خطب لا تُنسى للزعيم.. أكثر من 1000 خطبة مدونة فى تاريخ عبد الناصر.. أبرزها حادث المنشية واتفاق الجلاء.. السد العالى شغل باله قبل وبعد افتتاحه.. تأميم القناة وإعلان الوحدة "علاملات فارقة".. والتنحى الخ

تتخطى خطب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حاجز الألف خطبة، وقد تمت «أرشفة» كثير منها على شبكة الإنترنت على موقع تم إنشاؤه خصيصًا للرئيس الراحل بالتعاون بين مؤسسة جمال عبد الناصر ومكتبة الإسكندرية، ويتواجد ضمن هذا الكم الهائل خطب أمثلة تُنسى، وتُشكل علامات فارقة فى التاريخ المصرى، ومن أبرزها كلمته فى 27 يوليو عام 1954 بالإذاعة المصرية أثناء توقيعه بالأحرف الأولى من اسمه على اتفاقية الجلاء عن القناة. ويرصد "انفراد" أشهر الخطب فى تاريخها بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده. توقيع اتفاقية الجلاء استهل ناصر خطابه بمناسبة توقيع اتفاق الجلاء، قائلا: "إننا نعيش الآن لحظة مجيدة فى تاريخ وطننا، إننا نقف الآن على عتبة مرحلة حاسمة من مراحل كفاح شعبنا، لقد وضع الهدف الأكبر من أهداف الثورة منذ هذه اللحظة موضع التنفيذ الفعلى، فقد وقعنا الآن بالأحرف الأولى اتفاقاً ينهى الاحتلال، وينظم عملية جلاء القوات البريطانية عن أرض مصر الخالدة، وبذلك تخلص أرض الوطن لأبنائه شريفة، عزيزة، منيعة بعد أن قاست اثنين وسبعين عاماً مريرة حزينة". حادثة المنشية ومن الخطب أيضًا التى يمكن القول بأنها واحدة من أهم بطاقات التعارف بين الرئيس الراحل والشعب المصرى خطبته فى ميدان المنشية يوم 26 أكتوبر عام 1954 بمناسبة عيد الجلاء، خاصة أنه تعرض خلالها لمحاولة اغتيال من عناصر الإخوان، إلا أنه عاد ليستكمل خطابه بسرعة كبيرة. وجاء المشهد فى خطبة المنشية كالتالى، حيث بدأ ناصر كلماته قائلا: "وأنا إذ أتواجد بينكم اليوم لا أستطيع أن أعبر عن سعادتى، ولا أستطيع أن أعبر عن شكرى لله حينما أتواجد فى هذا الميدان، واحتفل معكم أنتم يا أبناء الإسكندرية، يا من كافحتم فى الماضى، ويا من كافح آباؤكم، ويا من كافح أجدادكم، ويا من استشهد إخوان لكم فى الماضى، ويا من استشهد آباؤكم.. احتفل معكم اليوم بعيد الجلاء وبعيد الحرية، بعيد العزة وبعيد الكرامة". وبعدما ذكر الرئيس الراحل كلمة الكرامة، دوت أصوات تصفيق عالية من الجماهير لكنها فى الوقت ذاته تخللها أصوات رصاص عالية، ليكتشف أمام الجميع أنها محاولة اغتيال لناصر، وبعد فترة من الفوضى عاد يردد أمام الحشود: "فليبق كل فى مكانه.. أيها الرجال»، ثم انطلق يخطب فيهم: «أيها الأحرار.. فليبق كل فى مكانه.. دمى فداء لكم.. حياتى فداء لكم.. دمى فداء مصر.. حياتى فداء مصر.. أيها الرجال.. أيها الأحرار.. أيها الرجال.. أيها الأحرار.. دمى فداء لكم.. حياتى فداء مصر". خطبة الاحتفال بالدستور وحقوق المرأة وفى يوم 16 يناير عام 1956، ألقى عبد الناصر كلمة خلال الاحتفال بإعلان الدستور فى القاهرة من ميدان الجمهورية، وجاءت أهم أجزائها بعد تلاوة مواد الدستور، كالتالى: "كلنا نعلم جميعًا أن الحرب الباردة التى تسود العالم تتجه اليوم إلينا، كلنا نعلم أننا فى هذه المنطقة من العالم قد نتعرض لهذه الحرب الباردة، بكل آثارها وبكل عواملها وبكل مقوماتها، ولهذا فإننا من الآن لن نمكن أبداً لأى أجنبى أو لأى عميل للأجنبى من أن يعمل بيننا ليفرقنا، وينفذ بيننا ليقضى على الحقوق التى اكتسبناها بهذه الثورة". تأميم قناة السويس وفى 26 يوليو من عام 1956 كان الشعب المصرى على موعد مع خطبة مهمة أخرى، وليست مبالغة إن قلنا إنها واحدة من العلامات الفارقة فى التاريخ المصرى، فقد أعلن الرئيس الراحل فى خطبته التى ألقاها فى عيد الثورة الرابع من الإسكندرية تأميم قناة السويس منهيًا حق الامتياز للشركات الأجنبية عليها، وتسبب قرار ناصر فى إعلان بريطانيا وفرنسا بمشاركة إسرائيل الحرب على مصر ضمن العدوان الثلاثى، والذى انتهى بانسحابهم تحت ضغوط دولية ومقاومة شعبية. وفى الخطبة التى تخطت مدتها الساعتين كانت أهم فقرة فيها عندما قال الرئيس الراحل: "شركة قنال السويس - اللى قاعدة فى باريس - شركة مغتصبة، اغتصبت امتيازاتنا.. «ديلسبس» أما جا هنا كان جاى زى ما جا «بلاك» علشان يتكلم معايا، نفس العملية.. التاريخ لن يعيد نفسه، بل بالعكس حنبنى السد العالى، وسنحصل على حقوقنا المغتصبة.. حنبنى السد العالى زى ما إحنا عايزين، حنصمم على هذا.. 35 مليون جنيه كل سنة بتاخدها شركة القنال.. ناخدها إحنا.. 100 مليون دولار كل سنة بتحصلها شركة القنال لمنفعة مصر.. نحقق هذا الكلام، يبقى الـ 100 مليون دولار نحصلهم إحنا لمنفعة مصر برضه»، ثم تحدث ناصر عن أهمية بناء السد العالى واسترجاع الحقوق ثم أعلن: «لهذا قد وقعت اليوم، ووافقت الحكومة على القانون الآتى: قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقنال السويس البحرية". إعلان الوحدة مع سوريا وفى 22 فبراير عام 1958 ألقى الرئيس الراحل خطبة من ميدان الجمهورية قال فيه: "أيها المواطنون.. الحمد لله الذى كان فى عوننا دائمًا، ونحن نكافح من أجل الأهداف الكبرى التى نسعى إليها، والتى نعمل من أجلها.. الحمد لله الذى حقق آمال شعب سوريا وشعب مصر، ووحد بين قلوبهم، ووحد بين دولتهم.. الحمد لله فبعونه قامت اليوم الجمهورية العربية المتحدة". افتتاح السد العالى وفى 14 مايو 1964، تم افتتاح المرحلة الأولى من بناء السد العالى بحضور زعيم الاتحاد السوفيتى آنذاك نيكيتا خروتشوف، وألقى عبد الناصر خطبة بهذه المناسبة استمرت لقرابة النصف ساعة، وقال فى جزء منه: «يا رجال مصر، ويا نساءها وأطفالها: هنا أمام الدنيا كلها رمز حى لإرادتكم وتصميمكم ومقدرتكم على العمل وعلى الفداء.. هنا بهذا السد العالى تذكار لانتصاركم على كل اعتداء وعلى كل الصعوبات.. هنا صورة رائعة لأحلامكم، صنعها العمل الذى يحرك الجبال ويخضع الطبيعة لإرادة الإنسان، مهما دفع من الدم والعرق، وليؤكد سيطرة الإنسان بروح ربه وهداه على الحياة لتكون شرفاً له وليكون شرفاً لها». خطاب التنحى الأصعب فى مسيرته بينما، يُعتبر الخطاب الأصعب فى تاريخ جمال عبد الناصر على الإطلاق هو خطاب التنحى الذى ألقاه من التليفزيون المصرى فى 9 يونيو عام 1967، وذلك على إثر الهزيمة من إسرائيل، وتعتبر أهم فقرة فى هذا الخطاب: "نصل الآن إلى نقطة مهمة فى هذه المكاشفة بسؤال أنفسنا: هل معنى ذلك أننا لا نتحمل مسؤولية فى تبعات هذه النكسة؟ وأقول لكم بصدق - وبرغم أية عوامل قد أكون بنيت عليها موقفى فى الأزمة - فإننى على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، ولقد اتخذت قراراً أريدكم جميعاً أن تساعدونى عليه: لقد قررت أن أتنحى تماماً ونهائياً عن أى منصب رسمى وأى دور سياسى، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدى واجبى معها كأى مواطن آخر". وتابع ناصر حديثه: "إن قوى الاستعمار تتصور أن جمال عبدالناصر هو عدوها، وأريد أن يكون واضحاً أمامهم أنها الأمة العربية كلها وليس جمال عبد الناصر"، واللافت أن هذا الخطاب رغم قسوته على عبد الناصر لكنه كان له مفعول السحر على الملايين من الشعب المصرى الذين خرجوا إلى الشوارع للهتاف باسمه ومطالبته بالعدول عن قرار التنحى، وبالفعل تراجع عبد الناصر عن قراره، وتم الإعلان عن ذلك فى خطاب ألقاه رئيس مجلس الأمة آنذاك أنور السادات بالنيابة عنه فى 10 يونيو 1967. وظهر ناصر فى 23 يوليو 1967 بمناسبة العيد الخامس عشر للثورة، قائلا: "يجىء إلينا هذا العيد الخامس عشر لثورة يوليو سنة 1952 ونحن نعيش فى أزمة لا نغالى إذا قلنا إنها من أقسى ما واجهناه فى تاريخ عملنا الثورى.. لم يكن عملنا فى يوم من الأيام سهلاً ولا هيناً، فلقد كان علينا دائماً أن نواجه ألوان المخاطر السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكان كل انتصار حققناه نتيجة لمشاق ومصاعب صبرنا عليها وتحملنا أعباءها".














الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;