رغم تأكيد الدولة المصرية على التشديد الأمنى في جميع الكنائس داخليا وخارجيا على مستوي الجمهورية وتجمعات المواطنين في الاحتفالات بألاعياد.
ورغم انتشار العناصر الأمنية وخبراء المفرقعات والكلاب البوليسية لتمشيط كافة المناطق والكنائس .
ورغم مرور أشهر قليلة على كارثة تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية والذى قُتل على إثره 29 شخصاً وأصيب 31 آخرون بسبب عبوة ناسفة تزن 12 كيلوجراما .
الا ان الارهاب استطاع ان يضرب مرة أخرى قلب كنيسة مصرية أثناء الاحتفال بعيد السعف.
تساؤلات عدة يحملها التفجير هذه المرة لم يستهدف فقط حصد أرواح الابرياء ولكن هناك رسالة يريد ان يوجهها على الصعيد الدولى خاصة انه وقع عقب استعادة مصر علاقتها بالولايات المتحدة الامريكية وأيضا تستعد فيه مصر لاستقبال البابا فرنسيس للمرة الأولى.
زيارة الرئيس الى امريكا:
جاء تفجير كنيسة مارجرس غداة زيارة ناجحة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي الى الولايات المتحدة الامريكية ورأب الصدع فى العلاقات المصرية الامريكية بعد انتهاء عهد الرئيس المنقضيه ولايته باراك أوباما.
الزيارة التى شهدت توطيد واتفاق بين الرئيسان المصري والامريكى على ضرورة دحر الارهاب ونشر القيم السمحة والمعتدلة للإسلام وترسيخ صورته الحقيقية التي تدعو إلى التعايش وقبول الآخر
وتأكيد الرئيس الامريكى مرارا أن إدارته الجديدة ستضع خطة أكثر حزما لاستئصال الإرهاب وانتقد، في الوقت نفسه تساهل إدارة سلفه أوباما في حربها على الجماعات المتشددة وعلى رأسها داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات.
استهداف زيارة بابا الفاتيكان :
ايام قليلة تفصلنا عن زيارة قداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ورئيس دولة الفاتيكان المقررة الشهر الجارى إلا ان العالم استيقظ اليوم على كارثة كبرى جديدة فى كنيسة مصرية قبل أن يلتئم جرح البطرسية والذى أكد البابا فرانسيس حينها على صلاته من أجل أن تعبر مصر هذه الأوقات الحزينة سريعاً، وأن تخرج منها أكثر قوة وعزمًا للمضي للأمام في طريق السلام والازدهار والتقدم، وأن تنجح الجهود المبذولة في اقتلاع جذور الأفكار والأيدولوجيات التي تتبنى العنف والإرهاب، وتعمل على نشر الكراهية والموت والدمار.
تعد زيارة البابا فرانسيس من اهم الزيارات التى تنتظرها مصر بغض النظر عن كونها المرة الاولى التى يزور فيها بابا الفاتيكان الدولة المصرية الا انها تبعث رسائل الى كل الدول الداعمة للتنظيمات الارهابية والتى ساعدت فى استهداف الاماكن المقدسة فى مصر ومحاولات احداث فتنة طائفية تشق صف وحدة الشعب المصري تبعث رسالة طمأنة بان مصر آمنة
زيارة البابا فرانسيس الرعوية تأتى لتفقد الكنيسة الكاثوليكية المصرية ودعمها وتعضيدها وتحمل فى طياتها الطمئنية لقلوب المسيحيون فى مصر بجانب الوقوف على حلولا لأوضاع كثيرون من الاقباط يعانون من الاضطهاد الفكرى والمعنوى بما يتضمن برنامج الزيارة من لقاءً مع فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وإلقاء كلمة أمام المؤتمر العالمى للسلام الذى تنظمه مشيخة الأزهر لارساء قيم التسامح .
كنا نأمل ان تأتى زيارة بابا الفاتيكان لجبر القلوب المنكسرة ولكن هناك دماء جديدة تنتظر صلوات البابا والدعاء من أجل النجاة .
لم يأمن الأبرياء فى صباح عيد ولم يأمنوا وهم يأدون الصلوات تدرعا لله ولم يأمن أحدا من بطش الإرهاب الذى تقوده تنظيمات تتخفى خلف ستار الدين .