البيت الذى ولد فيه عبد الناصر بالاسكندرية تحول الى مكتبة خالية من تراثه (صور)

28شارع القنواتي في حي باكوس شرقي الإسكندرية، يقع بيت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، التي ولد فيه عام 1918 وسط أسرته، وبعد التطوير الذي دام لنحو 4 سنوات متواصلة لتحويل المنزل إلي متحف يعرض مقتنيات عبدالناصر، انتهى به الأمر إلى مكتبة عامة، لا تحتوي على أي شيء من تاريخه.

1472227811_828_3461354_3 (1)

الرئيس الراحل عاش في هذا المنزل مع أسرته بحكم عمل والده في مصلحة البريد بالإسكندرية، الذي كان دائم التنقل بين محافظات مصر لظروف عمله.

1472227844_704_3545220_5

في الحي الذي كان يعيش فيه عبدالناصر وهو عبارة عن طريقين، الأول طريق باكوس العمومي والثاني الذي يجاور منزل الرئيس الراحل، وهو طريق السوق، بحالته السيئة وغياب النظافة والتكدس المروري، وانتشار العربات الكارو، رغم شهرة الحي بالنظافة خلال فترة الأربعينيات.

1472227917_522_3261767_4

هذا هو الحي الشعبي الذي قضي فيه الراحل جمال عبد الناصر فترة تعليمه الابتدائية والإعدادية، وهو الحي الذي يعج بأبناء الطبقتين المتوسطة وتحت المتوسطة.

1472227963_521_3342450_2

"رائحته تفوح في كل مكان، لقد كان الرئيس ا الأكثر شعبية في العالم" هكذا يقول منصور الغوراني، واحد من أقدم سكان شارع القنواتي، واصفًا عبدالناصر بأنه أثر علي كل مصري، وأن مصر لم تأت برئيس مثله، إذ كان يحسب ألف حساب للفقير قبل الغني، وكان يراعي الفقراء.

1472227987_511_2907720_1

يتابع الغوراني أنا رجل بلغت من العمر أرذله وعاصرت الرئيس عبدالناصر، وكنت أراه هو وأسرته في هذا المنزل، وبعد أن أصبح رئيسًا كان يأتي علي فترات متفاوتة.

1472228056_498_2950836_4

ويوافقه الرأي فتحى خطاب، أحد سكان المنطقة، قائلًا إن كثيرين وهو منهم حزنوا على ضياع معالم منزل الرئيس الراحل وتحويله إلى مكتبة ونقل مقتنياته.

1472228077_727_3126469_5

"بعد حصول جمال عبدالناصر على الابتدائية أُغلق منزل والده، ثم بيع لأسرة "الصاوي" بمبلغ 3 آلاف جنيه آنذاك، وظل المنزل ملك هذه الأسرة، إلى أن قرر الرئيس الراحل أنور السادات تحويل هذا المنزل إلى متحف ليضم مقتنيات عبدالناصر.
السادات اعتبر البيت مكانًا مهمًا، لأنه يحمل ذكريات طفولة عبدالناصر، بحسب علي خميس، الباحث الأثري، مضيفًا أن المحافظة قررت شرائه بمبلغ 30 ألف جنيه، بهدف تحويله إلى متحف.

1472228119_831_3428733_7

يقول خميس في عام 2000 فوجئنا بوضع لافتة كتب عليها "وزارة الثقافة، قطاع الفنون التشكيلية، مشروع مكتبة جمال عبدالناصر" وذهب اسم المتحف أدراج الرياح، وتحول المشروع إلى مجرد مكتبة.

1472227811_828_3461354_3

ظل المكان موطنًا للإهمال، إلى أن عادت فكرة التطوير مجددًا عام 2015، وإلى الآن لم يعلن موعد افتتاحه.

1472228167_855_2977794_9

الدكتور محمد عبد القادر، الخبير الأثري بوزارة الآثار بالإسكندرية، يقول إن وزارة الثقافة أصدرت قبل تسع سنوات، في عهد الوزير فاروق حسني، قرارا بتحويل منزل الرئيس جمال عبدالناصر إلى متحف، يضم مقتنياته الخاصة أثناء طفولته وإقامته مع أسرته في هذا المنزل.

1472228015_728_3948205_2

ويضيف عبدالقادر أن المشروع تحول في النهاية إلى "حبر على ورق"، فمع مرور الوقت أهملت عملية إنشاء المتحف، ورفض المجلس الأعلى للآثار تبني المشروع بسبب عدم ملاءمة العقار والمكان لإنشاء متحف، وضاعت الفكرة.

1472228097_250_3211693_6

ويرى عبدالقادر أن فكرة المتحف أفضل بكثير من إنشاء مكتبة، مثلها مثل آلاف المكتبات والقصور الثقافية في مصر.

1472228036_984_3515475_3

أما الدكتور مسعد زغلول، أستاذ التاريخ بجامعة الاسكندرية، فيرى أن الدولة تهدر قيمة تراثها ورجال صنعوا التاريخ، متسائلا: كيف توضع مقتنيات الرئيس الراحل وأسرته في مخزن تابع لوزارة الثقافة بمنطقة محرم بك وسط الفئران والأتربة، التي تدمر ما تبقي من تاريخ هذا الرجل، الذي أثر في العالم.

1472227937_961_2829010_1

ويضيف زغلول على الدولة تصحيح تلك الفعلة، التي لن يغفلها التاريخ، بعد إهمال مقتنياته، التى كانت تحتاج أن توضع في متحف يحمل اسم الزعيم الراحل، طبقًا لما كان يراه الرئيس الراحل أنور السادات، صاحب الفكرة.

1472227861_477_3643792_6

زغلول تساءل كيف لدولة أن تتخلى عن هذا التاريخ والمقتنيات القيمة وتطمس ملامح منزل عبدالناصر القديمة، وتكتفي بمكتبة لا تحمل أي شيء من تاريخه.

1472227844_704_3545220_5 (1)

بينما تقول الدكتورة نيفين الكيلانى، رئيس صندوق التنمية الثقافية، إنه يجرى حاليا التشطيبات النهائية لمنزل عبدالناصر، ليعلن بعد ذلك موعد افتتاح مكتبة الزعيم ووالده، مشيرة إلى أن تكلفة ترميم المنزل تكلفت نحو مليون و350 ألف جنيه مصري.

1472227793_345_3664445_2

وتشير إلي أنه المكتبة تضم حجرة سمعية وبصرية وحجرة كمبيوتر ومسرح وصالة مكتبة الزعيم وصالة مكتبة والده، كما أن الصندوق من المقرر أن ينظم العديد من الأنشطة الثقافية والفنية بداخل المكتبة، التي انشئت على مساحة المنزل، البالغة 380 مترا.

وتوضح إلى أن صندوق التنمية الثقافية يشرف على مشروع التطوير والصيانة، وزوّد المكتبة ببعض الأجهزة والكتب، بالإضافة إلى أن الصندوق يستعد لتنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والفنية داخل المكتبة، ومن المقرر أن تضم المكتبة كتبًا تاريخية خاصة بالزعيم، جُلبت من الخارج.

وافتتح المنزل حلمي النمنم، وزير الثقافة، بعد إغلاقه وإهماله الجسيم على مدار السنوات الماضية، وسط ترحيب من أهالي حي باكوس الكائن به المنزل، وبحضور نجل الرئيس الراحل، عبد الحكيم عبد الناصر، وعدد من الشخصيات العامة بالإسكندرية.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;