"الأكل بقرار جمهورى".. قرار بريطانى بتطبيق ريجيم إجبارى على الإنجليز وتحديد السعرات الحرارية المباعة بالمطاعم.. وخبراء التغذية: نحتاج برنامجا شبيها فى مصر.. ويؤكدون: والسمنة تسبب عامل مساعد فى الإصابة

ريجيم إجبارى على المواطنين فى بريطانيا، هكذا طالعتنا الصحافة البريطانية بقرار وزارة الصحة البريطانية بتطبيق حملة غذائية عن طريق تقليل عدد السعرات الحرارية الموجودة بوجبات الإفطار والغذاء والعشاء الجاهزة، التى تباع بالمطاعم ومنافذ الوجبات السريعة، بحيث لا تتعدى وجبة الإفطار 400 سعر حرارى بينما لا تتعدى وجبة الغذاء والعشاء 600 سعر حرارى، مستهدفة ألا يزيد عدد السعرات التى يتناولها 1600 سعر حرارى، وذلك بداية من مارس المقبل. ورغم أن القرار بريطانى خالص إلا أنه يلقى بظلاله على مصر والمصريين، ففى دراسة عرضت على هامش المنتدى السنوى للغذاء فى ستوكهولم، والذى أقيم فى يونيو الماضى، فإنه من بين 195 دولة فى العالم أجريت عليها الدراسة فإن مصر قد تصدرت قائمة سمنة البالغين، حيث إن 35% من المصريين البالغين يعانون من السمنة، أما الدكتورة مايسة شوقى نائب وزير الصحة، فقد قالت فى نوفمبر الماضى إن نحو 15% من الأطفال قبل سن الدراسة فى مصر يعانون السمنة، أما السيدات المصريات فتعانى 47% منهم من السمنة. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن، هل نحن فى حاجة إلى برنامج قومى للتصدى للسمنة، وهل قرار "الريجيم الإجبارى" قابل للتطبيق فى مصر؟. فى البداية قال الدكتور أحمد رامى، خبير التغذية إن مثل هذا القرار ممكن جدا أن يتم تطبيقه فى مصر إذا توفرت الإرادة اللازمة، ضاربا المثال بإعلانات السجائر التى كانت تنشر بشكل تلقائى فى مصر، لكن الدولة المصرية فى مرحلة ما تصدت لها وواجهتها، وأصبح وجود إعلانات السجائر أمرا غير موجود بل ومستهجن، فالمسألة كلها منوطة بتطبيق القانون، كما ضرب مثالا أيضا بثقافة استخدام "حزام الأمان" عند ركوب السيارة، والذى لم يكن مطبقا مطلقا فى مصر، ولكن بمجرد فرضه بقوة القانون أصبح ملزما، وساهم أيضا فى تقليل نسبة الماضرين من حوادث المرور. وقال أحمد رامى فى تصريح خاص لـ"انفراد" إن نسبة قليلة جدا من المصريين لديهم وعى بمشاكل السمنة المفرطة، وهم منحصرون فى الأماكن الحضرية فقط فى حين يرى آخرون فى ريف مصر إن السمنة أمر يدل على "العز" و"الثراء" بعكس ما هو موجود فى الخارج من وعى بمشكلات السعرات الحرارية المرتفعة والأذى الذى يمكن أن يسببه ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الشرايين. ويرى خبير التغذية أننا أصبحنا بحاجة لإعلانات توعية ضخمة بخطورة السمنة المفرطة، على غرار الحملة التى أجرتها الدولة فى أوائل الثمانينيات حول مقاومة البلهارسيا، والتى تستطيع أن تصل للمواطن البسيط، فيجب أن تعرف السيدة البسيطة أن زيادة الوزن سيجعل منها عاجزة عن أداء حياتها بصورة سليمة، بل وحتى صعود "الرصيف"، بل ومضاعفات ذلك من أمراض مثل السكر وارتفاع الضغط، مشيرا إلى أن أسلوبنا فى مصر يمثل مشكلة كبيرة تحتاج إلى حل، فالأرز المصرى مثلا من أكثر أنواع الأرز التى تحتوى على سعرات حرارية عالية. وأكد خبير التغذية أننا نفتقد أيضا فى مصر إلى ممارسة الرياضة، على عكس خارج مصر والتى تمثل الرياضة عندهم جزء من الحياة، ففى مصر كى تجد مكانا مفتوحا لممارسة الرياضة فأنت بحاجة للاشتراك فى نادى يكلف آلاف الجنيهات، حتى الأماكن الراقية لابد أن يكون فيها أماكن مفتوحة مجانية بعيدا عن التلوث. وتابع أحمد رامى أن الأمر ليس رفاهية، ففى الولايات المتحدة الأمريكية فى برنامج "أوباما كير" وجد أن علاج السمنة أقل تكلفة من علاج آثارها التى تتمثل فى عمليات قلب مفتوح، وقسطرة للقلب، والسكر وتآكل المفاصل، لذا فإن علاج السمنة يمكنه أن يوفر ملايين الجنيهات تصرف على مثل تلك العمليات، بل ويوفر حياة أكثر سعادة للمريض، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن التأمين الصحى فى مصر لا يغطى أيضا علاج السمنة، ويعتبره رفاهية كأنه عملية تجميل، ولكن إذا وصلنا لوعى أكبر بخطورة الأمر فسيكون علاج السمنة أكثر وفرا وتأثيرا إيجابيا على الاقتصاد. لكن الدكتور اشرف عبد العزيز، أستاذ التغذية بجامعة حلوان، قال إن مثل هذه القيود من الصعب تطبيقها فى مصر، كما أنه سيصعب التحكم فيها على إطار الرقابة، كما أن المستهلك نفسه من الصعب محاولة إقناعه بأهمية هذا التصور لأن المسألة متعلقة بالرغبة الشخصية فى الأساس، وهو ما سيجد نوع من المقاومة الشخصية ورفض أن يتدخل القانون أو اللوائح فى تحديد الكمية التى سيأكلها. ورغم ذلك لم يبد الدكتور أشرف عبد العزيز استسلاما كاملا لعدم جدوى الفكرة، قائلا فى تصريح لـ "انفراد" إنه يمكن أن يتم تطبيق الفكرة كبداية فى المؤسسات التى تقدم خدمات تغذية مثل المستشفيات والشركات والمدن الجامعية والمدارس ومصلحة السجون وغيرها، بحيث تكون بداية جيدة للفكرة يمكن تعميمها فيما بعد. وأكد أستاذ التغذية أن السمنة سبب رئيسى فى العديد من الامراض، مثل السكر والقلب الكبد الكلى حتى السرطان تدخل فيه السمنة كعامل مساعد، مؤكدا أن المصريين بدأ يتكون لديهم ثقافة غذائية جيدة لكننا نحتاج إلى بذل مجهود أكبر فى الأرشادات الغذائية، وكذلك مراقبة برامج الطبخ، وأن نركز على أن تكون التغذية ليست طعما جيدا فقط ولكن علما لا يؤدى إلى المشاكل الصحية.












الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;