مُسنة بالقاهرة تموت بـ"الحسرة" بعد إبلاغها بنقلها إلى دار مسنين

أُصيبت سيدة مسنة بمنطقة تل العقارب بحى السيدة زينب، بسكتة قلبية بعد أن أبلغها بعض العاملين بالحى أنه سيتم نقلها من منزلها إلى دار مسنين تابع لإحدى الجمعيات الأهلية وسيتم هدم منزلها،.

لم تتحمل الحاجة "نجاح محمد محمد القلجاوى"، خبر نقلها من منزلها، الذى عاشت فيه قرابة الأربعين عاماً مع زوجها أحد خُدام مسجد السيدة زينب، حيث فرحت كغيرها من أهالى المنطقة بتجديد المنطقة وإعادة تخطيطها لكن فرحتها لم تكتمل. التقينا بـ"عزة لبيب" جارة الحاجة نجاح، والتى كانت ترعاها منذ عشرات السنوات حتى وفاتها، فقالت: "الحاجة نجاح كانت بمثابة أمى وكنت أرعاها منذ طفولتى، فهى لم يرزقها الله بالأبناء، فكانت تسكن فى المنطقة منذ عام 1970م، لا تهتم بشيء سوى العبادة والتقرب من الله، راضية بما قسمه الله لها، وفور أن علمت بهدم منازلنا، ذهبت الحاجة نجاح إلى الحى لمعرفة موقفها لكنها عادت دون أن تعرف شيئاً، فلم يهتم بوجودها أحد هناك".

وأضافت فى تصريحات لـ"انفراد": "عندما عادت وعدتها أن أسال رئيس الحى عندما يأتى المرة المقبلة أثناء هدم المنازل التى تقع خلفنا، وعندما جاء عرضت عليه أزمة الحاجة نجاح وفقال لنا سيتم وضعها بدار مسنين تابع لإحدى الجمعيات الأهلية، فقلت له إن هذا لا يرضى الله وأنت لا يمكنك أن تقبل ذلك على والدتك، فقال لى أن هناك فترة طويلة تفصلنا عن هدم منزلها، ولايمكننا التحدث فى الأمر حالياً، فرفضنا إخبارها بما حدث خوفاً على صحتها فقد كانت تعانى من أمراض مزمنة" واستكملت عزة حديثها: "وفى اليوم التالى، قررت الحاجة نجاح أن تذهب للمرة الثانية وتسأل عن وضعها فى الحصر، وهل سيأتى اسمها ضمن الأسماء التى سيتم نقلها إلى مدينة السادس من أكتوبر، فأخبرها أحد العاملين بالحى أنها لن تحصل على شقة كباقى أهالى المنطقة، وأن العجائز سيتم نقلهم إلى دار مسنين لحين الانتهاء من إعادة تخطيط المنطقة وتطويرها، فأصيبت بصدمة شديدة ودخلت غرفتها مرددة جملة واحدة "يارب خدنى قبل ما يجى اليوم ده"، ولم تتحمل هول الصدمة وماتت على سريرها".