صور..النوبة تنتفض ضد غلاء المهور.. الشباب يطلقون مبادرة لتقليص أيام العرس ووقف الهدايا.. ليال الفرح أسبوعان و25 زوج حمام للعريس.. وذهب العروسة زتونة ونقال وجف وغوايش.. ومطالب باستبدال هدايا كتب الكتاب

"الزفة والكوافير وغلاء المهور والقائمة" مصطلحات ارتبطت بالزواج حديثا أرهقت عددا كبيرا من الشباب وقضت على حلم عدد كبير منهم أثناء محاولة الاستقرار والتقدم للارتباط بالفتاة التى يحلم بها، إلا أن أبناء النوبة انتبهوا لهذه الشروط وحاولوا وضع حد لها خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار وحالة الغلاء فى البيع والشراء. أطلق مجموعة من أبناء النوبة خلال اجتماعهم بمنطقة الكرور بمدينة أسوان، مبادرة مجتمعية جديدة تهدف لتخفيض نفقات الزواج والمهور، تيسيراً على الشباب والفتيات من بين أبناء النوبة والأسر الأقل دخلاً بينهم، وباركها عدد كبير منهم ويسعى البعض الآخر لتعميمها على جميع قرى النوبة فى محافظة أسوان مراعاة للأسر الفقيرة. وقبل الحديث عن تفاصيل المبادرة، يصحبكم "انفراد"، فى جولة إلى أقصى جنوب مصر لقراءة جانب من عادات وتقاليد أبناء النوبة فى الزواج قديماً والتى لا يزال عدد كبير منهم يحرص على إقامتها حديثاً بدءاً من أيام العرس ورسوم الحناء وغير ذلك من ليال "الكوبرتور" كما يطلق عليها باللغة النوبية. الحاجة أسماء، من جزيرة أسوان، تحدثت عن أفراح النوبة قديماً وحديثاً، قائلةً: عدد كبير من العادات والتقاليد التى تتبع فى الأفراح النوبية بدأت فى الاختفاء بعد اعتماد الشباب على التقنيات الحديثة واختصار الوقت فى أيام الزواج، فقديماً كانت هناك ليلة مخصصة لتسليم المهر وأخرى للتنجيد وصنع المراتب ومفروشات العرائس وكان يسمي يوم "الشيلة"، وليلة أخرى تسمى "ليلة الحمام" لأكل الحمام وكان يصل عدد الحمام الذى يقدم للعروس خلال الأفراح إلى نحو 25 زوجاً، وكانت تصل ليالى الفرح قبل يوم الزفاف لنحو أسبوعين. وأضافت الحاجة أسماء، أن من العادات والتقاليد فى الزواج النوبى أن العروسة النوبية تقيم بعد الزواج فى منزل والدها، وعلى العريس تجهيز كل مستلزمات الشقة أو كما يقال "من الإبرة للصاروخ"، ويهدى والد العروس هدية من الذهب لابنته حسب مقدرته، وتكون "شبكة" العريس" حسب مقدرته وعادة ما يشتهر عند النوبة ما يسمى بـ"الزتونة والنقال والجف والزافا والغوايش". هبة بشرى، فتاة نوبية، تابعت الحديث عن الزواج فى النوبة، قائلةً: توجه العروس الدعوة للأحبة والجيران فى القرية أو النجع قبل موعد الزفاف بـ15 يوماً وهى فى موكب مع صديقاتها اللاتى يصل عددهن لـ 30 بنتا، ويطلق عليهن باللغة النوبية "أوكجر" بمعنى الداعيات، وقبل ليلة الحنة بـ15 يوماً تقوم أم العروس والأقارب والجيران بصناعة المخبوزات من "قراقيش وكحك وبسكويت وكحك بالجبنة والبتي فور والغريبة والكاكاوية والبطيخية والشكلمة"، بالإضافة إلى تقديم جميع أنواع الحلويات من "بسبوسة وكنافة وجلاش وأرز باللبن والبليلة " مع البلح الذى نقوم بنقعه فى الماء ويعجن ليصبح عجوة ونقوم بحشوه بالفستق والفول، ومن مخبوزات العروسة بأنواعها "بيتي فور وبسكويت" وغيرها من المخبوزات التى يتم خبزها خصيصا للعروس مع علبة من الشيكولاته لتوزيعها على الحاضرين فى كتب الكتاب. من طقوس الأفراح النوبية، كما توضح هبة بشرى، أن الفرح يسبقه قيام صديقات العروس وأهلها بتجهيزها وذلك بفترة تصل لنحو شهر كامل، من خلال عمل خلطات من البخور تسمى "الخُمرة" بضم الخاء، و"خشب الصندل والدلكة" لتكتسب العروس رائحة زكية، أما يوم الحنة فتقوم "الحنانة "برسم نقوش ورسومات بالحنة للعروس وصديقاتها وأقاربها، وتجهيز العروسة ليلة الحنة حيث تقوم "الحنانة" وهى السيدة المختصة برسم الحنة للعروسة وتجهيزها وترتدى العروس فى هذه المناسبة السارى الهندى مع الإكسسوارات وتذهب مع مجموعة مع البنات إلى منزل العريس للاحتفال سوياً. وجيه حسن، من أهالى النوبة، أشار فى روايته عن عادات وتقاليد الزواج النوبى، إلى أن الأفراح النوبية تشتهر بالكرم والضيافة، وتذبح فيها الذبائح من عجول وخرفان وجمال أيضاً على مدار أيام عديدة وليست قاصرة على يوم الدخلة فقط، ويتم تقسيم الأدوار بين الشباب لإعداد الموائد سواء للضيوف القادمين من محافظات بعيدة كـ"القاهرة والإسكندرية والسويس" والذين يأتون قبل العرس بأيام، أو ضيوف أهل القرى والنجوع المحيطة، أو من القرية أنفسهم. وأوضح وجيه، أن من الأكلات النوبية فى الأفراح بخلاف الذبائح، هو "الفطير باللبن"، ويخصص لإفطار أهل القرية يومى الحنة والفرح، وفى غداء يوم الحنة يتم تحضير "الجاكوت" وهى الملوخية والأرز، و"الكودبية" وهى البامية الناشفة، مع أى نوع خضار بالصلصة مع "الكرشة ولحمة الرأس"، مع "الخمريت" أو "الكاجيه" وهى أنواع من العيش النوبى الذى يتم خبزه على الدوكة، كما يتم تقديم "الخبز الشمسى" مع هذه الأكلات. ولفت "حسن" إلى أن من العادات فى الأفراح أيضاً أن تقوم العروس النوبية بتقديم هدايا بسيطة من "الكعك والبسكويت من مخبوزات الفرح مع هدية ثمينة من الذهب أو أجهزة كهربائية أو ملبوسات " قبل الحنة أو يوم الحنة لوالدة العريس كتقدير لها، وتقوم والدة العريس بدورها بإهداء مبلغ من المال في حدود الـ500 جنيه لمن ذهب إليها لتقديم الهدية، كما يشتهر أبناء النوبة بالحفاظ على "نقطة" الفرح سواء للعريس أو للعروسة، موضحاً أن العريس النوبي قديما كان يلبس جلباب أبيض وعمامة بيضاء ويضع فيها جنيه من الذهب ويكون بذلك المظهر معروفاً لأهالى القرية بأنه سيذهب ليخطب وعند موافقة أهل العروس على الخطبة يقوم العريس بإعطاء الجنيه الذهب لوالد العروس والجنيه الذهب دلالة علي أن العريس مقتدر مادياً وقادر على القيام بتكاليف الحياة الزوجية. وحول مبادرة تخفيض تكاليف الزواج، قال الحاج نورى النوبى، أحد الداعين للمبادرة، إنه تم عقد لقاء على مستوى قيادات منطقة الكرور النوبية وبحضور عدد كبير من الأهالى لمناقشة آليات تخفيض نفقات الزواج داخل المنطقة، وتقرر إلغاء العادات المرتبطة بالكوافير للعروس وستديوهات التصوير فى ليلة الحناء، مع الاكتفاء فقط بالزفة النوبية داخل محيط موقع حفل الزفاف، مع المطالبة بتخفيض المهور المرهقة على كاهل الأسر. وأضاف نورى، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أنه تم الاتفاق كذلك على إلغاء جميع معلبات الطعام واللحوم، والتى كان يتم تقديها للمعازيم والأهل خلال موائد الإفطار والغذاء ليلة الزفاف، مع الاكتفاء ببعض الحلوى والمشروبات والأطعمة البسيطة، من بينها تقديم الفول والطعمية والجبن والباذنجان خلال الإفطار والغداء، تيسيراً على كاهل أهل العروس والعريس، مطالباً أهالى منطقة الكرور النوبية، بالتمسك بالقرارات التى خرجت من الاجتماع. فى سياق متصل، قال محمود شعبان، أحد شباب النوبة من قرية بلانة بمحافظة أسوان، إنه شاب مثل باقى شباب النوبة الذين يعانون من ارتفاع تكاليف الزواج والعادات والتقاليد المتعلقة به وتكلف أهل العروسين مبالغ مالية ضخمة إذا ما اقترنت بالحالة المادية لأهل العروسين، لافتاً إلى أنه يتمنى أن يتزوج خاصة أن أسرته بالكاد انتهت من زفاف شقيقته، وبدء ترتيب الأمور لزواجه مستقبلاً. وأكد محمود شعبان، أن من تسبب فى غلاء المهور فى الزواج النوبى هو الشباب الذين يعملون فى دول الخارج من أبناء النوبة، والذين يغالون فى المهور نظراً لظروفهم المادية، فى المقابل يدفع الأسر المقيمة فى محافظة أسوان بالمغالاة فى المهور أسوة بالأسرة التى زوجت بنتها من شاب نوبى يعمل فى الخارج. الحاج محمد صبحى، من أهل النوبة المقيمين بغرب مدينة أسوان، أشار إلى ضرورة تقليل تبادل الهدايا خلال أيام الخطوبة دون أن تكون جبراً على العريس، وغير ذلك من الولائم والذبائح التى تقدم قبل يوم الدخلة نظراً لأن هذه الذبائح تزداد مع ازدياد الضيوف ومعازيم الفرح، مؤكداً أن ذلك يمكن استبداله بمجرد تقديم العصائر والحلويات فقط، لأن أسعار الذبائح تزداد لأكثر من 40 ألف جنيه. وأشار الحاج محمد صبحى، إلى أن غلو المهر والشبكة بين أهل النوبة، ومع غلاء جرامات الذهب تمثل هذه الشبكة عبء على الشاب النوبى، خاصة أن معظم هؤلاء الشباب يفتقدون العمل فى ظل ركود السياحة بمحافظة أسوان، ولا يعمل منهم إلا القليل فى بمقابل ضعيف، مشدداً على ضرورة أن تقتصر الشبكة على الدبلة فقط مع تقليل المهور دون أن ينظر أهل العروسة إلى نظائرهم. أم كلثوم يونس، مأذونة نوبية من أهالى غرب أسوان، قررت إلغاء هدية المأذون التى كانت عادة تشتهر فى النوبة وبمصر عامة، موضحةً أن هذه الهدية التى كانت تُعطى للمأذون بخلاف أجرته، كانت تصل حد الأجهزة الكهربائية كـ"بوتوجاز مسطح" أو "فلتر مياه" أو غير ذلك من الأجهزة، أو حتى "علبة الشيكولاتة" الفاخرة. وأكدت المأذونة أم كلثوم، أنها قررت استبدال هدية المأذون بـ"كوب مياه من الزير" حتى لا تمثل هذه الهدية عبءً على أهل العروسين، مشيرة إلى أن أهل العروسين عندما يتقدمون لهم بهدية ثمينة يأخذونها منهم ويعطونها للعروس هدية لزفافها. وأشارت إلى ضرورة إلغاء التكاليف المادية المتعلقة بالعادات والتقاليد فى الزواج، حتى غرف الأطفال والسفرة والجلوس، مما يمكن الاستغناء عنه خلال وقت الزواج وشرائه بعد ذلك عند الحاجة إليه.




































الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;