ماذا تريد إيران من الدول العربية؟.. طهران تراهن على تنظيم الحمدين وتنسف جسور الحوار مع جيرانها على الشاطئ الغربى من الخليج.. وتصريحات قاسمى عن مصر تكشف تخوف بلاده من أن تكون على موعد مع المزيد من العز

حتى الخامس من يونيو بالعام الجارى، لم يكن يحلم أكثر صناع السياسات العليا تفاؤلا، فى الدوائر المقربة من مؤسستى المرشد والحرس الثورى فى إيران من أن يصبح لطهران موطئ قدم فى عاصمة لدولة عضو فى مجلس التعاون الخليجى، حيث الثروة والموقع الاستراتيجى، وبالرغم من أن الدوحة سهلت المهمة على طهران؛ إلا إن الأخيرة لم ترض بهذا الاختراق وتريد مواصلة العبث بالأمن القومى العربى. ومع هذا النجاح فى اختراق الأمن القومى العربى، لم يدرك الإيرانيون أن أى تقدم للأمام فى المسألة القطرية وسكب الزيت على النار، يعنى تراجع عشرات الخطوات إلى الخلف، ولن يؤدى إلا إلى مزيد من عزلة بلادهم وإبعادها على الدول العربية التى طالما حرصت على إعادة العلاقات معها وعلى رأسها مصر. حديث إيرانى مستفز فى الأسابيع الأخيرة، طالعنا عددا من التصريحات الرسمية العربية تتحدث عن مساعى لتهدئة التوتر مع طهران، بالرغم من أن الأخيرة لم تبدأ حتى الآن في إجراءات بناء الثقة؛ لكن تلك التصريحات الإيجابية لم تلق الرد المتوقع إيرانيا إذ خرج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمى اليوم الاثنين واعتبر أن مصر لم تلعب دورها بشكل جيد فى تأمين استقرار المنطقة، واصفا سياسات القاهرة بأنها "خاطئة". قاسمى الذى غالبا ما يصدر تصريحات على هذا النحو غير المنضبط، قال خلال مؤتمره الصحفى الأسبوعى اليوم: "مصر دولة مهمة ولها مكانتها الخاصة فى العالمين العربى والإسلامي، لكنها لم تلعب دورها بشكل جيد حتى الآن بسبب سياساتها الخاطئة". وبالرغم من الدعم المصرى لجهود حفظ الأمن والسلم الدوليين واضطلاعها بأعباء ربما لا تقوى على تحملها عشرات الدول، إلا إن المتحدث الإيرانى رأى أنه "على القاهرة أن تلعب دورا أكبر فى استقرار المنطقة". وتناقلت وسائل الإعلام الإيرانى الرسمية، بما فيها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية تصريحات بهرام قاسمى بخصوص مصر، تلك التى شدد فيها مرارا على توصيته المسؤولين المصريين ما وصفه بـ"الابتعاد عن الرؤى التقليدية لعدة قرون مضت وإدراك حقائق الجمهورية الاسلامية الإيرانية". رد مصرى سريع لم تنتظر مصر مضى الكثير من الوقت وفى منتصف النهار ردت على لسان المتحدث باسم خارجيتها المستشار أحمد أبو زيد، الذى قال إن التصريحات الإيرانية تثير علامات استفهام، خاصة ما يتعلق منها بمواقف مصر التاريخية تجاه منطقة الشرق الأوسط وعوامل الاستقرار فيها. أبو زيد رد بشكل قاطع وبعبارات لا تقبل التأويل، مؤكدا أن مصر دائما وأبدا تعتبر استقرار الشرق الأوسط أحد أهم أهداف سياستها الخارجية، وأن الحفاظ على الأمن القومى العربى واستقرار وسلامة الدول العربية، لاسيما دول الخليج، هو ركيزة أساسية من ركائز استقرار المنطقة. وأضاف المتحدث باسم الخارجية، فى بيان وزعته الوزارة على الصحفيين، أن دعوة مصر الدائمة إلى ضرورة احترام مبادئ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وعلاقات حسن الجوار، والحفاظ على تماسك الدولة الوطنية، ونبذ الطائفية، ومكافحة كافة أشكال الإرهاب والتطرف، كلها تصب فى أهداف دعم استقرار الشرق الأوسط والعالم العربى والتعايش السلمى بين شعوب المنطقة، على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة. حول النوايا الإيرانية فى ظاهر الأمر، تبدو تصريحات المتحدث الإيرانى غير منطقية ولا تتماشى مع التصريحات الإيجابية البناءة التى أدلها بها عدد من المسؤولين العرب، لكن بالتأمل فيها والتدبر فى فحواها يتضح أن هناك ندما إيرانيا على المراهنة الخاسرة على تنظيم الحمدين القطرى. لماذا؟ لأن قطر وإن كانت فتحت أجواءها كليا أمام الحرس الثورى؛ إلا أنها فى الوقت ذاته قامت بخرق بالغ فى منظومة الأمن القومى الإيرانية إذ سمحت لقوات غير خليجية (تركية) بالتواجد على أراضيها. هكذا وجدت إيران نفسها وقد نسفت جسور الحوار مع جيرانها على الشاطئ الغربى من الخليج، وخسرت فى المقابل خسارة استراتيجية فادحة، ثم وجدت نفسها أمام لحظة الحقيقة، دولة تقف على موعد مع المزيد من العزلة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;