"برهامى" يصدر فتوى عن نصرة الدين باليد واللسان.. وأزهرى: توقيتها يُحيى جماعات العنف

أصدر الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، فتوى حول "نصرة الدين باليد واللسان" ، وهى الفتوى الخطيرة التى تأتي فى وقت قد يدفع البعض لإحياء جماعات إحياء العنف التى كانت منتشرة في بداية التسعينات . فتوى "برهامى" التى حملت عنوان "حكم تكفير مَن لم ينصر الدين باليد واللسان"، المنشورة على موقعى "أنا السلفى" و"صوت السلف"، جاءت ردًا على سؤال مفاده :"ما حكم هذه الأبيات التي ينشرها بعض الإخوة على "الفيس بوك"؟ وهل فيها تكفير أو مخالفة شرعية حيث إن البعض يستدل بها على تكفير مَن لم ينصر الدين بيده ولسانه، وأنه بذلك يكون خارجًا عن الإيمان؟، ( هذا ونصر الدين فـرض لازم..لا للكـفـاية بل على الأعـيـان / بيد وإما باللسان فإن عجزتَ..فـبالـتـوجـه والـدعـا بـحـنـان/ ما بـعـد ذا والله للإيمان حبـة.. خـــردل يـا نـاصــر الإيــمـان) وأجاب "برهامى" على ذلك بفتوى نصها : "فرغم أن كاتبَ الأبيات يشير إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ) (رواه مسلم)؛ إلا أن الحديث لم ينص على نفي فرض الكفاية؛ فنصر الدين في أحوالٍ فرض على الكفاية "خاصة باليد واللسان". وأضاف "برهامى":"كاتب الأبيات قد جعل نصرة الدين بالقلب للعاجز فقط، وهذا ليس صحيحًا؛ إذ هو فرض عين على كل أحدٍ، وليس للعاجز، فالذي لم يقم بنصرة الدين باليد واللسان لقيام غيره به -وليس عاجزًا-؛ فهو بقلبه يحب نصرة الدين ويريدها". وتابع نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية :"وأما نفي الإيمان فصحيح إذا تَرك الواجب عليه، ولا يَلزم منه الكفر؛ فقد يكون نفيًا للإيمان الواجب، وقد يكون كفرًا إذا زال أصل عمل القلب الواجب، وهذا ضمن أنواع الاستحلال". وعن اصدار فتوى فى هذا التوقيت، قال الشيخ أحمد البهى الداعية الأزهرى:" هناك بعض الفئات المتربصة وبعض الشباب المتحمس بشكل زائد يتخذون مثل هذه الفتاوى لاختزال نصر الدين على "اليد" ويعتدون على حرمة النفس ويسفكون الدماء، مما يؤدى إلى إحياء جماعات الظلام تحت زعم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فيكون ضلاله أكثر من ثوابه". وأشار "البهى" فى تصريحات لـ"انفراد" إلى أن نشر هذه الفتاوى تحتمل بهذه الألفاظ تأويلات مختلفة فلا داعى لنشرها" مضيفًا :"من المعلوم من الدين بالضرورة أن نصرة الدين واجبة على كل مسلم باليد واللسان والقلب، ولكن من الخطأ اختزال نصرة الإسلام باليد فقط لا غير". وأضاف :" العِالم ينصر الدين بيده فى كتبه ومؤلفاته وكذلك الصُناع والمهندسين فى ميادين عملهم، وأيضا الجندى فى ميدان القتال، والعلماء والدعاة فى خطابة" داعيا أن تقتصر الفتوى على أهل الاختصاص من دار الإفتاء ووزارة الأوقاف والأزهر الشريف. واختتم الداعية الأزهرى تصريحاته بقول:" السلفيون متطفلون على العلوم الشرعية ولا يصلحون لإصدار الفتاوى. واتفق مع الرأى السابق هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى قائلا :" هذه الأمور العقائدية لابد لها من تأصيل وشرح مفصل لأنها قد تؤخذ بهذا الاختصار المخل وتحمل على أوجه أخرى وتوظف في مسارات تكفير المسلمين والأنظمة والحكام ". وأضاف "النجار":"لابد من بيان وتوضيح ماهية نصرة الدين وكيفيته وأحوال المجتمعات ومن هو المخاطب بالتغيير والإصلاح في النصوص القرآنية والحديثية وحدود مسئولية عوام الناس وآحاد الرعية، ومسئولية الحكام والسلطات، وتوضيح حدود ما تتدخل السلطات والدولة بالقانون فيه ، وما هى الحالات التى تتدخل فيها وما هى الحالات التى لا تدخل فيها، وتوضيح الحريات الفردية واحترامها في الاسلام، والفارق بين الذنب والمعصية الفردية التى تخص الانسان وعلاقته بربه، وبين الجريمة المجتمعية التى تتعلق بانتهاك حقوق المجتمع، والاعتداء على الافراد وحياتهم وممتلكاتهم واعراضهم وهو ما تتدخل فيه الدولة بالقانون". وتابع "النجار":"ثم يجب توضيح حدود مسئوليات الدول في نصرة القضايا الاسلامية العامة، ومحاورها وأساليبها، بحسب مقتضيات الحال وظروف وأوضاع الدول والتحديات التى تواجهها، إلى آخر تلك القضايا والإشكاليات المتعلقة بهذا الملف الكبير والشائك، أما هذا الاختصار المخل في الاجابة عن السؤال وبهذا الغموض فمن الممكن توظيفه لأهداف لا تراعي أصول الشريعة وروح العقيدة".



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;