بالصور.. منزل سيد درويش "خرابة" وسط محبيه فى كوم الدكة

"شد الحزام على وسطك غيره ما يفيدك.. لابد من يوم يجى ويعدلها سيدك"..فى حى كوم الدكة المختلف عن باقى أحياء الإسكندرية تصدح أغانى سيد درويش، لتعلن استمرار وجوده بين سكان المنطقةعلى الرغم منمرور حوالى قرن على رحيله، تخطو خطواتك الأولى بالمكان لتجد اسم الفنان معلقًا على معظم شوارعه، ولوحاته منحوتة على حوائط الحى، والمقاهى الشعبية التى تشهد كل مساء سهرة من محبى الفنان الذى بلغوا من العمر أرذله، إلا أنهم يتغنون بمقطوعات درويش، لا ينقصونها حرفًا أو لحنًا. لا تجد صغيرًا أو كبيرًا لا يعرف حكايته، ومن يختار منها جزءًا ليجعله قدوة أمام عينيه، فتجد من يهتم بتعليم نجله فى الأزهر، ليجود القرآن وحركاته كما كان درويش صبيًا، ومنهم من أعلن الذهاب إلى القاهرة، تأكيدًا أنها سبب ظهور درويش على الساحة الغنائية، ومنهم من جاء من القاهرة، حاملًا عودًاونوتة موسيقية، ليعزف فى مقاهى كوم الدكة، ما تغنى به درويش. "درويش تنبأ بما يحدث لنا الآن".. هذا ما قاله عبد المجيد على، 70 سنة،أحد سكان أهالى كوم الدكة، مشيرًا إلى أن ولهم بالسيد درويش، يعود إلى أن أغنياته مناسبة للعصر وكل عصر، وأنها أفضل بكثير من أغانى الوله والتيه الموجودة على الساحة الغنائية الآن، بالإضافة إلى أغنيات المهرجانات التى لا تثمن ولا تغنى من جوع. وأضاف عبد المجيد: "أنا أتردد على مقهى منعم هنا، وأنا عندى 10 سنوات، حيث كانت المقهى التى شهدت بدايات وعمر وسنوات دوريش، والجميع كان يحكى ويتحاكى عن بطولاته الغنائية والعاطفية أيضًا، كان فنانًا فى جهاده وفنانًا فى عشقه، ولم يكن يغنى فقط من أجل شهواته كما يفعل مطربو اليوم، بل هو مجاهد فى كلماته، ويطلق من خلال فنه الحكم والنصائح للحكام والشعب". ويكمل عبد المجيد: كلنا فى المنطقة شيوخ وشباب نعشق فن درويش ونحاول المحافظة عليه، ولكن الحكومة لا ترغب فى ذلك، فمنزله تحول إلى خرابةمسورة بسور آيل للسقوط والانهيار فى أية لحظة، وقد يستحيل فى أية لحظة أخرى إلى برج عقار متعدد الطوابق، تنتهى فيه أسطورة درويش بالمنطقة. ويضيف عبد المجيد: "كان حلمنا فى إبقاء تاريخ درويش فى المكان من خلال تحويل منزله إلى متحف، تعرض فيه جميع مقتنياته ولوحاته وصوره، بالإضافة إلى أسطواناته وألحانه، ولكن لا مجيب، فالمسئولون آخر همهم درويش". أما محسن محمد، 65 سنة، فهو العلم الشهير بالمنطقة، يحكى ويتغزل فى حياة درويشِ، الذى كان هوى الموسيقى رغمًا عن رغبة والده، وتوجه إلى بيروت لإجادة العود والعزف والتأليف، حتى عاد بأغنيات الجهاد "بلادى.. بلادى"، والتى أصبحت نشيدًا وطنيًا فى كل المدارس والجامعات، وتعزف فى المناسبات القومية. يقول محسن: أكثر شىءيخيفنا هو أن معظم الشباب لم تعد تعزف وتغنى لدرويش، وكان لابد من إحياء ذكراه من خلال متحف بديلًا لمنزله الذى تحول إلى خرابة. ويقول محسن: نعتمد فى كل سنة إحياء ذكراه من خلال إقامة الحفلات فى الشوارع ومهرجان تحت اسم الراحل، نعزف فيه الحانه ونرسم فيه لوحاته، ولكنه غير كافٍ أبدًا فالكل ينفض بعده ويرحل. ويؤكد محسن: درويش له فضل كبير فى أن السياح والمواطنين والفنانين يأتون إلينا من كل صوب بعيد، يرغبون فى معرفة تاريخ درويش من أهله وجيرانه، ونرغب فى إبقاء هذه الميزة فى حى كوم الدكة، ونطلب العون من المحافظ بإلقاء نظرة على المنزل، والتفكير جديًا فى إقامة متحف أو مكتبة أسوة بما تم فى منزل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والموجود أيضًا فى منطقة شعبية فى باكوس، والذى استحال الآن مكتبة تابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة. أما عيد محمد، 55 سنة، من سكان المنطقة أيضًا فيقول: "المنزل كان بالفعل سيتحول إلى متحف، ولكن توقف المروع فجأة دون معرفة الأسباب الحقيقة لذلك،وتحولت الأرض التى عليها المنزل إلى أرض وقف لا يبنى عليها منزل ولا حتى متحف أو مكتبة. ويكمل عيد: سنظلنحتفظ بروح درويش وأغانيه الشعبية التى عاصرت كل الأجيال بكلماتها، حتى لو ظل المسئولين "مطنشين". من جانبه قال أحمد درويش رئيس الإدارةالمركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا، إن الثقافة تقوم علىإحياء ذكرى سيد درويش، شهريًا من خلال إقامة حفلات وندوات مستمرة فى قصور الثقافة بالإضافة إلى المشاركة فى المهرجان السنوى الذى يقام فى ذكرى الراحل بمنطقة كوم الدكة.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;