائيليون، فطلب منى أحمد إسماعيل فى منتصف ليلة 19 - 20 أكتوبر أن أذهب إلى القيادة حتى اتخذ قرارًا مهمًا بوصفى القائد الأعلى للقوات المسلحة، ذهبت، وبعدما اتضح الموقف لى جمعت القادة كلهم، وكان معى الفريق إسماعيل، الفريق الجمسى، الفريق حسنى مبارك، الفريق محمد على فهمى، قائد سلاح الصواريخ، وكانوا جميعًا من رأيى، وهو أنه لم يحدث شىء يستدعى القلق، فأعطيت الأمر الذى اعتبره أهم من قرار 6 أكتوبر، بألا ينسحب جندى واحد ولا بندقية واحدة، ولا أى شىء على الإطلاق من شرق القناة، وفى هذه الليلة أعطيت أوامر لإسماعيل بعزل الشاذلى، واستدعيت الجمسى وعينته رئيسًا للأركان». أما «الشاذلى» فيذكر فى مذكراته «دار رؤية - القاهرة»، أنه بعد فشله فى إقناع إسماعيل بسحب جزء من قواتنا من الشرق إلى الغرب، أفضى لبعض مساعديه بأننا مقبلون على كارثة، وأنه طلب من إسماعيل بحضور الرئيس للاستماع إلى رأى القادة، وحضر الرئيس وتوجه إلى غرفة أحمد إسماعيل وبقى معه ما يقرب من ساعة، «بينما كنت أنا مجتمعًا مع باقى الأعضاء فى غرفة المؤتمرات الملاصقة لغرفة العمليات، ودخل علينا الرئيس ومعه أحمد إسماعيل، والمهندس عبدالفتاح عبدالله، وطلب الكلمة من المجتمعين، وقام كل منهم بشرح الموقف بأمانة تامة، ولم يطلب منى الكلمة، وعلق: لن نسحب أى جندى من الشرق». يؤكد الشاذلى: «لم أتكلم ولم أعلق»، ويضيف: «ادعى السادات بأننى عدت من الجبهة منهارًا يوم 19 أكتوبر، وطالبت بسحب قواتنا من الشرق لأن الغرب مهدد، ويؤسفنى أن أقول هذا كذب رخيص»، ويتحدى أن يؤيد أحد ممن حضروا الاجتماع صدق ما يدعيه السادات، أما الراوية الثالثة فهى للجمسى، وفى مذكراته «حرب أكتوبر» يشهد: «لقد عاصرت الفريق الشاذلى خلال الحرب، وزار الجبهة أكثر من مرة، وكان بين القوات فى سيناء فى بعض هذه الزيارات، وأقرر عندما عاد من الجبهة لم يكن منهارًا، كما وصفه الرئيس السادات فى مذكراته، لا أقول ذلك دفاعًا عن الفريق الشاذلى لهدف أو مصلحة، ولكنها الحقيقة أقولها للتاريخ».



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;