فى إطار توظيفه السياسى الدائم لملف العلاقات بدول الجوار، للهروب من أزماته الداخلية وتجاوزات نظامه فى دارفور وبحق معارضيه، زعم الرئيس السودانى عمر البشير، اليوم الثلاثاء، أن قواته ضبطت عربات ومدرعات مصرية إثر المعارك الأخيرة التى خاضتها وحداته العسكرية فى إقليم دارفور (غرب البلاد) نهاية الأسبوع الماضى.
مزاعم البشير الجديدة تأتى فى إطار موقف اعتيادى منه بتوجيه اتهامات لمصر بدعم المتمردين فى دارفور، للتغطية على التجاوزات التى ترتكبها قواته فى الإقليم، وتوظيف الاتهامات المدعاة فى تهدئة الرأى العام السودانى المنتقد لنظامه، وصرف الأنظار عن احتضان الخرطوم لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية وتقديم الملاذ والدعم المادى والعسكرى لهم.
ووفق أحدث حلقات الترويج السياسى المضلل للرئيس السودانى، الذى يواجه اتهامات دولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية فى دارفور وجنوب السودان قبل انفاصلها، قال "البشير" أمام قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، إن وحداته المسلحة ضبطت عربات ومدرعات مصرية خلال معاركها الأخيرة فى دارفور.
يُذكر أن إقليم دارفور يشهد معارضة شديدة لنظام عمر البشير خلال السنوات الأخيرة، وعلى خلفية هذه المعارضة أطلق "البشير" قواته، وميليشيات الجنجاويد المؤيدة له، لتصفية المعارضين لنظامه، وتمثلت أحدث حلقات الصراع فى اشتعال اشتباكات عنيفة بين وحدات البشير المسلحة، وقوات تحرير السودان "جناح منى مناوى" شمال وشرق إقليم دارفور، بعد فترة غير طويلة من الهدوء الحذر بالمنطقة.