الصباح الأول بعد الحادث.. حين تسكت أصوات القداس وتتحول الكنيسة لسرادق عزاء.. "وائل" ترمل بعدما افتدت زوجته ابنتيهما.. و"عم صلاح" سائق تحول إلى رمز للشهامة.. و"مارثا" تبكى: رأيت شقيقتي فى ثلاجة الموتى

فى الصباح الأول بعد الحادث، استيقظت كنيسة القديس مارمينا والأنبا كيرلس لتجد نفسها وقد تحولت لسرادق عزاء، أصوات الصلوات والتراتيل تصمت وتستبدلها الكنيسة بألم البكاء، وكلمات المواساة التى يهمس بها المعزون فى آذان أسر الشهداء، فلا تغير من أمرهم شيئًا، وقعت الواقعة ولقى ذووهم حتفهم "فمع المسيح ذلك أفضل جدًا كما يقول الإنجيل". عين باتت تحرس فى سبيل الله أما رضا عبد الرحمن أمين الشرطة الشهيد، ستظل سيرته تتردد على ألسنة زملائه ومن حماهم بدمه من شعب الكنيسة حين هب ليغلق الباب أمام المعتدى فاخترقت الطلقة جسده، وسقط ليلاقى ربه ممن يستظلهم الله فى يوم لا ظل إلا ظله، نامت عينه وهى تحرس فى سبيل الله إلى الأبد. "مارثا" شقيقة الشهيدة إيفيلين شكر الله كانت تجلس فى ساحة الكنيسة على المدخل المجاور لصورة البابا شنودة حيث كانت دماء أختها قد كست الأرضية بالأمس، بعدما جرها المارة إلى داخلها، غالبت مارثا دموعها وقالت إن بنات شقيقتها الثلاث صرن يتامى فقدن الأم والأب فى حادث واحد. تقول مارثا التي تسكن في العمارة المقابلة للكنيسة إن شقيقتها التي تعمل مدرسة بمدرسة مكيانيكية كانت تجلس معها بعدما صلت القداس، ثم اصطحبت ابنتها وعادت للكنيسة لتؤدى دورها فى خدمة مدارس الأحد، "كانت تعد حفلة الكريسماس لأطفال الكنيسة وأخذت ابنتها لكى تحضرها. وتضيف: بمجرد أن نزلت إلى الشارع سمعت صوت الرصاص فقلت لابنتى "خالتك اتضربت وبنت خالتك معاها"، نظرت من النافذة فوجدتها ملقاة على الأرض غارقة فى الدماء والإرهابى يصوب رصاصه نحو الكنيسة ليقتل زوجها وديع. ثلاجة الشهداء تستكمل: هرعت إلى المستشفى بعدما نقل الأهالى وديع وإيفلين إليها، وحين وصلت قالوا إنها فى ثلاجة الموتى، فرأيتها وقد صعدت روحها إلى السماء، بينما مازالت ابنتها تخضع للعلاج بعدما اجرت جراحة أمس تشكر مارثا جيرانها من المسلمين وتصفهم بالحلوين الطيبين، فمنذ توفي زوجها قبل شهور وهم يقفون إلى جوارها يسألون عليها ويلبون طلباتها، وهم فى طريقهم للمسجد كل يوم، أما أمس فقد كانوا حولها منذ نقل أختها للمستشفى وحتى دفنها في مقابر الشهداء بمنطقة 15 مايو. حكاية الشهيدة إيفيلين لا تختلف كثيرًا عن الشهيدة نيرمين، التى تعمل ممرضة فى وحدة غسيل كلوى، لديها ابنتان "نسمة ويوستينا"، كما يقول زوجها وائل، كانت فى طريقها مع ابنتيها إلى الكنيسة حين مال الموتوسيكل بالقاتل وسقط من عليه أرضًا، "فانحنت زوجتى وقالت بسم الصليب، وسألته أنت كويس" نظر لها وقال أيوه، أنا كويس وأخرج سلاحه فحمت ابنتيها بذراعها ونالت ستة طلقات نقلوها للسماء. يقول عم مدحت خال زوجها: كانت نرمين مستعدة للاستشهاد فلا تفوت قداسًا إلا وحضرته تصلى بانتظام كل جمعة وأحد، تحرص على تربية بناتها "كانت شقيانة عليهم" مثلما يقول. عم الموجى البطل يشير عم مدحت إلى رجل طويل القامة يقف جواره جاره "صلاح الموجي" الذى انقض على القاتل فصرعه وأخذ سلاحه. الموجي الذى يعمل سائقًا فى مدرسة خاصة لا يشعر بأى بطولة على حد قوله، فقد أدى واجبه وحمى جيرانه وكان ولده يؤمن ظهره. يقول الموجي الذى يلقبه جيرانه بالشيخ صلاح، كنت في البيت، وسمعت صوت الرصاص فجريت إلى الشارع وكانت الشرطة تضرب رصاصًا من خلف ساتر وأصابته فى فخذه. يستكمل: رأيته مصابًا فجريت عليه ولحقني ابني وضربت هذا الكلب الذي يستحل دماء الأبرياء وكان معه أكثر من 150 طلقة، وكأنه يدخل حربًا، كل ما فكرت فيه هو أن أفدي هؤلاء الأبرياء لا يختلف عم صلاح كثيرًا عن الحاج مصطفى الذي نادى على الناس من المسجد لكى ينقذوا الأقباط ويتدافعوا حول الكنيسة، فالرجل الذي انضم إمام المسجد لندائه، يؤمن بضرورة حماية جيرانه من الأقباط، والتكاتف معهم حتى إنه يقول "لو أنا موتت برضه هيجروا عليا مش هيقولوا مسلم"، ليكشف حادث حلوان عن هذا التضامن الإنساني النبيل بين المصريين دون النظر لجنس أو لون أو دين. روحتوا وسبتو عيالكم أما والدة الشهيدين عاطف ورومانى فقد بدت غير قادرة على الكلام تنادي على ابنيها وتسألهم "روحتوا وسبتوا عيالكم فين؟" وحين لا تجد ردًا تعاتب الموت الذى أخذهم فتقول "برضه كدا هما الاتنين مرة واحدة" فتربت على كتفها زوجة أحدهما وهن يؤمن جميعًا أن الشهادة تليق بالأبرار والقديسيين ولكن آلم الفراق أكبر من صبر أهل الأرض.








































































الاكثر مشاهده

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

;