صور.. الحصيرة المصرية عمرها ماتروح عليها.. سوق أسوان يرصد كيف تغيرت منذ عهد أجدادنا حتى ظهور "البلاستيك".. أقدم التجار: السجاد طغى عليها بس زبونها لسه موجود.. والغلابة زباينى وأغلى واحدة بـ120 جنيها

عيدان من الحلفا والقش تنسج الواحدة مع الأخرى فى شكل متناسق وبسيط، بهذه الطريقة كانت تصنع "الحصيرة" فى شكلها التقليدى، ومع مرور الزمن تغير شكلها وتطور، وبرغم انتشار السجاد واستحواذه على السوق لكن مازالت "الحصيرة" قادرة على البقاء، وملاذ الفقراء ومتوسطى الحال لكساء منازلهم بأقل التكاليف. في أسوان تنتشر محلات "الحصر" وبالرغم من أن العديد من هذه المحلات استعان بالسجاد الحديث بكل أشكاله إلا أنه مازال يحرص على ترويج الحصر، التى مازال هناك من يأتى خصيصا لشرائها خاصة بالقرى الريفية بمراكز المحافظة. عم حسنى من أقدم تجار "الحصر" بأسوان، يعمل فى هذه المهنة منذ 20 عاما وبرغم ظهور السجاد التركى والصينى، إلا أنه مازال محتفظا بمهنته والتخصص فى بيع "الحصر" البلاستيكة فقط، يروى عم حسنى عبد الصبور، قائلا: أنا من زمان فى المهنة دى معرفش غيرها وعمرى ما فكرت أغيرها برغم أن دخلى انخفض للنص". وعن صناعة "الحصر" أوضح: أزمة صناعة الحصر تتمركز فى ارتفاع سعر الدولار الذى أثر على هذا المنتج المخصص للفقراء فقط، فبالرغم من ذلك ارتفعت أسعاره لأكثر من 50%، بل ولم تتوقف عند هذا الحد فهناك زيادة بصفة شهرية على تسعيرة الحصيرة. الحصيرة عمرها ما تروح عليها أكد عم حسنى على قدرة صناعة الحصر على البقاء، رغم انتشار صناعة السجاد التى استحوذت على أكثر من 90% من حصة السوق، لكن برغم ذلك ظلت "الحصيرة" تحظى بقبول من الزبائن نظرا لسهولة استخدامها وتنظيفها، وانخفاض أسعارها مقارنة بالسجاد، فأغلى سعر للحصيرة ذات المقاس الأكبر لم تتجاوز 120 جنيها، فى حين تصل سعر أقل سجادة إلى أكثر من 600 جنيه. وأشار عم حسنى إلى أن أغلب تجار الحصر أصبحوا تجار سجاد، لكنه الوحيد الذى ظل متخصصا فى بيع أنواع الحصر بمختلف أشكالها، موضحا أن تجارة السجاد تحتاج إلى ميزانية مرتفعة ليست فى إمكانياته البسيطة. صناعة الحصر تطورت منعيدان القش والحلفا حتى ظهورالحصيرة البلاستيكة ومن جانبه أوضح "رمضان حجاج" أحد التجار أن صناعة الحصر مرت بمراحل عديدة فكانت فى بدايتها تصنع من عيدان القش والقصب والحلفا، ويتم صناعتها بالبيوت الريفية، فيتم نسج العيدان سويا وتضفيرها لتصبح "حصيرة" بلونها الأخضر الفاتح، ثم تطورت فى مرحلة أخرى ليطلق عليها "حصر السمار" وهى التى كانت تصنع من نبات السمار. ويروى "حجاج"، أنه كان يتم وضع عيدان السمار فى الماء، ثم يتم نسجها على النول، ويتم صباغتها ببعض الألوان الزاهية، وهذا ما كان يميزها عن حصيرة "الحلفا"، التى عرفت بلون موحد هو لون "القش"، بينما تعددت ألوان وأشكال حصيرة السمار. وفى المرحلة الأخيرة ظهرت "الحصيرة البلاستيكة" التى تصنع من البودرة البلاستيك، وتتم صناعتها بمصانع متوسطة، وتعددت أشكالها والرسومات التى تحملها، وهى التى ظلت متوفرة بالأسواق إلى الوقت الراهن. أما عن فوائد الحصر يروى حمادة السيد أحد التجار أن حصيرة الحلفا والسمار أكثر الحصر الصحية، لصناعتها من النباتات فكانت مصدر تهوية جيد فى فصل الصيف، بخلاف الحصر البلاستيكية التى تعرف بأنها مصدر للحرارة لأنها مصنوعة من البلاستيك. كما يوضح الحاج حمادة أن أسواق الحصر بأسوان كانت تحظى رواجا كبيرا خلال السنوات الماضية، نظرا لأن التجار كان يصدورن كميات كبيرة منها لدولة السودان، لكن فوجئنا منذ فترة بحظر تصدير الحصر إلى السودان، ما أثر على حركة السوق بدرجة كبيرة، خاصة فى ظل تراجع الأقبال عليها. وأكد أن جهاز العروسة بالماضى كان لابد أن يحتوى على عدد من الحصر بجانب السجاد، لكن فى الوقت الراهن أصبح الاعتماد الكلى على السجاد، ولم يقبل على شراء "الحصيرة" سوى الغلابة فقط، كما أن السجادة أصبحت تنافس الحصيرة فى فرش المساجد والأفراح، برغم أن هذا المجال كان طوق النجاة الوحيد لإنقاذ صناعة مهمة مثل صناعة الحصر.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;