ننشر نص كلمة رئيس الوزراء بحفل إعلان مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو

أعلن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ترشيح مصر للسفيرة مشيرة خطاب، لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، جاء ذلك خلال مشاركته فى الحوار الثقافى الذى أقيم مساء اليوم تحت عنوان "مصر واليونسكو والقضايا الثقافية" بالمتحف المصرى، وحضره عدد كبير من الوزراء والشخصيات العامة.

وخلال الحوار ألقى رئيس الوزراء كلمة جاء نصها كالتالى: السادة الحضور اسمحوا لى فى البداية أن أنقل لكم جميعاً تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وتمنياته لكم ولمصر ولمنظمة اليونسكو بدوام التوفيق والتقدم.

وأود أن أعبر عن شكرى وتقديرى لكم لمشاركتكم فى هذه الفعالية الثقافية الهامة أرحب بكم فى المتحف المصرى هذا المكان الفريد الذى يعتبر شاهداً على التاريخ والذى يزخر بنفائس وإبداعات وكنوز مصر القديمة وفى نفس الوقت يمثل تصميماً معمارياً يجمع بين التاريخ والمعاصرة.

السادة الحضور: أن الحوار الثقافى الذى شهده هذا المنتدى والذى جمع كوكبة من الشخصيات المصرية المرموقة ثقافياً وفكرياً يناقشون دور مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة(اليونسكو) والقضايا الثقافية الدولية إنما ينطلق من اقتناع مصر بأهمية توجيه رسالة إلى شعوب العالم أجمع وتؤكد مصر فى هذه الرسالة على أنه ليس هناك سلاح أقوى من التلاقى الثقافى والتواصل الفكرى والإبداعى فى مواجهة التحديات القائمة وفى مقدمتها الإرهاب والتطرف من جانب جماعات الجهل والظلام والتى تستحل قتل الأبرياء وزعزعة أمن واستقرار المجتمعات والعبث بالتراث الإنسانى بالتدمير والهدم و التشويه،ولم يكن الحادث الإرهابى المروع الذى شهدته مدينة نيس بفرنسا مساء يوم 14 يوليو الماضى إلا مثالاً حياً على ذلك وتؤكد مصر على تضامنها التام مع فرنسا وعلى أن تلك الأعمال لن تزيدنا إلا إصراراً على التصدى لها والتغلب عليها من خلال تعزيز العمل المشترك محلياً وإقليمياً وعالميا.

السادة الحضور: لقد تنامت أهمية منظمة اليونسكو من أجل التعامل مع مختلف التحديات بما فيها الإرهاب والتطرف واستخدام العنف ولعل ما جاء فى مستهل نظامها التأسيسى الذى أقر عام 1945 يُجسد الغاية من إنشائها حيث أوجبت المنظمة " أن ترتفع حصون السلام طالما كانت الحروب تتولد فى عقول البشر " ولقد آلت منظمة اليونسكو على نفسها أن تتمثل علة وجودها فى دورها كضمير للإنسانية من أجل المساهمة فى صون السلم والأمن وذلك من خلال تكثيف النشاط فى مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصالات وغيرها من المجالات التى استحدثت مؤخراً مثل البيئة وتغير المناخ والرياضة على أن يكون فى قلبها أهم مكونات المجتمع المعاصر ألا وهم الشباب والمرأة ويأتى هذا كله فى إطار توثيق أواصر التعاون بين الأمم والعمل على ضمان احترام قيم العدالة والقانون وحقوق الإنسان والتغلب على التحديات الأساسية التى تواجه البشر جميعاً دون تمييز بسبب العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين.

وتواصلاً مع ما تقدم فقد حرصت الحكومة المصرية على تضمين "الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة : رؤية 2030" وكذلك برنامج عمل الحكومة الذى قدمته إلى مجلس النواب وتم إقراره فى مارس الماضى موضوعات هامة كالتعليم والابتكار والمعرفة والبحث العلمى والثقافة وتكنولوجيا المعلومات والبيئة وتغير المناخ وهى جميعها مجالات تختص بها اليونسكو كمحاور أساسية تضمن حقوق الأجيال القادمة والقضاء على الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية التى هى من أهم حقوق المواطنة كما حرصنا فى إطار هذه المحاور على تأكيد مجموعة من المبادئ فى مقدمتها إتاحة التعليم للجميع وضمان جودته واحترام الاختلاف والتنوع وعدم التمييز والإبداع والابتكار بما يسهم فى تحرير الإنسان من الجهل والجمود الفكرى والتطرف.

وأوضح فى نص كلمته أن العلاقة بين مصر ومنظمة اليونسكو علاقة ممتدة إلى أكثر من سبعين عاماً فقد كانت مصر من الدول المؤسسة للمنظمة من خلال التوقيع على نظامها الأساسى فى 16 يناير عام 1945 وكانت من بين أول 20 دولة صدقت على ميثاقها وتربط بين مصر واليونسكو علاقة أكثر عمقاً وتأثيراً فى الشعوب تجسدت فى تعاون اليونسكو مع مصر فى نهاية الخمسينات فى مواجهة تحديات التنمية حيث كان لامناص من بناء السد العالى الأمر الذى كان يعرض آثاراً مصرية بمنطقة النوبة للغرق ولقد نجحت الاتصالات الدولية المكثفة التى قام بها وزير الثقافة الجليل د. ثروت عكاشة وقتذاك وبالتعاون مع منظمة اليونسكو فى إطلاق المنظمة لحملة دولية لإنقاذ تلك الآثار ولقد نجحت الحملة فى تغطية نفقات إنقاذ هذه الآثار واستكملت مصر مشروعها التنموى فى بناء السد العالى بكل نجاح واقتدار ومن ناحية أخرى تهمنى الإشارة إلى أن مصر احتفظت بعضوية المجلس التنفيذى لليونسكو منذ انعقاد أول اجتماعاته فى عام 1946 وحتى الآن باستثناء عدد قليل من السنوات الأمر الذى أكسبها خبرة فى التعامل مع آليات المنظمة وأنشطتها وهى ميزة لا تتوفر لكثير من الدول الأعضاء.

وأشار إلى أن هناك عناصر أخرى لها دلالتها تتيح لمصر ميزة نسبية فى إطار علاقتها باليونسكو ويهمنى إلقاء الضوء على بعض منها تراثها الثرى المتنوع الذى يتراكم عبر العصور من المصرى القديم إلى الإغريقى فالرومانى، فالقبطى، حتى العربى الإسلامى حرصها على التنوع الثقافى وإعلاء شأن التراث الإنسانى وحمايته والمحافظة عليه واعتبار التعليم والثقافة والبيئة الصحية السليمة حق من حقوق المواطنة طبقاً لدستورها الصادر فى عام 2014 خصوصيتها المتفردة لموقعها العبقرى الذى يجمع بين الجذور النيلية الأفريقية المتأصلة فى ملامح شخصية مصر وإطلالها على سواحل البحر المتوسط تواصلاً مع أوروبا والغرب إلى سواحل البحر الأحمر حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا انتماؤها الأفريقى، بالإضافة إلى انتمائها العربى الأمر الذى من شأنه إتاحة الفرصة للأخذ فى الاعتبار شواغل شعوب القارة الأفريقية والدول العربية وتطلعاتها وطموحاتها أزهرها الشريف، وكنيستها المرقسية العريقة، وتراثها الإسلامى والقبطى واليهودى قوتها الناعمة متمثلة فى مفكريها وأدبائها وعلمائها ومثقفيها وفنانيها إيمانها بمبادئ الحوار واحترام الآخر وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول واعتبار كل من السلام القائم على العدل والتعاون الدولى المتناغم خيارا استراتيجيا لا تحيد عنه فى إدارة سياستها الخارجية وعلاقاتها مع مختلف دول العالم وفى إطار المنظمات الدولية.

وأضاف قائلا "وفى ضوء كل الاعتبارات السابقة وانطلاقا من دينامكية التحرك المصرى على المستويين الإقليمى والدولى فلقد قدرت الدولة المصرية أن لديها من الإمكانيات ما يؤهلها للإسهام فى صياغة رؤية مستقبلية لتحقيق غايات وأهداف منظمة اليونسكو من خلال التقدم بالترشح لمنصب مدير عام المنظمة وهو منصب لم يشغله ممثل للعالم العربى منذ إنشاء المنظمة ويأتى هذا إيماناً من مصر بأهمية الرسالة النبيلة لدورها وثقة فى قدرتها على تحقيق طموحات الدول الأعضاء خاصة النامية منها فى جميع أنشطة المنظمة خاصة تلك المتصلة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التى أقرتها الأمم المتحدة فى شهر سبتمبر الماضى.

السيدات والسادة : من مقر المتحف المصرى بميدان التحرير ذلك المكان الفريد الذى يحمل بين أروقته وطرقاته أصالة وروعة التاريخ والحضارة المصرية ومن على بُعد كيلومترات قليلة من أهرامات الجيزة وتمثال أبو الهول الذى يقف شامخاً منذ قرون عديدة شاهداً على تاريخ الإنسانية. ومن على بُعد مسافة قصيرة من القاهرة التاريخية ملتقى الأديان السماوية الثلاثة.

ومن جنوب مدينة الإسكندرية والتى احتضنت منذ قرون من الزمان مقر مكتبة الإسكندرية مركز الإشعاع الفكرى والتنويرى والتى أعيد إحياؤها فى عام 2002 فى إطار سعى مصر الدائم للريادة فى مجال الثقافة والمعرفة.

ومن أرض الكنانة ومهد الحضارات يسعدنى أن أعلن لكم وللعالم أجمع أن جمهورية مصر العربية قررت ترشيح السيدة الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الأسرة والسكان السابقة لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وهى سيدة تحمل خبرات وتاريخاً حافلاً مشهوداً به على الصعيدين الوطنى والدولى.

أن مصر بهذا الترشيح تقدم للعالم نموذجاً للمرأة المصرية والعربية والأفريقية والمتوسطية المتفتحة والناجحة التى ثابرت واجتهدت وتفاعلت مع العالم دوماً بعقلانية وجدية وبرهنت على تمتعها برؤية عصرية وقدرة على الإنجاز فى العمل الميدانى وشجاعة فى الدفاع عن مواقفها.

وتثبت مصر بهذا الترشيح للمجتمع الدولى كله أن المرأة المصرية دائماً ما تتمتع بحظوظ كبيرة فى تبوُّء المواقع الهامة طالما أثبتت الكفاءة المطلوبة.

وهذا هو النهج الذى سارت عليه مصر من قديم الأزل منذ عصر الملكات حتشبسوت ونفرتيتى ونفرتارى وغيرهن رغم الصعوبات التى واجهت مسألة تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين على مر السنين ليس فقط فى الدول النامية بل على الصعيد الدولى.

ونظراً لأهمية منصب المدير العام لليونسكو فقد تم تشكيل لجنة عليا ضمت ممثلين عن الوزارات المعنية لمناقشة فكرة الترشح للمنصب المشار إليه وتسمية مرشحين مصريين مؤهلين لخوض تلك الانتخابات.

وبعد مداولات مستفيضة لدراسة نتائج أعمال اللجنة المشار إليها بتمعن وتأن وعلى أعلى المستويات كان هناك توجه بأن تكون السيدة الوزيرة مشيرة خطاب هى مرشحة مصر الرسمية لهذا المنصب وتم استطلاع رأى العديد من الدول الصديقة وذات الثقل داخل منظمة اليونسكو تجاه رؤيتهم للمرشحة المصرية المحتملة وفرصها فى الانتخابات.

وجاءت ردود الفعل إيجابية للغاية فى ضوء التاريخ الدبلوماسى والميدانى الحافل للمرشحة المصرية واتساق خبراتها مع مجالات عمل منظمة اليونسكو وتم على هذا الأساس اتخاذ قرار نهائى بترشيح سيادتها لهذا المنصب الرفيع.

السيدات والسادة الحضور: أن مرشحتنا وصلت إلى أعلى المناصب من خلال توليها منصب وزيرة الأسرة والسكان ولديها اتصالات واسعة على الصعيد الدولى وعلاقات متنوعة مع الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ومراكز الأبحاث الدولية.

كما أن لها سيرة ذاتية قوية بالإضافة إلى خبرة ثرية للعمل فى المنظمات الدولية وأظهرت قدرات إدارية متميزة فى قيادة الموارد البشرية وبناء توافق الآراء حول القضايا الحرجة وحشد الموارد.

وإلى جانب خبراتها المتنوعة والتى تعلمونها جميعاً والموضحة بالتفصيل فى سيرتها الذاتية والتى سيتم توزيعها على حضراتكم فإن مرشحتنا تتميز بأن لديها انجازات ملموسة فى العمل الميدانى للإشراف على المبادرات التى تتقدم بها فى العديد من المجالات التعليمية والتنموية وفى مجال حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة ومكافحة الإتجار بالبشر والقضاء على كافة أشكال العنف والتمييز وغير ذلك من المجالات التى تهتم بها منظمة اليونسكو وهو العنصر الذى جعل منها امرأة رائدة فى مجالات.

السادة الحضور: أود أن أختم كلمتى بالتأكيد على أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها وبجهود جميع أبنائها المخلصين ستدعم هذا الترشيح بقوة فهناك تفاهم داخل المنظمة بأن يكون المدير العام القادم منتمياً للمجموعة العربية تحقيقاً للتوزيع الجغرافى العادل فى ضوء أن المجموعة العربية هى المجموعة الوحيدة التى لم ينل أحد أبنائها شرف تولى منصب المدير العام لليونسكو قبل ذلك وما من شك فى أن مصر بإسهامها الثقافى والحضارى والفكرى والتنويرى جديرة بتولى هذا المنصب المهم.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;