أسدل الستار عن عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحى والمؤسس والمفتى للجماعة الإسلامية، وأحد قيادات وكوادر الفكر الإرهابى فى العالم بإعلان الولايات المتحدة وفاته حيث كان يقضي عقوبة السجن المؤبد في أحد السجون الفيدرالية ،وأكدت ابنته أسماء أيضاَ على خبر وفاته، وكان ذلك عبر موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك"، حيث قالت: "الشيخ عمر عبد الرحمن توفاه الله.
زعيم الجماعة الاسلامية الروحي سجن على خلفية تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، ولد بمدينة الجمالية بالدقهلية عام 1938، وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها عام 1965، وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيداً بالكلية مع استمراره بالخطابة، أوقف عن العمل في الكلية عام 1969، ثم عاد مرة أخرى، لكن تم نقله من الجامعة من معيد بها إلى إدارة الأزهر بدون عمل، حتى تم إعتقاله في 13 أكتوبر عام 1970.
في سبتمبر عام 1981 تم إعتقاله مرة أخرى، لكنه تمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر عام 1981، وتمت محاكمته في قضية إغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، لكنه حصل على البراءة في القضيتين وخرج من المعتقل في 2 أكتوبر عام 1984.
كان عمر عبد الرحمن زعيم من آل الجماعة الإسلامية، تلك الحركة الإسلامية المتشددة، اعتبرتها مصر منظمة إرهابية، وهى مسؤولة عن أعمال العنف التى حدثت فى مصر، وكان أبرزها مذبحة الأقصر عام 1997، التي قُتل فيها 58 سائحًا، وأربعة مصريين.
انضم عمر عبد الرحمن بعدها إلى منظمة الجهاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية، وارتكب أعمال إرهابية عديدة فى مصر .
سافر عمر عبد الرحمن إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1990عن طريق السعودية، وبيشاور، والسودان، لكن تم إعتقاله هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993.
اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية عمر عبد الرحمن بالتحريض علي العنف، وإرتكاب جرائم ضد الحكومة الأمريكية، منها التحريض علي تفجير مركز التجارة العالمي، فقد أصدر عمر عبد الرحمن وقتها فتوى أعلن فيها شرعية سرقة البنوك، وقتل اليهود في الولايات المتحدة، كما دعا المسلمين إلى الهجوم على الغرب، وقطع وسائل النقل في بلدانهم، وتدمير إقتصادهم، وحرق شركاتهم، والقضاء على مصالحها، وإراق سفنهم، وإسقاط طائراتهم، وقتلهم فى عرض البحر، والهواء، والأرض .
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم خبر وفاة عمر عبد الرحمن، مفتى ومؤسس الجماعة الإسلامية داخل أحد سجونها.
ويذكر أن عمر عبد الرحمن أحمد قيادات وكوادر الفكر الإرهابى فى العالم.
وقال الدكتور خالد رفعت، مدير مركز طيبة للدراسات والأبحاث السياسية، أن عمر عبد الرحمن سجن فى سجون الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه هرب إليها، وأتهم فى تفجير أحد العمارات فيها، فتم إتهامه بأنه السبب الأساسى للتحريض على هذا الحادث .
وأضاف رفعت فى تصريح خاص ل"انفراد" أن جريمة التفجير تمت على أرض أمريكية، وعمر عبد الرحمن موجود فى أمريكا، فذلك أتاح للولايات المتحدة الأمريكية إعتقاله فى سجونها .
وقال اللواء حمدى بخيت، الخبير الإستيراتيجى، أن عمر عبد الرحمن اتهم فى قضية أمريكية من الدرجة الأولى، وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ عهد مبارك .
وأضاف بخيت فى تصريح خاص لـ"انفراد" أن عمر عبد الرحمن تم حبسه فى السجون الأمريكية، لأن تلك الفترة كان فيها نوع من الإكتفاء الإستيراتيجى على إدارة الأمور الأمنية بين الدولتين، وبعض الناس طالبت بأن يرحل عمر عبد الرحمن إلى القاهرة، ولكن طبيعة العلاقات بين الدولتين لم تعطى أريحية أكثر للجانب المصرى بالتأكيد على طلبه، لأن القرار السيادى المصرى لم يكن مستقل فى ذلك الوقت، ولكن فى الوقت الحالى القرار السيادى المصرى مستقل، ومن يسجن من المصريين فى الخارج تقوم مصر بإستعادته.
وأكد بخيت أن عمر عبد الرحمن أتهم فى أحد التفجيرات فى أمريكا، وهنا قامت المحكمة على شخصه .
وقال اللواء محمود خلف، قائد الحرس الجمهوري الأسبق، فى تصريح خاص ل"انفراد" أن عمر عبد الرحمن تم حبسه فى الولايات المتحدة الأمريكية، لأنه كان متواجداً فى ذلك الوقت فى أمريكا، واتهم بمساندته للإرهاب نتيجة أقواله وأفعاله، ومصر لم تطالب به .
وأكد خلف أن عمر عبد الرحمن ارتكب جريمة فى الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك تم محاكمته هناك، وهناك قاعدة فى القانون الدولى تنص على ذلك، "يتم محاكمة من ارتكب الجريمة فى البلد التى قامت بها" .