هو شخص لديه علاج لكل داء، يملك الوصفة السحرية لجميع الأمراض المستعصية، من قصده بعد الله يجد رجاءه، عرف في البداية على أنه صيدلي يعالج بالأعشاب، ملأت صورته جميع القنوات التي تقدم برامج طبية، فما إن تشاهده على إحدى هذه الفضائيات، إلا وتراه على أخرى لو حاولت تبديل القناة، إنه الدكتور سعيد حساسين عضو مجلس النواب الحالي عن دائرة كرداسة بمحافظة الجيزة، بعد فوزه بنحو 25 ألف صوت.
حساسين يقدم نفسه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"على أنه رئيس مجلس إدارة كل من قناة الخليجية الفضائية، وجمعية الطب الأخضر، ومركز الأمل للعلاج الطبيعي والحجامة، وتنمية المجتمع المحلي، ومجموعة صيدليات دكتور حساسين وقناة العاصمة التي يمتلكها.
حساسين الذي ولد في قرية أبورواش إحدى قرى كرداسة بمحافظة الجيزة عام 1971، أكد حصوله على بكالوريوس الصيدلة من جامعة مصر الخاصة، ودبلوم في الأعشاب الطبية من كلية الصيدلة، ودبلوم التدريب من الجمعية المصرية للإبر الصينية.
بدأ حياته العملية من صيدليته التي يمتلكها في قريته، ثم أجرى العديد من التركيبات الطبية والعلمية داخل معملها، والتي لاقت رواجًا وقبولًا واسعًا بين المرضي المترددين على الصيدلية، وهو ما أدى إلى انتشاره وزيوع صيته بين المرضى.
قرر حساسين دراسة طب الأعشاب، لتقديم وصفات وتركيبات علمية حديثة، حصل على ماجيستير الطب البديل من جامعة "open university for science andtechnology".
سعيد حساسين اعتاد أن يحل ضيفاً على عدد من القنوات الفضائية قليلة المشاهدة، لإبراز منتجاته والحديث عنها، وتقديم وصفات تعتمد على العطارة، أو ما يقوم هو بعرضه في صيدلياته، التي تحمل اسمه، والتي غزت جميع محافظات مصر، ناهيك عن عدد من الفروع بالدول العربية.
امتلك حساسين قناة الخليجية لفترة امتدت لأكثر من 3 سنوات، ومن بعدها قناتي "الخليجية نور"، "نور الإيمان" اللتان لم تستمرا وقتًا طويلاً، ثم قام بتدشين قناة "العاصمة" بعد عزل محمد مرسي في يوليو 2013.
النائب عبد الرحيم علي، اتهم حساسين بتمويل قناته "العاصمة" بأموال إماراتيه، فيما نفى الأخير تلك التهمة خلال تقديمه برنامجه على القناة نفسها، قائلاً "ليس هناك تمويل إماراتي، فأنا أملك شركة الضياء للإنتاج الإعلامي، وأمتلك 98% من القناة، ومعي 2 من أشقائي".
كما وجهت عدة تهم إلى الدكتور سعيد حساسين، حيث أمرت النيابة بإلقاء القبض عليه أكثر من مرة، بتهمة ممارسته مهنة الطب البشري دون الحصول علي ترخيص، وبيع أدوية غير مصرح باستخدامها، وعقاقير منتهية الصلاحية، حسب اتهامات النيابة العامة ووزارة الصحة له ، خاصة بعد أن كشفت عنها مباحث التموين بالسويس ودمياط وأكتوبر، وتم التحفظ علي جميع الأدوية غير الصالحة بصيدليات حساسين.
في عام 2010 تقدم حساسين بأوراقه لنيل عضوية مجلس الشورى، لكنه لم يوفق، حيث حصل على المركز الثالث من حيث عدد الأصوات.
وفي 2015 تقدم بأوراق ترشحه في انتخابات البرلمان الأخيرة، وتمكن من الحصول على المركز الأول في جولة الإعادة بعد حصوله على 25474 ألف صوتًا، وأصبح عضو مجلس النواب عن دائرة كرداسة.
سعيد حساسين توعد وزارة الصحة بكشف الإهمال الجسيم الذي تشهده مستشفياتها الحكومية، فور حصوله على عضوية مجلس النواب، مشددًا على أنه لن ينضم إلى لجنة الصحة البرلمانية، كدأب جميع الذين ينتسبون إلى مهنة الطب أو الصيدلة، وأوضح حساسين أنه يعتزم الإنضمام إلى لجنة الشؤون العربية، معللاً ذلك بوجود فروع لشركاته واستثماراته التي يمتلكها في عدد من الدول العربية، وارتباطه بمستثمرين عرب شركاء له في أعماله، رغبة حساسين في تقديم أول استجواب له إلى وزير الصحة، أرجعه محللون كثر إلى رغبته في الإنتقام من الوزارة التي طالما اتهمته بالغش واستغلال حاجة المرضي عبر ترويج أدوية منتهية الصلاحية، وإغلاق العديد من الصيدليات التي يمتلكها، أما عن انضمامه إلى لجنة الشؤون العربية، فقد أرجعوه إلى أنه يريد استغلال ذلك في تسهيل عمله بمجال الأدوية، وتحقيق انتشارًا عربيًا كونه يمتلك فروعاً في عدد من تلك الدول.
القضايا التي اتهم فيها سعيد حساسين قبل حصوله على حصانة مجلس النواب، وصل عددها إلى 10، بحسب المركز المصري للحق في الدواء، بيد أن جميعها أحكام غير نهائية مما أتاح له الفوز بعضوية البرلمان.