تعرف عن المسكوت عنه في صراع الإخوان والسلفيين

صراع ليس بالجديد، وصف أنه يحمل بذور النمو والتجدد بين جيناته، نشب بين أخوين خرجا من عباءة واحدة، كلاً منهما يقتنع بأنه الممثل الوحيد للإسلام أو ربما للمسلمين على أقل تقدير، هو نزاع يطفو على السطح في أحيان كثيرة بين جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيين.

آخر حلقات مسلسل هذه الصراعات المتوالية والمتتابعة، تلك التي فجرها اليوم فيديو نشره أو بالأحرى سربه أعضاء الدعوة السلفية في السعودية للشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة بمصر، يهاجم فيه الإخوان جاء ذلك خلال معرض حديثه عن أحداث اعتصام رابعة العدوية.

الفيديو الذي فجر أزمة جديدة مع الإخوان، والذي صُور لبرهامي أثناء لقائه أعضاء الدعوة السلفية في السعودية خلال أدائه للعمرة، دعا فيه إلى عدم الدخول في معركة محسومة سلفًا، مع الكفرة، فكيف يكون ذلك مع أناس مسلمين وحريصين على عدم سفك الدماء، مستشهدًا بعدم إراقة الدماء أنهارًا حسب مفردة برهامي.

برهامي أكد في الفيديو الذي تم تسريبه له أن ما كان يحدث في رابعة هو نوع من محاولة فرض الوجود حتى على سكان المنطقة، ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى أن يطرح عليه تساؤلاً مفاده، ما مدى أحقية سكان مدينة نصر على الدولة؟ مشددًا على أنهم مواطنون ومن حقهم أن يعيشوا حياة مستقرة.

برهامي جدد تأكيده بأن اعتصام رابعة كان مسلحًا، حيث تم إطلاق النار من بين المعتصمين، مشيراً إلى أن الجيش استخدم 15% فقط من قوته لتأمين الأماكن خلال عمليات الفض، التي تولتها قوات الشرطة.

أما عن أعداد الجثث التي خلفها فض الإعتصام، فقد بين نائب رئيس الدعوة السلفية أنها بلغت 400 جثة في مسجد الإيمان ومثلها بمسجد رابعة، وأن أكثر من 90% منهم سلفيون، ولم يتجاوز هذا العدد 1000 جثة كما ذكرت تقارير خارجية.

ونقل برهامي عن أحد القادة الذي لم يسمه، تأكيداته بأنه تم استنفاذ جميع الوسائل الممكنة لفض الإعتصام وفي مقدمتها استخدام القوة الناعمة، بيد أن المعتصمين رفضوا وأصروا على عدم ترك الميدانين، مستشهدًا بأن عدد الذين قتلوا في النهضة بلغ 14 شخصًا فقط، نتيجة عدم استخدامهم السلاح، حيث تم توفير طريقا آمنا لهم، وإفساح المجال لعودتهم إلى منازلهم.

وعرج برهامي على أن الإخوان عمدوا إلى أن تكون هناك ضحايا كثر عبر إراقة المزيد من الدماء لاستغلالها سياسيا والمتاجرة بها، حتى يحدث انفجار ثوري كما حدث في جمعة الغضب، بيد أن مخططهم فشل كون أن الجيش والشرطة على السواء كانا ضدهم، وأن الظهير الشعبي، الذى كان ضد مبارك أصبح ضدهم أيضاً.

فيديو برهامي أثار بركان غضب لدى أعضاء الجماعة الإرهابية، حيث شنت قيادات إخوانية وموالين لها هجومًا عنيفًا على برهامى والسلفيين جميعًا، إذ قال أحمد النحاس، أحد كوادر الجماعة إن تمادي برهامي يؤكد أنه بات في تيه لن يخرج منه إلا أن يشاء الله، فيما علق محمد عباس، أحد حلفاء الإخوان في الخارج، عبر حسابه الشخصي على "تويتر"، "فى كل مرحلة من مراحل التاريخ يوجد أراذل البشر، قابيل وكنعان والسامري وبلعام ويهوذا وابن سبأ وابن العلقمي وأتاتورك وياسر برهامي".

معركة تكفير وجدي غنيم للدكتور أحمد زويل
هذه المواجهة لم تكن الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، حيث نشبت معركة أخرى ضارية بين الجانبين على خلفية تكفير وجدي غنيم الداعية المحسوب على تيار الإخوان للعالم الراحل أحمد زويل، حيث استنكر السلفيون ما أقدم عليه غنيم، واصفين إياه بالضال والمضلل، ولو تم تطبيق منهجه التكفيري على الإخوان أنفسهم لخرج الكثير منه من الإسلام.

معركة تبادل الإتهامات بين الطرفين بالخيانة وتبعية الغرب
وفي مواجهة أخرى بين الجانبين كان بطلها الأساسي، نادر بكار مساعد رئيس حزب النور السلفي لشؤون الإعلام، وخاصة بعد حصوله على درجة الماجستير من جامعة هارفارد الأمريكية، حيث اتهم فيه نشطاء تابعون لجماعة الإخوان، حزب النور باتباعه للأمريكان، فيما رد السلفيون بنشر صورا لكوادر التنظيم أثناء سجودهم داخل مقر الكونجرس الأمريكي.

تهديدات متبادلة بالتصفية الجسدية لأعضاء المعسكرين
وفي مايو من العام الماضي وصلت المعركة بين الإخوان والسلفيين إلى مرحلة التهديدات المباشرة بالتصفية، عندما هدد أحد أنصار الجماعة أعضاء حزب النور وقياداتهم، بأنهم لن يتركوهم إلا في المقابر، وكان ذلك في معرض رده على اتهام حزب النور لأعضاء الجماعة باستهداف منزل أحد قيادات الحزب في كرداسة.

معركة السيطرة على مؤسسة الرئاسة
الخلافات بين السلفيين والإخوان لم تكن وليدة عزل محمد مرسي من رئاسة البلاد عام 2013، ولكن الصراع تزامن بين الجانبين خلال فترة حكم الرجل للبلاد، حيث نشبت خلافات حدة بينهما على خلفية استبعاد مؤسسة الرئاسة خالد علم الدين أحد مستشاري مرسي والمنتمي لحزب النور، بتهمة استغلال نفوذه بشكل غير قانوني، ما دفع الحزب إلى سحب آخر رجاله في الرئاسة وهو الدكتور بسام الزرقا، اعتراضاً على هذا الإجراء، بل تعدى الأمر ذلك إلى مطالبة نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور، محمد مرسي بتقديم استقالته من منصبه وقتها، لفشله في إدارة البلاد، وهو ما عده كثير من الباحثين في الإسلام السياسي تحولًا كبيرًا في رؤية الحزب السلفي، التي كانت تنطوي على أن رحيل مرسي خط أحمر.

مبادرة النور لتغير حكومة هشام قنديل
وإبان حدوث أزمة بشأن فشل حكومة هشام قنديل في إدارة البلاد دعا حزب النور إلى تغيير الحكومة، وتشكيل أخرى تتكون من ائتلاف وطني، إضافة إلى تغيير النائب العام وقتها لنزع فتيل أزمة القضاء على السواء.

الخلاف بين جماعة الإخوان والدعوة السلفية خلاف عقائدي وأصولي وربما خلاف على الوجود، نابع من كون فكر تيارات الإسلام السياسي يعتمد على إقصاء الآخر، وعدم قبول التنوع، وبالتالي فالدعوة السلفية تخشى على نفسها وعلى دعوتها وفكرها من الإخوان والعكس صحيح.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;