الجزيرة على خطى داعش.. أبرز سقطات فيلم "كانوا جرحى" مقارنة بابهار أفلام التنظيم الدموية

على خطى داعش، سارت قناة الجزيرة مؤخرًا، من خلال إنتاج فيلم، قالت إنه يوثق ما حدث في المستشفى الميداني خلال فض اعتصام رابعة العدوية منذ ثلاث سنوات مضت.
الجزيرة حاولت بذلك اللحاق بتنظيم داعش الإرهابي في هذا الشأن، حدث إن اختلفا وتفرقا ثم اجتمعا أو كادا ومازالا يختلفان حول الوسائل الكفيلة التي تجذب إليهما العيون لتكونان محل اهتمام الجميع.

فيلم الجزيرة الذي حمل اسم "كانوا جرحى" أثار العديد من اللغط والتساؤلات، حول ماهيته وأهدافه وتوقيت إذاعته في الذكرى الثالثة لفض إعتصامي رابعة والنهضة عام 2013.

الفيلم الذي بثته الجزيرة بالتزامن مع ذكرى الفض استخدمت في تصويره كاميرات حديثة، وقامت ببناء ديكور خاص يشبه أفلام الخيال العلمي وفق إفادات متخصصين في صناعة الدراما.

الجزيرة أكدت في دعاياها لفيلمها الجديد أنه يعتمد بالأساس على عرض شهادات لأطباء المستشفى الميداني، وأسر الضحايا، والناجين من فض الاعتصام، إضافة إلى بث مواد أرشيفية للمرة الأولى، مستخدمة الرسم ثلاثي الأبعاد لإضفاء صبغة تشويقية على فيلمها لدى المشاهد.

الفيلم الذي أنتجته شركة "هاي فيلمز" وهي إحدى شركات الإنتاج التركية، وأخرجته "إيليم كافتان" المخرجة الكندية من أصل تركي، وصُور في تركيا، تضمن فيديوهات مفبركة لفض اعتصام رابعة، وفق شهادات نواب وعدد من الأشخاص الذين كانوا شهودًا على الأحداث وقتها.

فيلم "كانوا جرحى" تم تصويره في أكثر من دولة منها تركيا وقطر والولايات المتحدة والسعودية ومصر وسويسرا، حيث تم الإستعانة بفريق عمل مختلف في كل دولة، إضافة إلى الفريق التركي والذي عاونه مجموعة من العاملين المصريين، فيما وصلت ميزانية إنتاج الفيلم إلى 300 ألف جنيه.

قناة الجزيرة نشرت دعاية عن الفيلم على أنه فيلمًا توثيقيًا، على الرغم من كونه روائياً يضم مشاهدًا تمثيلية.

فيلم الجزيرة أغفل أن أول شهيد في أحداث فض الإعتصام، كان ضابط الشرطة، الذي طالب المعتصمين بالخروج الآمن عبر مكبرات الصوت، بعد إصابته برصاصة، ناهيك عن الشهداء والمصابين الآخرين في صفوف قوات الأمن.

من السقطات التي ظهرت في فيلم "كانوا جرحى" وفق نقاد سينمائيين، هو ظهور عدد من الممثلين الذين جسدوا دور جماعة الإخوان الإرهابية، وهم يحاولون إنقاذ عدد من الجرحى في الوقت الذي ظهر فيه أحد المصورين وهو يحمل مايك تسجيل الصوت، وهي ما تعد أخطاء إخراجية لا يقع فيها مخرجون حديثي التخرج.

أما السقطة الثانية في الفيلم فكانت ظهور مخرجة الفيلم في أكثر من مشهد، وهي توجه ممثلي "كانوا جرحى" للقيام بأدوارهم، كما ظهر في مقطع آخر العاملون أثناء قيامهم بتصوير مشاهد الفيلم المختلفة، ناهيك عن الشهود الذين قالت الجزيرة إنهم كانوا شاهدين على أحداث فض الإعتصام خلال وجودهم في المستشفى الميداني.

أما السقطة الثالثة بحسب النقاد فكانت ظهور مصور الفيلم أثناء تصويره الجثث في مشهد داخلى بالمستشفى الميدانى التي تم إنشاؤها باستديوهات تركية خصيصًا لهذا الغرض.

فيما كانت السقطة الرابعة للفيلم، هو عدم اعتماده أي من شهادات أهالي الضباط الشهداء أثناء الفض، ولا حتى سكان المنطقة التي تم فض الإعتصام بها أو إجراء أية حوارات معهم تطبيقاً لمبدأ الرأي والرأي الآخر.

وفي مقاربة بسيطة بين فيلم الجزيرة "كانوا جرحى" وما أنتجه تنظيم داعش من أفلام دموية، يبدو الفارق كبيراً وواضحًا، فقد اعتمد التنظيم الإرهابي على إثارة الرعب والفزع لزلزلة القلوب وبث اعتقاد لدى المشاهد مع اختلاف انتمائه السياسي أو المذهبي، أن داعش قادر على إزالة دول بأكملها من الوجود، مستغلاً الخدع التي بهرت أعين السينمائيين قبل المشاهد العادي لها، بفضل استغلالهم للتصوير الـ "هوليوودي" الأمريكي من أجل رفع نسب المشاهدة لأفلام التنظيم تحقيقيًا للمبدأ الأمريكي الفوضى الخلاقة، ليكون مبررًا لأية ردود أفعال قد يتخذها الغرب ضد ما أسموه توحش المسلمين.

"وحي الشيطان" فيلم وثق به تنظيم داعش عملية إعدام 5 ناشطين إعلاميين سوريين في منطقة دير الزور عبر ثلاث دقائق فقط، استهله بآيات قرآنية، ثم تهديد ووعيد لكلّ من يعارضه أو ينتقده، ليعرض بعدها التنظيم وبطريقة إخراجية مبهرة، استعراض الكاميرات لهؤلاء الإعلاميين كل على حدّة، فتنساب الصورة بتلقائية من تعريف الإعلامي السوري لنفسه وصولاً لإعدامه.

داعش اعتمد بشكل أساس على استخدام كاميرات متطوّرة، حيث تظهر الصورة واضحة ونقية، وهو ما افتقده فيلم "كانوا جرحى"، ناهيك عن المؤثرات الصوتية.

كما تمكن داعش من إبهار المشاهدين عبر المستوى الإحترافي في فن المونتاج السينمائي عبر التحكم بتقطيع المشاهد وجعلها سريعة أو بطيئة عند الحاجة، لبث شعور معين للمشاهدين، كالخوف أو الرعب أو التشجيع، فكل نقلة من كادر إلى آخر كانت لهدف محدد.
كما نجحت أفلام داعش في لفت إنتباه المشاهد، حيث نوعت في هذا الفيلم أسلوب الاعدام الوحشي، من ذبح، إلى خنق، وتفجير، وصعق كهرباء، مع التركيز على إعدام أحد السوريين على الرغم من إصابته بإعاقة، بهدف إرهاب أي شخص يفكر بالعمل ضد داعش.

على صعيد ذي صلة، أفلام داعش أثبتت أن من يقوم بتصويرها شخص محترف، تؤكد أن التنظيم يمتلك مصادر تمويل هائلة تمكنه من فعل ذلك، وصفها بعض النقاد السينمائيين بأنها تستحق نيل جائزة أوسكار عن ما أسموه بالإبداع الإخراجي حال عدم احتوائها على مشاهد دموية تقشعر لها الأبدان.





الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;