أشهر 30 مجرما في رمضان .. سر توبة أقدم تاجر مخدرات بالباطنية

عاش حياته كلها ما بين طوابير المدمنين في الباطنية وخلف أسوار السجون، ليقرر التوبة والعيش في سلام وهدوء، بعدما فقد أجمل سنوات العمر في السجن. البيئة المحيطة به صنعت منه تاجر مخدرات، ففتح عينيه على الدنيا فرأى طوابير المدمنين بالباطنية تفوق طوابير المواطنين أمام المخابز والجمعيات الاستهلاكية، فانخرط في العمل بتجارة الصنف منذ نعومة أظافره. يحكي "د.أ" من أقدم تجار المخدرات بالباطنية كواليس دخوله سوق الكيف، وسر توبته المفاجئة وعزوفه عن الحرام الكثير والبحث عن الحلال القليل في أواخر العمر. يقول الرجل العجوز: "ولدت فى الباطنية لقيت كل اللى حواليا بيتاجروا فى المخدرات.. العيال اللى بالعب معاهم فى الشارع والجيران اللى باقعد معاهم والشباب اللى فى الشارع، المنطقة كلها كانت بتبيع المخدرات، فكان طبيعى ابقى تاجر مخدرات أمال هاطلع دكتور يعنى واحد يعرف أحمد حشيشة وعبده أفيونة هيطلع ظابط يعنى.." . وعن المشهد في الباطنية قبل عشرات السنوات من الآن، يقول تاجر المخدرات التائب: "كانت الطوابير تمتد لعدة أمتار، وهناك من يراقب ويرصد قدوم الشرطة، فضلاً عن ظهور الميزان الحساس لبيع الحشيش". وتابع التاجر التائب، كانت هناك صعوبات تواجه الأمن في اقتحام المنطقة بسبب تضاريسها وكثرة شوارعها المتفرعة وسراديبها، حيث لا تزيد هذه المنطقة عن عدة كيلو مترات إلا أنها كانت منغلقة على نفسها بشكل كبير، حيث إن الأشخاص الموجودين بها والمترددين عليها بصفة دورية معروفين، ومن ثم يكون من السهولة اكتشاف أى عميل أو دخيل على المنطقة. المشهد لم يخلو من الدماء طالما وجدت المخدرات، فيقول التاجر التائب: "كانت تدب بعض المشاجرات بين الزبائن فى الطوابير وكثيرًا ما تنتهى بالدماء، فضلًا عن أن المرشدين السريين الذين كان الأمن يزرعهم فى المنطقة آنذاك تفاعلوا مع التجار وحصلوا على الرشاوى، حتى أيقن الوزير المعروف أحمد رشدى بهذا الأمر، وبدأ يضخ مرشدين جدد، فضلًا عن استعانته لأول مرة بالكلاب البوليسية لاكتشاف المخدرات، وتغير معظم قيادات ضباط مكافحة المخدرات، حيث نجحت فى توجيه ضربات موجعة للتجار، وانهارت امبراطورية كبار التجار مثل "المعلمة خضرة" و"كتكت"، وسقطت أنا فى قبضة الأمن خلال هذه الفترة قبل رحيل اللواء أحمد رشدى بوقت قليل. وعن كواليس القبض عليه، يقول تاجر المخدرات التائب: " ألقت قوات الأمن القبض علىّ أثناء محاولتى إدخال صفقة أفيون قادمة من الهند إلى الباطنية، وصدر ضدى حكم بالسجن 27 سنة، ومكثت خلف الأسوار سنوات طويلة، وماتت زوجتى حزنًا علىّ، ولم يتبق لى فى السجن سوى الدموع والندم". وعن حياته بعد السجن، قال التاجر التائب، في حديث سابق لـ "انفراد"، قررت التوبة والعزوف عن الحرام والبحث عن الحلال في آخر العمر، وخصص لي المسئولين غرفة صغيرة أسفل سلم حديقة الخالدين، وأتمنى أن يتم توفير مصدر رزق حلال يلبي احتياجاتي اليومية. وينشر "انفراد" على مدار شهر رمضان، قصص أشهر 30 مجرما، شغلوا الرأي العام بالجرائم التي ارتكبوها حتى سقطوا في قبضة العدالة، تأكيداً على أنه لن يفلت أحد من العقوبة حتى ولو كان من عتادة الإجرام.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;