قصة مباحثات الكيلو 101 لتحرير سيناء حتى رفع العلم المصرى

تحل اليوم الإثنين الذكرى الـ40 لتحريرسيناء والذي شهد تتويجا لختام معركة الحرب والسلام، بنجاح الجيش في تحقيق الانتصار واستعادة العزة والكرامة برفع العلم المصري على أرض الفيروز . ويأتي هذا الانتصار بعد نجاح الدبلوماسية المصرية على ساسة العالم أجمع، في استرداد جزء غالي وثمين من أرض الوطن، وبدأت مرحلة المفاوضات بعد اليوم السادس عشر من بدء حرب أكتوبر لاستكمال تحرير الأرض، حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذي يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءً من 22 أكتوبر 1973م ، وذلك بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، والذي قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار والتي أظهرت نية الرئيس الراحل السادات في إرساء السلام بالمنطقة، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذي التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخولها في مباحثات عسكرية للفصل بين القوات الأمر الذي أدى إلى توقف المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء. وقد اجتمع مجلس الأمن الدولى، للمرة الثالثة فى 25 أكتوبر 1973، وأصدر قرارا ثالثا حمل الرقم 340، جدد فيه دعوته لوقف النار فورا، وقرر إنشاء قوة طوارئ تابعة للأمم المتحدة مؤلفة من أفراد تقدمهم الدول الأعضاء فى المنظمة الدولية باستثناء الدول التى تتمتع بعضوية دائمة فى مجلس الآمن وإثر صدور هذا القرار توقف إطلاق النار على الجبهة المصرية والدعوة لعقد اجتماع يبحث فى الترتيبات اللازمة لوقفها . وعقد الاجتماع الأول فى خيمة تابعة للأمم المتحدة نصبت عند الكيلو 101 على طريق القاهرة-السويس، فى 28 أكتوبر 1973، وقد تم بإشراف الجنرال أنزيو سيلاسفو ممثلاً للأمم المتحدة، وحضور وفد مصرى برئاسة الفريق محمد عبد الغنى الجمسى، ووفد إسرائيلى برئاسة الجنرال أهارون ياريف، وقد تركزت المباحثات حول وضع الأسرى وجرحى الطرفين، وتزويد مدينة السويس والجيش المصرى الثالث بالمواد الغذائية وماء الشرب، وتحديد المواقع التى يمكن أن ترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، ورسم خطوط 22 أكتوبر لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى.

وبدأت جولة جديدة من المباحثات مع الجانب الإسرائيلى فى يناير 1974 فى أسوان بحضور وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر، والتى ترتب عليها انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70 ألف جندى مصرى من الضفة الشرقية لقناة السويس وتخفيض القوات المصرية فى سيناء، لإثبات نوايا السلام، والشروع فى اتفاق حقيقى يضمن مصالح البلدين. وفى أكتوبر 1973، كانت مباحثات الكيلو 101 والتى تم فيها الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة في الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع في 11 نوفمبر 1973 م على اتفاق تضمن التزاماً بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى، واعتبر هذا الاتفاق مرحلة افتتاحية هامة في إقامة سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط. وفي يناير 1974 تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذي حدد الخط الذي ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومتراً شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التي سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، بينما تم توقيع الاتفاق الثاني سبتمبر 1975 الذي بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالي 4500 كيلو متر من ارض سيناء، ومن أهم ما تضمنه الاتفاق أن النزاع في الشرق الأوسط لن يحسم بالقوة العسكرية و لكن بالوسائل السلمية. ثم جاءت مبادرة الرئيس الراحل أنور السـادات بزيـارة القدس ( نوفمبر 1977) واستمرت المباحثات لتتم الدعوة لمؤتمر كامب ديفيد (18 سبتمبر 1978) في 5 سبتمبر 1978 حيث وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر ثلاثي في كامب ديفيد بالولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت المباحثات لمدة 12 يوم وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر من ذات العام. وفى 26 مارس 1979 وعقب محادثات كامب ديفيد تم التوقيع على معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وكانت المحاور الرئيسية للمعاهدة هى إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر وإسرائيل، وانسحاب إسرائيل من سيناء التى احتلتها عام 1967 وضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس واعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية. وأدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلي كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء، ووفي يوم ‏25‏ إبريل‏1982‏ تم رفع العلم المصري على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء فيما عدا الجزء الأخير ممثلاً في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في آخر أيام انسحابها من سيناء ، حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسي المصرى المكثف‏.



الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;