عاش معه طيلة حياته، كان له الأب والأم والأسرة بالكامل، عمل على تربيته حتى اشتد ساعده، فعاش الجد أبا وأما وظهراً لم يطوه الزمن، في غياب الأب والأم، فلم يكن جزاءه إلا القتل، فنظير لومه لتقويم حفيده، وقف الشيطان في عقل الحفيد موسوساً ليتخلص من جده الذى كان له سنداً وقوة طيلة حياته.
دفع الحفيد ضحيته بقوة لإسقاطه أرضًا تمهيدًا للإجهاز عليه، ارتطمت رأسه بأريكة فحدثت إصابته وسالت دماؤه على جلبابه، طوعت له نفسه كتم أنفاس جده بالإمساك به من جلبابه حال نهوضه لمقاومته، والضغط بكلتا يديه على عنق عجوز أهرمه الدهر مستخدما قواه الجسمانية في إحكام خنقه قاصدا من ذلك إزهاق روحه إلى أن خارت قوى ضحيته مستسلما له حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وسقط أرضا على ظهره فأحدث به الإصابات التي أودت بحياته.
لم يكتف الحفيد القاتل بذلك بل قام بنقل جثة جده إلى منطقة جبلية، وأشعل النيران بها، إلا أنه ولحظ جده الحسن أن أبصر أحد المارة بجانب الطريق العام جثمان المجني عليه مضرما به النيران فأبلغ على الفور قسم الشرطة، وبانتقال رئيس قسم الأدلة الجنائية بمديرية أمن القاهرة لمكان العثور على جثمان المجني عليه، وجد حالة الاحتراق الظاهرة على جسد المتوفى السابق بيانها تستلزم مادة معجلة للاشتعال كالوقود.
قوات الأمن كشفت الواقعة بعد معرفة هوية المجنى عليه، وبتكثيف التحريات توصلت الجهات الأمنية، إلى أن حفيد المجنى عليه هو القاتل وهو من أقدم على قتل جده وإحراق جثته حتى لا يتم التعرف عليها، وعلى الفور تم إلقاء القبض على المتهم وإحالته للنيابة العامة، واعترف المتهم بارتكاب جريمته بعد مواجهته بالتحريات الأمنية والشهود، مبرراً فعلته بتعرضه للنقد الدائم من جده ما دفعه لقتله والتخلص من جثته حتى يهرب من المساءلة القانوينة، مستطرداً:" كان ديما بيزعقلى وبيلومنى، مقدرتش استحمل، قتلته ومحستش بنفسى إلا وهو ميت بين إيدى، وحرقت جثته عشان محدش يعرف حاجة".
النيابة العامة برئاسة المستشار أحمد الشيمي المحامي العام الأول لنيابات القاهرة، قررت إحالة المتهم إلى محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم التجمع الخامس، لاتهامه بقتل جده المجني، قررت المحكمة برئاسة المستشار محمد أحمد الجندي رئيس المحكمة وعضوية المستشارين أيمن عبد الخالق ومحمد أحمد صبري الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة، تحديد الأسبوع الثالث من شهر يونيو المقبل لمحاكمته.